رغم أنني أستخدم وصفة الممثلة الهوليودية الاجمل والأبرز والأطعم : جوليا روبرتس، لتبييض الاسنان. وهي عبارة عن وصفة بسيطة ورخيصة ومتداولة حتى شعبيا هنا في الجنوب البائس
. الوصفة هي عبارة عن إضافة ذرات من الصودا
( صودا العجين ) فوق معجون الاسنان، ومن أول يوم إستخدام سيكون الفرق واضحا، و من أول تكشيرة أمام المرآة.
إلا أنني أطمح للذهاب لأحد ( المراكز الطبية المتخصصة في طب وجراحة الفكين والأسنان في الأردن )، لأحصل على أسنان أكثر بياضا وتقويما، كما أسنان عضو البرلمان الذي صرف عليها – أو صرفنا عليها في الحقيقة – ثمانية آلاف دولار، وبالقانون ! وبموافقات أصولية ووصولات رسمية !
لا أعرف ماذا يفعل ممثل للشعب، ومشرع، ومدافع عن حقوق الناس بأسنان ناصعة البياض ومنتظمة !
لو كان مغنيا أو نجما سينمائيا أو حبكيا ً مثلي لعذرناه !
ولو ان ما صنعه بأسنانه كان على حسابه الخاص، وليس على حساب أموال أيتام وأرامل وسكان ” مكبات النفايات “، لعذرناه أيضا، وعذرنا رئاسة برلمان ( الجودو والكارتيه ) الموقر على موافقتها على صرف ثمانية آلاف دولار من أموالنا من أجل إبتسامة أكثر إشراقا للسيد النائب.
كل مواطن من حقه أن يبيض ويقوم أسنانه، أو يجمل أنفه أو شفتيه، ولكن من ( جيب أمه ) وليس من جيوبنا نحن الشعب الفقير الجائع الجاهل الأمي.
أنا من حقي أن تكون لي أسنان بيضاء ناصعة، مثل أسنان السيد النائب، الدستور – الذي صوت عليه ١٢ مليون أعمى قلب – هو من أعطاني هذا الحق، ولم أطرح الأمر من عندياتي،
ففي المادة ( ١٦) من الفرع الأول – الحقوق المدنية والسياسية – في الفصل الاول من الباب الثاني – الحقوق والحريات – هناك نص صريح يقول : ” تكافؤ الفرص حقٌ مكفوٌل لجميع العراقيين، وتكفل الدولة إتخاذ الاجراءات اللازمة لتحقيق ذلك. ” !
أسنان السيد النائب غير دستورية بتاتا، وأرجو أن لا يعتبر دعوتي هذه مسيسة، أو تقف خلفها دول الجوار، أو أنني مدفوع بفعل أجندة خارجية تسعى للوقوف ضد تبييض اسنان مكون معين !
عليه أن يعيد الثمانية آلاف دولار لخزينة مجلس ( الجودو والكاراتيه والدلالات )، وإلا سنعيد الامور الى المربع الأول ..
وروح مزعل !
في أمان الله
