23 ديسمبر، 2024 2:08 ص

أصبحنا كبغايا العصر..قائدنا مرتزق وشيخنا قرصان!

أصبحنا كبغايا العصر..قائدنا مرتزق وشيخنا قرصان!

_عنوان المقال..مقتبس من قصيدة(مسافرون) للراحل الأسطورة(نزار قباني)..حيث يقول:
مسافرون نحن في سفينة الأحزان
قائدنا مرتزق
وشيخنا قرصان
نحن بغايا العصر 
كل حاكم يبيعنا ويقبض الثمن
يرسلوننا من حجرة إلى حجرة
من مالك إلى مالك 
ومن وثن إلى وثن!
_هذه كانت بعض الأبيات التي تشرح ماوصلنا إليه منذ خمسة عشر عاما!
_ مما لاشك فيه..أصبحنا البلد الأول في أنتاج الضمائر الضريرة..وعندما..يكون الضمير ضرير تصبح الخيانة وجهة نظر!
_باتت الدولة والسلطة والمناصب وفقا للمسؤول في العراق تشبه..فتاة الليل..التي يرتوي من جسدها حليبا!
_يتعلم الإنسان من تجاربه واخطائه بخلاف..العراقيين.. الذين يقعون في نفس المصيدة كل أربع سنوات؟
لكن السؤال..هل الكذب السياسي حلال؟ 
نعم ليست فقط الكذب السياسي حلال..بل..كل شيء مباح وغير محرم  بالنسبة لساسة العراق..وبحسب ماجرى في العراق والعراقيين  ومازال يجري.. أصبح من المؤكد أن أسوأ مكان في جهنم مخصص لأولئك الذين عاثوا بالأرض والعرض فسادا..ولم..يتمكنوا من نفض غبار العار عن ضمائرهم المضروبة. في الحقيقة لقد تعودنا على أكاذيبهم..وفي ظروف كهذه ليس مطلوب منا كشعب سوى الرضوخ لهذا الواقع المؤلم!
لقد رقصوا فوق جثث العراقيين واستحلوا دماءنا واسترخصوها بلا ثمن..بعد أن واجهنا البطش بكافة أنواعه..وأولها البطش السياسي..عبر أشرس عملية سياسية سحقوا من خلالها أرواح الشعب واعتقلوا عقولنا في سراديب المتاهة وكهوف البؤس.
إن أمراء الدم الذين يمثلون اليوم(جمعية صناع القتل).. لايمتلكون القدرة على مواجهة التحديات التي نعيشها والتي هي اصلا نتيجة لسياساتهم الفاشلة..إلا..بالابتزاز والإرهاب السياسي والإعلامي..حين يصدرون لنا خطابهم الخيالي باحتمالية قيام الحرب الأهلية؟!
فتبا لمنصب أو سلطة تأتي على حساب جثث العراقيين الأبرياء.
لكن السؤال..هل كتب علينا أن نظل نعيش في دوامة العنف والتهديدات الملعونة؟
الجواب عند الشاعر..عبد العزيز الدريني..الذي قال في أبيات شعره المشهورة:
مشيناها خطى كتبت علينا..ومن كتبت عليه خطى مشاها
ومن كان منيته بأرض..فليس يموت في أرض سواها!
لم تعد مشكلتنا هي تلك الصورة السوداء التي نعيشها..لأننا تعودنا على الأكاذيب والمغالطات والدجل والتدليس..لكن.. مالايمكن تحمله هو استمرار حالنا في التدهور، قبل وبعد كل مسرحية انتخابية وكواليسها البهلوانية العبثية التي صدعوا بها رؤوسنا قبل عدة شهور من منطلق استقرار البلد ومصلحة المواطن! جميعا لانصدق بما تنطق به الأحزاب والكتل السياسية..بل..نحن على يقين أن قادتها لايعني بالنسبة لهم شيئا أن يموت أكبر عدد ممكن من شباب العراق وأطفاله مقابل أن يبقى شيوخ العملية السياسية على كراسيهم ويقوموا بتأمين عوائلهم في دول أخرى..حيث..القصور الملكية وأولادهم المراهقون يتسكعون بأغلى وأرقى سيارات العالم..محافظين على ثرواتهم ومصالحهم بعيدا عن العراق المنكوب والعراقيين البؤساء.
فما هو الضير أن يركب ابن(صالح المطلك) سيارة(بورش) ويتسكع بها في شوارع عبدون في عمان؟!
وماهي الكارثة..إن يكون دار إقامة السيد(حيدر الملا) عبارة عن قصر فخم في أرقى منطقة في عمان؟!
وماالضير..إن يكون أحد النواب أن يمتلك برج في دبي؟! ناهيك عن البنوك الأهلية وشركات  الصيرفة.. وغير ذلك من شقق على احلى شواطيء اسبانيا ومطاعم وكازينوهات في المغرب. حقا انها كوميديا سوداء..لأن..بعد كل هذا النعيم والترف.. يقع البلد أسيرا لتهديداتهم عن نشوب الحرب الأهلية!
أخيرا…سأنهي كل هذه المأساة بأبيات شعر لقصيدة مسافرون..
نحن جواري القصر
نركض كالكلاب كل ليلة
معتقلون داخل النص الذي يكتبه حكامنا
معتقلون داخل الدين الذي فسره إمامنا
مهاجرون نحن من مرافيء التعب
لاأحد يريدنا
حكامنا آلهة يجري الدم الأزرق في عروقهم
ونحن نسل الجارية…
بقلم: الكاتب والبحث السياسي