يصر نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية على إتباع أسلوب في التعامل مع البلدان التي تقوم بإحتضان معارضيها من أعضاء منظمة مجاهدي خلق يقوم على أساس تنفيذ مخططات وهجمات إرهابية تزعزع أمنها وإستقرارها وذلك من أجل دفعها لإبعاد أعضاء هذه المنظمة من أراضيها، وهذا الاسلوب مارسه ولازال يمارسه لحد الان ويصر عليه من أجل تحقيق مايطمح إليه من خلاله.
ماقد أقدم عليه النظام الايراني من هجمات وحملات ومخططات ضد العديد من البلدان التي تحتضن مجاهدي خلق أو حتى التي يتواجد فيها ممثلين لهذه المنظمة، وإن ماقد جرى في العراق وسويسرا وفرنسا وألبانيا وإيطاليا وغيرها دليل عملي يٶکد ويثبت ذلك بکل وضوح، بل إنه من المفيد جدا التذکير بأن النظام الايراني يضع مسألة علاقة الدول بمجاهدي خلق کمعيار للتعامل السياسي والاقتصادي معها، لکن النظام الايراني لايقف عند هذا الحد فقط بل إنه يقوم بتنفيذ مخططات وهجمات إرهابية ضدها.
إعلان رئيس الوزراء الألباني إيدي راما الأربعاء الماضي أن بلاده قررت قطع علاقاتها الدبلوماسية مع النظام الايراني وأمرت بمغادرة الدبلوماسيين وموظفي السفارة الإيرانيين في غضون 24 ساعة بعد تحقيق في هجوم إلكتروني في يوليو، وأضاف راما أن”رد الفعل الصارم هذا… يتناسب تماما مع خطورة وجسامة الهجوم الإلكتروني الذي هدد بشل الخدمات العامة ومحو الأنظمة الرقمية واختراق سجلات الدولة وسرقة المراسلات الإلكترونية الحكومية على الإنترنت، وإثارة الفوضى والإنفلات الأمني في البلاد” بطبيعة الحال لايمکن تفسير هجوم سيبراني بهذا الحجم وبهکدا شراسة بمعزل عن تواجد قرابة 3000 من أعضاء منظمة مجاهدي خلق في أشرف3 في هذا البلد، ولاغرو من إن النظا الايراني يريد من خلال ذلك إرغام ألبانيا على أن تغير سياستها التي تتبعه مع مجاهدي خلق!
النظام الايراني بعد أن مارس مختلف الممارسات القمعية ضد الشعب الايراني من أجل السيطرة عليه والحد من نضاله من أجل الحرية وفشل في ذلك، فإنه يرى بأن سبب إصرار الشعب الايراني على النضال ضده، إنما يعود الى دور وتأثير منظمة مجاهدي خلق عليه، ولذلك فإنه قد قام بهکذا هجمة سيبرانية شرسة ضد ألبانيا متصورا بأن تيرانا سوف تنصاع في النتيجة للأمر الواقع وتنأى بنفسها عن مجاهدي خلق، لکن الرد الالباني الصارم بقطع العلاقات مع النظام الايراني وطرد دبلوماسييه خلال 24 ساعة قد خيب آمال النظام الايراني وأثبت لحاکم إيران بأن هذا الاسلوب لم يعد يجدي نفعا وإن من يقوم بإتباعه عليه أن يتحمل تبعاته!