22 ديسمبر، 2024 7:31 م

لم يطف بمفرده حول الكعبة، هي ممارسة قديمة كان يمارسها الناس قبل الاسلام كمهرجان من المهرجانات، يطوفون ويتعارفون ويلقون قصائدهم هناك، ومن ثم يختتمون ممارستهم بالتجارة، حين جاء الاسلام صارت من أركانه، حيث ميز الغني بالغفران وترك الفقير غير المستطيع اليه سبيلا بلا غفران ولامحو للذنوب، وها هو يغفر ويمسح ذنوبه كل عام منذ الفين وثلاثة حتى الآن، كل عام يجمع الذنوب لموسم حج آتٍ ليعيد مسحها وينتظر الموسم المقبل، فهو لا يدفع من جيبه دينارا واحداً، ومتمسك بحديث للرسول لا يعرف احد مصدره ولا حتى من رواه، ومعناه : إن الإنسان يعود من الحج خاليا من الذنوب كما ولدته أمه، وهو يزرع الذنوب على مدار السنة ليعود في نهاية العام كما ولدته أمه، هو متأكد إن ذنوبه لن يغفرها اكبر رب في العالم، لأنها متنوعة وكثيرة وأشهرها السرقات اليومية، تساءل مع نفسه كثيرا، مالذي نقدمه لله وللناس ليغفر ذنوبنا، إننا ندور حول بيت ومن ثم نهرول ونرمي الحجارة، وأخيرا نقتل الحيوانات، إنها ممارسة تشبه الى حد ما ما نقوم به في العراق، بلد كامل دمرناه وجعلنا أعزة أهله أذلة، الأطباء هاجروا والفنانون تشتتوا بين بائع متجول أو صحفي في جريدة خاوية، يتقاضى مرتبه شهرا ويتنازل عنه شهرين، الشعراء صاروا كالمتسولين، المعلمون وضعناهم في آخر القائمة وأصبحوا نقطة سوداء في جبين الوطن، التزوير والغش وصل الى مستويات كارثية، وصار العراق اسوأ بلد في العالم وبغداد غير صالحة للعيش بحسب تقارير الامم المتحدة، صارت طالبة المتوسطة حامل وهي بعد في مراحل عمرية اولية، وصار طالب المتوسطة يجاهر بالسكر والحشيشة.

المقدسات كثيرة، سأعترف الى الله، ولكن لاي وجد أي مقدس لدينا، نحن نصنع قداسة الأشخاص، ولذا في لحظة نتخلى عنها ونمحوها كما نمحو ذنوبنا هنا في السعودية، لأننا نعرفها كاذبة، حتى صلاتنا كاذبة، نصلي في مساجد صادر اصحابها ارضها وتجاوزوا عليها، هنيئاً لنا بهذا الدين الذي يشجع على اللصوصية والغش، نسرق ونفعل كل شيء ونحج فيمحو الله كل شيء، انها صفقة رابحة ، اضف الى الحج الزيارات، فانا لم اترك واحدة لجميع الاولياء، عاد الى نفسه ليسألها مرة ثانية، هل من الممكن ان احيا هنا في النعيم وبعد موتي ساكون في نعيم، نعم نعم، الله أشعل النيران للفقراء، من الذين لا يستطيعون اليه سبيلا، لو كان يعلم بهم خيرا لجعلهم مثلي او مثل زملائي في الرحلة، اننا نحج على حساب الدولة، ألم يكن الحج سياسياً واراد الرسول ان يظهر قوة المسلمين في موسم الحج بناء على عددهم الكبير، نحن ايضا ، غالبية النواب في الحج وجميع السجناء السياسيين، ماذا يفعل الشعب صمت عن صدام أربعين عاما، ونحن من أعطاه المرتبات الجيدة والسيارات الفارهة، الجميع سينتخبنا ويذهب هؤلاء المنافقون الى المستشفيات مرضى الحقد والكراهية، ذنوبنا مغفورة وبيوتنا فارهة، وزوجاتنا جميلات ومتعددات، واولادنا آمنون في ارقى الجامعات في اوربا، ونحن اصحاب الله، لقد اعطانا الله من فضله وليس للنفط دخل في هذا، اما السعودية فقد فتحت لنا الباب على مصراعيه، الفقراء سيلوكون السنهم ويتعبون، اما سواهم من الاعلاميين الذين يرافقوننا فهم ايضا من اصحاب الله، رئيس الوزراء ايضا هو صاحب لله، الاطباء الذين يرافقوننا من اصحاب الله، فعلا نحن أصدقاء الله، وهذه المرويات عن ان إطعام جائع خير من الذهاب الى الحج كلها سندها ضعيف، لنكتب والله يمحو، فالذنوب جميعها مغفورة ماخلا الاشراك بالله، سأعود الى سكرتيرتي واموالي جديداً بلا ذنوب فهناك متسع لارتكابها، ومادامت العقوبة أخروية ولا تنتهي بالسحل وسمل العيون والثورة ، فالأمر هينٌ ولا يستحق العناء، وراح يردد بلهجته الجنوبية: هذوله غمان، بعد لاعبد الكريم ولاغيره، ياهو اليسحلنه واحنه الشعب كلها نكدر انبجيه بيوم واحد، وانسكته بذبح بقرة او توزيع حلويات، السنة الجايه اروح للحج حافي ، بلكي اتصير ممارسة جديدة وتتسجل باسمي.