أسماء كثيرة تحقق تسويقها لتشغل الناس وترسم معالم ما فيهم , وتساهم في أخذهم إلى حيث تقتضي مصالح الطامعين بالبلاد والعباد.
أسماء عديدة غررت الأجيال وأوهمتها بأشياء وأشياء , وغادرت الدنيا وخمدت بموتها أسماؤها وأدوارها إنتفت.
وهذه الحالة تنطبق على الأسماء القائدة في مجتمعات دول الأمة , من رأس نظام الحكم إلى الرؤوس البارزة في شتى الميادين.
وبإختصار إنه الإستعمار الثقافي والمعرفي , الذي يعطي ثماره بجهود أقل وخسائر لا تذكر , لأنه يحول عناصر الهدف المطلوب إلى عوامل مساعدة للقضاء عليه , وكفى الطامعين شر المواجع والقتال.
وتجدنا أمام أسماء ما أن مات أصحابها حتى إنتفى وجودها وما بقي لها أثر , وتحققت الإستعاضة عنها بأسماء أخرى يمكن إمتطاؤها للقيام بدور جديد يخدم المصالح المتجددة.
وكم من الأسماء المسوقة الذاوية , التي حولوها إلى وجود أكثر من مقدس , وما هي إلا أداة لتمرير غايات ومآرب الآخرين إلى حين.
وبعض الأسماء يتم مدها لتبقى متفاعلة مع أجيال لا تعرفها , فالمهم الإسم وليس ما قدمه وأبدعه , فما جاء به لا أثر له , ولا بد من تلميع الإسم وتأكيد حضوره , وبناء التطلعات المطلوبة عليه.
وهكذا تعج الساحة باسماء ماتت وإنتهت وإنمحى أثرها , فهي ليست حقيقية ولا صادقة , وبعضها أدرك مصيره , فانحرف عن ميادين التسويق , وإنطلق في ميادين أخرى , تؤدي خدمة نوعية لصناعة الأفذاذ.
وهذا الواقع يؤكد أن إرادة الأمة مكبلة , والقول بأنها حرة وذات سيادة أشبه بالهذيان والأنين.
الأمة كل ما فيها يتحرك وفقا لإرادة الطامعين بها , والحر الحقيقي ما ورثناه من أجدادنا , الذين قارعوا كل حيف ووقفوا بوجه سطوات الكراسي , ودفعوا أرواحهم قرابين لمواقفهم ومبادئهم وقيمهم العلياء , فما ماتوا , وإنما تحولوا إلى كواكب ساطعة في حندس ليل وجودنا الزمهير.
فهل لنا أن نعي معنى الأثر؟!!