23 ديسمبر، 2024 7:05 م

للأسف اقولها ان عمليه الاصلاح التي اطلقها السيد رئيس وزراء العراق حيدر العبادي هي عباره عن حقنه تخدير لتسكين الألم لاعلاجه ، فحال العراق اليوم أشبه بمريض نخر جسده السرطان فهل يستجيب للعلاج الكمياوي ام ان أستئصال مكان الورم هو العلاج المناسب ، لن يتم  اصلاح طالما بقيت نفس الوجوه في الحكم والبرلمان فكيف يتم التغيير طالما ان السراق والفاسدين هم أنفسهم يرفعون شعارات محاربه الفساد ومازالوا اغلبهم في مناصبهم . كيف المتهم بالفساد يقوم باالاصلاح فأغلب الوزارات فاسده ومازالوا الفاسدين في أماكنهم التي أفسدوا وأغتنوا فيها ، فهل بربكم هذا اصلاح .
ولكن الذي اثلج قلبي وافرحني وسط كل هذا هو سقوط الاقنعه عن البعض من رجال الدين وانكشاف زيفهم للشعب ، وان الولاء الالهي والاعمي لهم لم يعد يشكل غشاوه على عيون المتظاهرين ،  والمتبقي بولاءه لهؤلاء اصحاب العمائم السوداء والبيضاء واللذين سرقوا الخزائن بأسم الدين هم اما منتفعين او أغبياء . وما أفرحني هو خروج العراقيين وتخلصهم من عقده الخوف من الحاكم ، وأذا لم تتحقق مطالب الشعب اليوم بأجراءات حكوميه فأنها ستتحقق ان شاء الله في المستقبل بقوه واراده الجماهير الغاضبه والثائره .
لسنا بحاجه الى وسيط ليوصل دعاءنا ورجاءنا الى الله سبحانه وتعالي ، كفاكم رياء ونفاق واستغلال لمشاعر الناس البسطاء من اجل تحقيق مأربكم الدنيويه وسرقه لقمه عيش الفقراء ، لقد شوهتم صوره رجال الدين وشوهتم الدين وهو منكم براء .
اليوم بعد كل ماجري في العراق بعد عام ٢٠٠٣ والى الان اجد ان العراقيين يستذكرون حالهم قبل وبعد التاريخ اعلاه . لااري ان عالم او جاهل  ، فقير او غني كل العراقيين الا وجدتهم يترحمون الف مره ومره على ماكانوا فيه قبل عام ٢٠٠٣ .
لست بصدد مقارنه اومديح ولكني اود ان أضع أصحاب السلطه اليوم امام حقيقه قد غابت عن بصرهم وبصيرتهم .
اذا كان صدام ظالم كما تدعون  أنشروا انتم العدل واذا كان الشعب في زمانه جائع اشبعوه انتم  واذا كنا في حروب انشروا انتم السلام، دعوا الشعب يرى الفرق بينكم وبينه ، ولكن الشعب جربكم وصبر عليكم ١٣عام ، فماذا كانت النتيجه ؟ النتيجه انه نفذ صبره وثار عليكم لأنه لم يجد فيكم المنقذ الذي ينقل حالته الى الافضل بل العكس تم اعادته الى الاسوء امام ترهل وظهور طبقه فاسده سرقت ٨٠٢ مليار دولار ولو تم توزيعها على الشعب لكانت حصه الفرد ٢٥ مليون دولار ، هل هذه الديمقراطيه والرفاهيه التي وعدتم بها جمهوركم .
فعلاً فقد شاهد الشعب الفرق بينكم وبينه بتصرفاتكم التي جعلت الجميع يترحم على أيامه .
مسكين أنت ياعراق بالامس ذهبت أموالك على الحروب واليوم في جيوب السراق والفاسدين  ووقعت بين احتلالين أجد صعوبه التحرر منهم اولهم احتلال الفاسدين والسراق لثرواتك والثاني أحتلال الطائفيه لعقول الكثيرين !!!!.
أملنا بشباب العراق الواعي والمثقف الذي  كسر طوق كل الأسوار التي قيدت حريته في التعبير عن معاناه وأرتفعت أصوات الحق مطالبه بأبسط حقوق المواطن التي يتمتع بها شعوب الارض ، هل سيقبل او يرتضي لنفسه ان يعيش كمواطن معدوم ومسحوق رغم امتلاكه لكل هذه الثروات ، هل ينتظر طويلاً وهو يُشاهد المسؤولين اللذين قاموا بسرقه ثرواته هم أنفسهم يرفعوا رايه الاصلاح ومحاربه الفساد  ، ام ان الشعب سيقلب طاوله العمليه السياسيه على رأس صناعها اذا لم يجري تغيير جذري واصلاح حقيقي وان للصبر حدود .
[email protected]