تاريخيا أشباه الشاه لن يحتاجون لأشباه صدام
الى متى نستمر بتداول اخبار لايقبلها منطق ، مثل ايران تبني قاعدة بالسليمانية بجهل أمريكي تام !!!ياترى اي من الأطراف المعني بالخبر الأكثر غباءا ، موءكد ليست ايران ولا أمريكا ، التنافس بين الكاتب والقارىء واصحاب الارض (وكلهم عراقيين ، الحمد لله الفائز بمركز الأغبى مواطن او كيان عراقي). لاشك ان ايران اثبتت وجودها كلاعب دولي متمكن جداً تعرف ما تريد، تمكر وتصبر بتخطيط وتنفيذ حازم وحريص على مصالحها القومية بالسر والعلن ومؤكد هذا ديدن الدول الكبرى . وهل هناك من يعترض او يجادل بحجة سيادة العراق، لنلقي نظرة واقعية لحجم وعمق التوغل الإيراني بالعراق والذي تنوع بين اقتصادي واجتماعي وديني فضلا عن السياسي والامني ولا ابالغ ان اعتبرناه انه يشمل كل جوانب الحياة بالعراق .
هذا واقع حال نجم عن رسم لأهدافهم لأكثر من ٣٠ سنة ، نعم انها ترسم وتخطط حالها حال الدول الكبرى ، ولم يكن إسقاط النظام بل الدولة العراقية الا مرحلة متقدمة من ذلك المخطط ، بعد ان انهك اقتصاد العراق بفعل الحروب المجنونة والحصار ليصبح العراق أسير دول الجوار ورهين سياساتها بالانتقام . الهيمنة الفكرية الإيرانية على العديد من احزاب وكيانات بالسلطة العراقية واضحة وممكن رصد ذلك بان طهران تكون ملاذ ومرجعية للبت بخلاف عراقي ، فعند اي خلاف داخلي يلجىء احد الأطراف لطهران للضغط على الاخر لصالحه والذي حقيقته لصالح طهران .
اما للجانب الاقتصادي فالكثير من الدلالات تشير الى ان نافذة بيع الدولار العراقي كان الرِّئة الخارجية لتخفيف اعباء حصار الغرب لإيران ولم يكن لهذا النزيف بالعملة ان يستمر لولا انتفاع ايران الكبير منه ، ومجرد للتذكير عن استحواذ ايران على العشرات من الطائرات المدنية والعسكرية بغباء صدام ، اضافة للاستنزاف المتواصل منذ سنوات (من جانب ايران) لحقول مجنون المشتركة بين البلدين ، ولأصحاب الشأن الاقتصادي تخمين حجم خسارة العراق المسكوت عنها ، وتركوا لتجارهم اغراق السوق العراقية بمنتجات زراعية وصناعية لتعويض عجز زراعة وصناعة العراق التي همشت وأفشلت عمدا ، حتى تحول السوق المحلي لمستورد ل٩٠٪ من احتياجاته . عن اي سيادة نتكلم وهم ( ايران وأمريكا) تنصب لنا من تريد وتعزل من لاتريد وتسلح من ترغب وتحل خلافات الأحزاب متى وكيفما تشاء وتفتعل لنا حروب وصراعات داخلية لن نعرفها منذ قرون ، ألغت جيش حرفي عريق وفككت دولة وعوضتها بجيش دمج (جهاديين) سلموا ثلث العراق لداعش خلال ساعات ، ألغت اجهزة أمنية بداعي ولاءهم لصدام ثم اعادت استخدامهم باسس مذهبية ، بل ويرأس أركان الجيش لسنوات من ليس له بالاركان غير المنصب فقط . مؤسف حقا انه هيكل هش وليس دولة وهذا هو ما تريده طهران وواشنطن ليسهل احتواءه ، فعن اي سيادة نتكلم انها منتهكة يوميا وبكل المجالات فلا إرادة ولا قرار مستقل أبدا . وهنا اضافة ليست جديدة ولكنها جوهرية فإنها اي ايران ترفض وتُهمش معظم مايصدر عن مرجعية النجف لانها دوما تسعى لترجيح مرجعية قم على مرجعية النجف .
اما القاعدة المنوي بدء إنشاءها بالسليمانية فهذا مجرد استمرار لما سبق ففي عام ١٩٩٥ اقتتل الحزبان الرئيسان بكردستان احدهم يدعمه صدام والآخر تدعمه ايران ولا تزال فهي وفية لخدامها ، الخبر ليس بجديد اما الجديد ان أمريكا تجهل ذلك (وهذا هو الجزء المضحك بالخبر) ، انشاء قواعد خارج حدود دولة غالبا ماتكون لأسباب وقائية وطالما ايران تملك بالعراق قلوب وعقول اصحاب القول الفصل فهي صاحبة الامر والنهي . لم لا ، قاعدة عسكرية متقدمة للإمبراطورية الناهضة من جديد في احد مستعمراتها المجاورة ، فهذا اقل ما تستحق ، هم أشباه شاههم السابق بغطرسته فلباس الدين والايحاء بالتقوى لا تبدل النفوس ، ولدينا اليوم كما صدام غرقى بالتباهي بقدرات وهمية وسيادة كاذبة ، فلا شاههم مات ولا صدامنا اعدم ، تبدلت الأسماء وألالقاب وبقيت النفوس كما هي .