18 ديسمبر، 2024 7:56 م

أشياءٌ اخرى عن الحرب .. موسكو – كييف

أشياءٌ اخرى عن الحرب .. موسكو – كييف

مع بدء انتشار خبرٍ نشرته ” مصورّاً ” السفارة الأمريكية في ” كييف ” عن وضع ونصب 89 مدفع امريكي من نوع هاوتزر ” M 777 ” في الخطوط الأمامية للجبهة في اوكرانيا , بعد استكمال الجنود الأوكرانيين للتدريب على استخدامه , وهو مدفع بعيد المدى ويمتاز بدقة التصويب , وهذا بعضٌ من الأسلحة الأخرى غير المعلن عنها , سواءً من الولايات المتحدة او بريطانيا . يجري كلّ ذلك ضمن إتّساع المساحة الضبابية في عدم احراز القوات الروسية لتقدّم بارزٍ او كبير داخل بعض المناطق الأوكرانية المستهدفة من قيادة الجيش الروسي , سوى مناطقٍ محدودةٍ وبعض القرى وبمساعدة من قواتٍ شيشانية , ولا يمكن الزعم بهذا الصدد وكأنّ ذلك بمثابة فشلٍ للقوات الروسية والتي يبدو أنّ قيادة اركانها ترسم خططها الهجومية بتروٍ محسوبٍ مسبقاً ” لكنه قد طال ” , ولابدّ ان يغدو بموافقة او بإيعازاتٍ خاصة من الكرملين ولحساباتٍ بعيدةٍ خاصة , ويجري كلّ ذلك بجريانه البطيء متزامناً مع ارتفاع نسبة ضغوط الناتو وعموم معسكر الغرب على روسيا , خصوصاً عبر البدء بتطويقها جغرافياً او من الزاوية الجيوبوليتيك , عبر إقناع فتلندا والسويد بالإنضمام الى عضوية الناتو , وبتناغمٍ مع عقوباتٍ اخرى ناهزت المئات والآلاف !

هذا التعتيم الإعلامي الروسي المقصود على إيضاح او إظهار التوجّهات العسكرية الروسية في المعارك الدائرة , وبقدر ما قد يقلق الغرب جزئياً او اكثر في التعرف على نيّات الكرملين وخططهم المقبلة , إلاّ أنّه يترك بعض الآثار السلبية على الرأي العام الروسي في الداخل , مع تجسيم ما يعرضه إعلام الغرب من تأهيل الأوكرانيين لخوضهم معارك بريّة مع الروس , وبعروضٍ مجسّمة في الإعلام .

النقطة الأشد غموضاً في الموقف الروسي والتي سبق ونوّهنا عن بعض قسماتها في مقالاتٍ سابقة , فيتمثّل في افتقاد مسرح العمليات بين الروس والأوكرانيين لموجاتٍ مكثّفة من صواريخ < ارض – ارض > الروسية للتمهيد الأسهل لتقدّم الجيش الروسي بريّاً واقتحامها بعد تعرّضها لنسبٍ تدميرية بهذه الصواريخ , وهل يمكن الإفتراض بشكلٍ او بآخر بنقصٍ ما ” مهما كان محدوداً ” في هذه الصواريخ .؟ أمْ أنّ القيادة العسكرية الروسية تتحسّب للبعيدِ البعيد وما قد يحمله من مفاجآتٍ عسكريةٍ قد لا تغدو ضمن الحسابات التقليدية .. الى ذلك فإذ الحرب النفسية التي يشنّها الغرب عبر الإعلام والتي بلغت حالةً مستعرّة ! , والتي صارت تزعم بأنّ بوتين مصابٌ بسرطان الدم ! استناداً الى وجود < بطانية مطوية ومرتبّة على فخذي الرئيس الروسي اثناء حضوره لإحتفال يوم النصر > , فيبدو أنّ الستراتيجية الروسية تتبنى موقف ” اللاإعلام ” أمام الغرب وإدخالهم في متاهات التخمينات , وقد صرّح رئيس المخابرات الأوكرانية يوم امس بأنه يتوقع نهاية الحرب عند انتهاء هذه السنة .!