الآن اكتمل وصول حشد منتخب أسود الرافدين إلى استراليا لخوض المباراة الأولى لهم مع منتخب استراليا في استراليا، حيث كان آخر الواصلين لمطار بيرث كل من جيستن ميرام، وعلي عدنان، وضرغام إسماعيل، وعلي فايز…وسيكون موعد المباراة يوم الخميس 1/9/2016، في تمام الساعة الحادية عشر والنصف صباحا بتوقيت جرينتش والبرتغال , أي الساعة الواحدة والنصف ظهرا بتوقيت العراق والسعودية وقطر والكويت وفلسطين والأردن.
وباكتمال تجمعهم المبارك، لابد من إيصال رسالة مهمة لهؤلاء الأبطال، ربما لم يتطرق لها سابقاً الإعلام في أثناء منافسات أولمبياد البرازيل لكرة القدم في ريو، والمباريات الثلاث التي خاضها الأسود مع الدنمارك، والبرازيل، وجنوب أفريقيا، وكان فيها الأداء تصاعدياً، وأفضل أداء تكتيكي كان لأسود الرافدين مع منتخب البرازيل بقيادة نيمار، فكنا أثناء المباراة نفكر في الفوارق الفنية بين لاعبي المنتخبين، فمن جانب اللياقة البدنية كان المنتخب العراقي هو الأفضل بمسافة كبيرة، وهذا ما اعترف به مدرب البرازيل بعد انتهاء المباراة، حيث قال، “أن الأداء القتالي للفريق العراقي كان مذهلاً، وكان يجري طوال دقائق المباراة التي امتدت 97 دقيقة، ولم يتأثر لاعبو المنتخب العراقي بالجمهور الهائل الحاضر في المباراة، وكان عددهم 70 ألف متفرجا، وقد أدى اللاعبون المباراة بتكتيك ذكي جداً”.
وفعلاً كانت اللياقة البدنية للاعبي المنتخب عالية جداً، وأفضل بكثير من لياقة المنتخب البرازيلي، ومن جانب آخر كانت مهارات اللاعبين العراقيين على درجة عالية، وأفضل من مهارات اللاعبين البرازيليين، بما فيهم مهارات نيمار. وقد استغل لاعبو منتخبنا التفوق في اللياقة البدنية في الضغط الهائل على حامل الكرة، وكذلك الدفاع القوي والرائع عند حدود منطقة الجزاء، بحيث لم يسمحوا لنيمار وزملائه من اختراق هذه المنطقة سوى مرة واحدة من كرة عرضية شتتها اللاعب البرازيلي من فوق العارضة بمسافة كبيرة.
وعندما لاحظنا كل هذه الفوارق أثناء المباراة، والتي كانت في صالح المنتخب العراقي، على المستوى الجماعي، وعلى مستوى الأفراد، قفز إلى أذهاننا سؤال مهم جداً، وهو ما لم يتطرق له الإعلام العراقي ليس فقط في أولمبياد البرازيل، بل في كل سنوات تألق أسود الرافدين، وهو ما الذي ينقص لاعبينا لكي يكونوا منافسين حقيقيين لهذه الفرق، وثبات أدائهم، وتجاوز منطقة الشرق الأوسط، وآسيا، لكي نتربع على الأقل منافسات البطولات الآسيوية؟
فتوصلنا إلى نتيجة مهمة، ولابد من التركيز عليها من قبل الإعلام، ومن قبل المشرفين والمدربين، وإيصالها إلى عقول كل لاعبينا في المنتخبات الوطنية، وحتى منتخبات الفئات العمرية المختلفة، وهي أننا نحتاج فقط إلى زرع الثقة بالنفس التي غابت عن كل منتخباتنا الوطنية عندما تلتقي مع منتخبات قوية بحجم البرازيل، أو فرق أمريكا اللاتينية، أو المنتخبات الأوربية، لكي يستطيع اللاعب أن يحصل على الوضع النفسي الذي يسمح له بإظهار كافة قدراته التي أشرنا إليها في مقدمة المقال، وهي مهاراتهم الفنية العالية، والقوة الجسمانية، واللياقة البدنية العالية، وهذه عوامل مهمة لنجاح أي منتخب، ومن ثم يستطيع اللاعب أيضاً أن يؤدي بنفس مستوى هذه الفرق العالمية، ويصبح منافساً حقيقياً لها…
إن توفر عامل اللياقة البدنية العالية، يسمح للمنتخب كمجموعة أن يؤدي أسلوب الكرة الشاملة، وأن يستخدم أسلوب اللعب من غير كرة، وشغل كافة مربعات الملعب، وهذا هو الأسلوب الحديث للكرة، والذي تتفوق فيه هذه الفرق الأوربية على كرتنا، فهو يساعد أولاً، حامل الكرة على تسهيل التصرف بها، وتخفيف الضغط عليه، من خلال حركة اللاعبين القريبين منه لشغل المساحات الفارغة، ومن ثم سنجبر الخصم على توسيع مساحة تمركزه، ومن ثم صنع مساحات للعب عليها، وكما قلنا سنخفف الضغط على لاعبنا الحامل للكرة… ولكن الذي يحدث على الرغم من وجود كل المواصفات المهارية، والقوة الجسمانية، واللياقة البدنية العالية لدى لاعبينا، إلا إنهم عندما يلتقون مع هذه الفرق نلاحظ في أدائهم غياب عامل الثقة بالنفس، ومن ثم ضياع التركيز، والاكتفاء فقط في الجري خلف الخصم، وبطريقة هستيرية تفقد اللاعبين القدرة على مجاراة هذه الفرق تكتيكياً…
لذلك نقول لكل لاعبي أسود الرافدين المتواجدين في استراليا، أنتم الأفضل بكل المقاييس، وتتقدمون على كل الفرق الآسيوية ومنها استراليا، بسبب تفوقكم المهاري، والبدني، وتفوقكم في اللياقة البدنية، ومضاف لذلك بعد نهائيات البرازيل، تفوقكم في الخبرة، وخير فعل شنيشل عندما جمع كتيبة تحمل كل المواصفات، حيث لم نعد نعتمد على لاعب، أو اثنين، أو ثلاثة في أحسن الأحوال، بل نحن الآن نمتلك لاعبين أساسيين واحتياط لا توجد فوارق فنية فيما بينهم، بحيث إننا لا نستطيع أن نقول فلان أفضل من فلان…
أسودنا اليوم كلهم أبطال، وقادرون على تحقيق الإنجاز النهائي، وهو التواجد في أكبر محفل كروي عالمي، وهو نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا.