27 ديسمبر، 2024 3:27 م

أسود الغاب الدولي!!

أسود الغاب الدولي!!

بعد الحرب العالمية الثانية , أدركت أسود الغاب الدولي , أن عليها أن لا تتقاتل ويجب أن تحافظ على آجامها من الدمار والخراب , وإن تقاتلت ففي غير أراضيها , وبأساليب التصارع بالوكالة , وهذا أصطلح عليها بالحرب الباردة , التي وضعت حواجز بين آجام الأسود الهائجة.

ومضت الحالة على أنها مناطحات بين أكباش مسمنة , جاهزة للجزر بعد ان تتعب من المناطحة وتخور قواها.

وحاولت الأسود البشرية أن تتأسد هنا وهناك , لكنها فشلت في منازلاتها رغم أنها دمرت سوح الصراعات وأهلكت أهلها.

واليوم يبدو أن الواقع الأرضي يستدعي الأسود للمواجهة المباشرة , لفرض الهيمنة المطلقة لأسد أو مجموعة أسود تدور في فلكه , وتحاوط عرينه لتحصنه وتأمن على وجودها حوله.

والجديد في الأمر أن أسود الغاب الدولي قد تجمعت ضد أسدٍ شديد عنيد , تريد الفتك به وبقسوة وشراسة وبلا هوادة.

أسود إنطلقت وصار عرينها واحد , وهدفها مشترك , ومصالحها متكافلة , فأعلنت صولتها على الأسد المتمترس في عرينه , والذي يكشر عن أنيابه , وينشب مخالبه في بدن قريب.

ووفقا لقوانين الغاب المتعارف عليها , أن الأسود ستكتسح الأسد الرابض في عرينه , والفرق أن الأسود البشرية تمتلك قدرات أبعد من الأنياب والمخالب , ويمكنها أن تواجه قوى وقدرات تتفوق عليها بمئات المرات , فالأسود البشرية لديها من أسلحة التدمير الفائق ما يمحق كل شيئ على وجه البسيطة.

وهذا يعني أن الأسود الهائجة المتحمسة ربما ستدفع بالأسد المُستهدف إلى تصرفات لا تخطر على بال , ويُخشى أن يفعلها صولة لا تبق ولا تذر على إيقاع (أنا وأنتم في الجحيم).

فهل أن الأرض متأهبة لويلات سقر؟

هل أن الجبال ستكون كالعهن المنفوش؟

وهل أن البحار سجِّرت , بعد أن أوقدها البشر بنيران الخطر؟

العالم على شفا حفرة من الوعيد الشديد , فهل ستعود الأسود إلى آجامها وتستكين؟!!