سادت الأسود وساندتها الضباع والذئاب والثعالب والقرود , فهل ستتمكن من الحفاظ على الحدود؟
العرين يزدحم بالنوازع والدوافع والتطلعات المتوافقة والمتقاطعة.
فماذا ستقعل المخلوقات وهي تتجول في العرين؟
مَن سيحمي مَن؟
هل ستنفلت الرغبات , وتتآكل القدرات , في أجيج الغاب الحامي؟!!
لكل قوي أعداء , فالقوة أن تظلم وتسفك الدماء , وتدوس على رأس خصمك , وتمسك بأعناق الأمور.
فهل حقا أن جوقة الغاب تعرف ما عليها أن تقوم به؟
“وحوش الغاب لا تقرب إليها … فإنْ غضبت فلا تعتب عليها”
الواقع السلوكي يحدثنا عن الصراعات القاسية ما بين القوى المتنافسة في سوح الوغى التسلطي القاضي بأن القوي هو العادل , وظلمه دستور وقانون.
“الأقوياء بكل أرض قد قضوا…أن لا تُراعى للضعيف حقوق”
النفوس تقود وليس من السهل أن تحضر الحكمة والتقدير الراجح والقرار الرابح , فكل ذي مخالب وأنياب عليه أن يتأهب للمنازلة , والبقاء للأقوى.
و”حيث تسود القوة لا مكان للعقل”
تلك حقائق سلوكية , عندما نقارنها بما يجري بين البشر , يتبين أن الفرق بتوفر أدوات الفتك المروع ببعضه , فما أقسى البشر على البشر , وما جنح يوما للسلم والأمان , فالربحية والغنيمة في الصراعات المدمرة والقاضية بالمحق والفناء.
إنها دائرة سلوكية مفرغة , كالأعاصير التي يفعّلها الدوران , ولن تخمد إلا بإصابة الأرض بالسكتة الكونية , والقضاء على مَن فيها وعليها.
فهل ربحت وحوش الغاب المتقاتلة؟!!
د-صادق السامرائي