شبحٌ
مَعَ دوخةِ الأرقِ
يَطِلُّ من خلف زجاج النافذةِ : شبحٌ
ليسَ ضيفاً أو مدعواً أو زائرا
… كما شحاذٍ ..ينزلُ من مسبارِ!
تقلّبَ وجههُ في كلِّ حينٍ :
لصاحبٍ من صُحُبي
فحدّقَ بي وقهْقَهَ بأشداق القرودِ
: أَلَمْ يَمُتْ – ذا الجربوعُ – منذ أيام الحصار ؟
وبَدَأَ يُلَوُحُ – كل هنيهةٍ – ” ببطلِ عَرَقِ “
كرايةً خفاقةً :
لغزوات أجدادي الأجلاف العَرَبِ ..
على تخوم الصحاري
قالَ هازئاً : ها أمَا كنتَ تريد
موتاً طافح السُكْرِ ؟
أو ميتةً بين أجمل الحسناواتِ آمِرا؟
أو تشقُّ الطريقَ إلى الخلودِ ..
هل نسْكَرُ ..فنَصِلُ بسرعة الخاطرِ
إلى الأربِ ؟
******
العادة ” الوهميةُ “
فشلتُ خلال أربعينَ عاما :
حتّى في عشقِ امرأةً واحدةً ..
كنتُ أقعَ لوحدي:
في الغرامِ …
ثُمً أستفيقُ وياليتني لمْ أستَفِق ِ
فامْتَلأَ قلبي بالقيحِ والحيفِ ..
ولكنْ حينَ عشقتني امرأة
بعد الستينِ ونيفِ ..
لم أستطِعْ أنْ أطيقها أبداً !
فليسَ أثقلُ وأقسى مِنَ الحُبِّ الحقيقي
وعُدْتُ كما تعود السلحفاة لدرعها :
حيث الأمانَ ولذة الأوهامِ ..
*****