23 ديسمبر، 2024 12:09 ص

أسوء الصدف ، لكن التغير قادم

أسوء الصدف ، لكن التغير قادم

أعظم الاكتشافات والاختراعات في العالم جاءت عن طريق الصدفة إلا في العراق فإن سياسيي الصدفة جعلوا من تلك الصفة نقطة سوداء ونقمة للوطن والشعب .
بودي أن اسأل سؤالاً
هل إن السياسة والصدفة أمران متلازمان ؟ فإننا في العراق نرى العجب، فالسياسي نجده ذو سلطة ونائب متغلغل بين الحكومات دون معرفة هل هو سارق ناهب هل لديه خبرة كافية لشغل منصبه لكن الذي يبدو أن الصدف تفعل ماتشاء في حين أن غيرنا من البلدان تعاقب تلك النماذج للحد من انتشار الفساد الحكومي الذي عانى
منه العراق طيلة السنوات العجاف المنصرمة
تلك التي كانت بداياتها مع صفقة أجهزة السونار والتي كانت قيمة الوجبة الأولى بـ(100) مليون دولار امريكي، فيما القيمة الرسمية للسونار الواحد بـ (60) دولار لكن الوزارة الداخلية العراقية إشترته في حينها بـ (40) ألف دولار للجهاز الواحد. أي ما يعادل 66 ضعفا، ورغم هذا الاجرام بالصفقة فانه يستخدم على نطاق واسع في بيروت وبعض العواصم الاوروبية للأغراض المدنية وليست الأمنية، إذ يستخدم في كشف الزاهي في محلات غسيل السيارات، وبعد كل ما تقدم، فما هذه الحادثة إلا حلقة في سلسلة لا متناهية من منظومة فساد معقدة التركيب والتي كانت نهايتها قضية فساد تخص عقد تأمين صحي لمتقاعدي وزارة التربية قيمتها 41 مليار دينار وبين القضية الأولى والثانية مئات من قضايا الفساد أبطالها سياسيي الصدفة.
حيث نستنتج أن جميع المحن والشدائد التي حلت بشعب العراق يمكن تفسيرها بأنها مؤامرة دنيئة من قبل تلك الزمرة السياسية التي تعيش في عالمها المخملي الموشى بالمال والسلطة ، حتى صار حال الشعب لا يعنيهم شيئاً مع كل هذا فهم لايملكون أي قدر من الرجاحة العقلية في التعامل مع المواطنين . وبالتالي فأن العراق يمر بحالة عقم بالفكر السياسي و ذبول و تردي الشخصية السياسية حيث بات اغلبية الشعب يئن تحت وطأة الحكم الذي تمنوه ولم يجدوه ، بعد أن حلموا بالعوالم السعيدة التي سمعوا بها قبيلة الانتخابات ببضع أسابيع .
للأسف سنين مضت من الحكم الديمقراطي المعلن لكن جميع الحكومات أدارت البلد بعنتريات فارغة و مزايدات على حساب أبناء الشعب ولم تدع بلادنا بلاد الرافدين بأن تنافس العالم بعولمته وتطوره .
في الختام أود القول أن التغيير يبدأ من ضمير المواطن وشعوره بالمسؤولية تجاه الوطن و نحن مقبلون على إنتخابات . أصبح الحل بيد الناس لإسترجاع الحقوق وحجب الفاسدين عن المشهد السياسي بالتفاعل الواعي مع الانتخابات القادمة ،
فقد نجد شخصاً الظاهر عنه النزاهة والإعتدال الديني والأخلاقي و الروح الوطنية ولكن هل هو الشخص الذي نبحث عنه ؟
هل سيعمل على تحقيق متطلبات الناس الذين رشحوه كممثل عنهم ؟ كل تلك الأسئلة يجب أن تجيب عنها قبل الإدلاء بصوتك فصوتك أمانة والعامل الرئيسي في ازدهار البلد.