18 ديسمبر، 2024 8:03 م

أصبح الإلحاد إفلاساً،فماذا بعد الحق إلا الضلال

أصبح الإلحاد إفلاساً،فماذا بعد الحق إلا الضلال

لا شك عند الحديث عن الإلحاد(عدم الإيمان)أو عدم التصديق بوجود خالق (الله سبحانه وتعالى)،كان ومايزال نقاش كل عصر وحين،مسأله الإيمان والكفر ،الشك واليقين كانت دائماً مفاتيح للنقاش بين العلماء والفلاسفة وذوي العقول النيّره والتي أختلفت وتوسعت وتعددت المفاهيم والرؤى والادله والبراهين بمرور الزمن وتُوضّحت أكثر فأكثر ولا سيما في عالمنا اليوم.

كانت تلك المناقشات والتساؤلات نابعه من طبيعه الانسان الفطريه والفضوليه، والتي يحاول فيها معرفه الاشياء وعملها وماهيتها وبم تُفيد ولماذا وكيف ، موضع شكٍ وجدال ومن حق الانسان أن يبحث عن معنى لوجوده ورسالته في الحياه والغرض الذي يسعى اليه كالأهداف والطموح والرفاهيه ،والتي تتفق وتنبع من طبيعه الانسان الواعي ذو العقليه السليمه.

إن تعمقنا في موضوع الإلحاد وعدم الإيمان (بالله)نجد أن الفلاسفه تطرقوا حول أسئله مشابهة، وهذا نابع من الفراغ الذي كان في نفوسهم،وأن هذا الفراغ يخص البشرية جميعاً ولا يقتصر على الفلاسفه فقط ،وبالتالي كانوا يبحثون عن أجوبه لأسئلتهم الواقعيه،وبالتالي برزت توجهات وشطحات وأخطاء كثيره لا تحصى ولا تعد من قبلهم حول مسأله الدين وبوجود خالق أو عدم وجوده ،كل حسب هواه وحسب ما كان يرى من انه على صواب،إضافه للمؤثرات التي كانت حوله ولا سيما أوربا وحيث التمثيل السيء من قبل رجال الدين للدين كان سبباً في ابتعاد المجتمعات عن الدين ولا ننسى المجتمع الشرقي أيضا، والتي بدورها عملت على ظهور مجموعه من المفكرين حيث كانت آراؤهم تدور بأن الدين لا ينفع لشيء،والتي وبدلاً من أن يوضحوا ويفسروها بشكلها الصحيح عملوا على فصل أو تحجيم أو إلغاء دور الدين في المجتمع،وأتوا بالإلحاد كحل لهم،لكن في الأصل لم يكن حلاً،فالإنسان بطبيعته التي أوجدها الله في نفسه تميل الى التعلق بشيء يعبده ويبعث في نفسه السكينه والإستقرار النفسي.

ثم تطورت الفلسفه والمدارس الفكريه وتوسعت دائرة العلوم والمعرفه،وهنا بدأ البعض من الفلاسفه بالقيام بربط وجود الخالق وهل الله موجود،بالمنطق والعلوم وغيرها من الامور وذلك لأثبات أن لا يجود خالق للسموات والأرض والكواكب والنجوم،بل كان الجواب بأن هذه الدنيا صدفه هكذا نموت ولا نحيا مره أخرى،في القرن الماضي وهذه الاسئله التي تطرح من قبل البعض كانت موضع إعجاب وإنجاز بالنسبه للبعض ولكن على أيه أساس!على أساس الجهل والوهم والفقر الى المعرفة وجوهر الحقيقه وعلى أساس الربط الخاطىء للأشياء.

ومن الامور المستغربه أن البعض تجده يحارب ويسعى من أجل تبني تلك الفكره(الألحاد)ويتفاخر به على أنه إنجاز،رغم معرفته أنه على باطل ، أو تجد في كلامه جمله من المغالطات ويصر عليها،وهؤلاء الأشخاص هم قسمان قسم مازال لم يقتنع ومستمر في بحثه عن الحقيقه وقسم أخر تجده أن لديه غرض نفسي وهنا موضع العجب،ترى حججه وكل ما يستدل به عفى عليه الزمن ومن ثم يصر على شيء قد إنتهى صلاحيته منذ زمان،وكما يقول الأمام الغزالي(الإلحاد آفه نفسيه وليس شبه علميه)،ولحد الآن العلم لم يكتشف شيئاً يؤيد آراء الملحدين،بل رأينا العكس الكثير من الملحدين أصبحوا مؤمنين بالله أمثال أنتوني فلو الفيلسوف البريطاني.

من المعلوم الغرب متفوق على الشرق من ناحيه التقدم العلمي والمعرفي وهناك شيء يجب أن نعترف به، بأن التفكير الغربي أعمق وأدق من التفكير الشرقي من ناحيه البحث والتقصي عن الأمور،لكن هنا السؤال إذا كان وضع المجتمع الغربي هكذا ولديهم إشباع في كل الأمور الحياتيه لماذا يتجه العقلاء منهم الى البحث عن الله وفِي النهايه يُسلمون بوجود خالق بعد القناعه الراسخه بأن هناك من يتحكم في الأشياء بطريقه يعجز عنها العقل.

ختاماً كل شخص على وجه الأرض لو فكر قليلاً في وجود الله والأشياء التي حوله فسيرى الكثير من الآيات، فتستطيع أن ترى قدره الله في نمل صغير أو في جبل شاهق،والقرآن الكريم فيه الكثير من البراهين والأدله القاطعه{ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا }هذه الآيه الكريمه هي أكبر تحدي لغير المؤمنين ،حيث يعترف به عقلاء الغرب قبل الشرق،بأن القرآن كتاب لدن حكيم خبير،والحمد لله رب العالمين.