18 ديسمبر، 2024 6:37 م

أشعل الفتن والحروب وإستفد منها

أشعل الفتن والحروب وإستفد منها

منذ أن غطت الشعارات البراقة لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بلدان العالمين العربي والاسلامي وبشکل خاص المرتبطة منها بالقضية الفلسطينية ومدينة القدس وکذلك المدن والمراقد المقدسة في بلدان المنطقة، فإن الذي توضح وبعد أربعة عقود کاملة من ترديد هذه الشعارات وإقامة الندوات والمهرجانات ومايسمى ب”يوم القدس العالمي” من جانب هذا النظام، إن کل ذلك لم يکن سوى سياق سياسي مشبوه الهدف منه جعل هذه القضايا کغطاء وسبيل من أجل فرض نفوذه وهيمنته على هذين العالمين وتحقيق مشروع خميني ببناء إمبراطورية دينية تمنح هذا النظام قوة وقدرة غير عادية يصبح بموجبها أمرا واقعا يتقبله العالم رغما عنه!
الحروب والفتن والمواجهات التي أثارها هذا النظام طيلة العقود الاربعة الماضية تحت غطاء هذه الشعارات الطنانة والتي أضيفت لها أيضا شعارات”طريق القدس يمر عبر کربلاء” وتارة أخرى”عبر صنعاء” وغيرها، کان دائما يقف على التلة وهو يراقب الامور من دون أن يشارك فيها بل إنه وکما هو حاله الان في الحرب المشتعلة في غزة، فإن وسائل إعلامه تملأ الدنيا صخبا وزعيقا ولکن وفي الحقيقة والواقع فإنها لاتتحرك قيد أنملة على الواقع، بل إنها وکعادتها الکريهة والخبيثة المستمرة، تقوم بحروب بالوکالة عن طريق أحزاب وميليشيات وأطراف ثالثة تابعة لها، وکما حدث ويحدث فإن شعوب بلدان المنطقة”کما هو حال أهالي غزة الان”يدفعون فاتورة الحساب.
من دون شك وفي خضم الصراع الدموي الجاري في غزة الان بين حرکة حماس والقوات الاسرائيلية، فإن تأکيد العديد من المحللين السياسيين خلال مقابلات لهم مع قناة”العربية” من إن سكان قطاع غزة يدفعون ثمن صراع إسرائيل وإيران التي تضحي بالدم الفلسطيني لمصالحها الخاصة. هو کلام صائب ودقيق ويعکس الحقيقة بحذافيرها، ولعل ماقد ذکره رئيس تحرير موقع “جنوبية” اللبناني الإخباري علي الأمين، من أن”إيران لا تتدخل بطريقة مباشرة في هذه المواجهة، إلا أنها تشير بأكثر من طريقة أن لها دورا ما فيها، مضيفا أن إيران تقوم بنوع من “الاستثمار” بهذا التصعيد العسكري.” يٶکد مرة أخرى حقيقة الدور المريب للنظام الايراني ومغامراته الجنونية على حساب دماء وآلام ودمار شعوب المنطقة.
وإن مدير “برنامج الأمن” في “مركز الخليج للأبحاث” مصطفى العاني، إن إيران “لن تجازف بمواجهة مع إسرائيل من أجل الفلسطينيين”، حيث إنها تفكر في مصالحها الذاتية. بل وإعتبر العاني أن إيران، في حساباتها، “لا يهمها الدم الفلسطيني كما لا يهمها الدم العراقي والدم السوري.. وهي مستعدة للتضحية بهذه الدماء”، ولاريب من إن النظام الايراني ومن خلال ماقد قام ويقوم به في بلدان المنطقة من إشعال حروب ومواجهات دامية يستفيد منها من أجل تثبيت نفوذه وهيمنته أو تحقيق أهدافه ومخططاته، أمر يجب أن لايغيب عن بال کل من يتابع نهج هذا النظام واساليبه المشبوهة للمتاجرة بالقضايا التي تهم بلدان العالمين العربي والاسلامي.