لم يتبق لداعش ان أرادة المواجهة والاستمرار في العراق الا الموت او الموت بعد ان تكشفت حقيقة هذا التنظيم الإرهابي الجبان وبعد ما أفرزته المعارك الأخيرة التي مهدت لتحرير محافظة صلاح الدين ونواحيها واقضيتها، وحتى المعارك التي تدور رحاها في قلب تكريت مركز صلاح الدين ما هي الا تحصيل حاصل لغرض فرض السيطرة الكاملة وتمشيط وتنظيف المنطقة من بقايا وذيول التنظيم الدموي.
داعش مع كل الإعلام ومع كل التهويل ومع كل الانحطاط في تسويق المشاهد الإرهابية المجرمة التي اقترفها في العراق وفي سوريا من اجل إدخال الرعب في قلوب ونفوس المشاهدين بمساعدة دول كبرى وأموال الخليج وانفتاح تركيا لم يحقق الغاية المطلوبة بعد معرفة سر تعويذته والتي تم تفكيك طلاسمها بفضل شجاعة وهمة وصبر وتسابق أبناء العراق الغيارى على الشهادة فكان ان تحقق لهم النصر الظافر لدرجة وقف العالم مذهولا لها.
كم حاولت أمريكا وكم حاول الأعراب تسويق داعش وتهويل قوتهم وباسهم وخطورتهم وإظهارهم وكأنهم رجال جاءوا من أفلاك أخرى لا يمكن قهرهم او التغلب عليهم لكن الحقائق كشفت ان كلاب داعش اجبن من الجبناء وان ليس بإمكانهم ان يصمدوا ساعة واحدة في ساحات الوغى.
لقد رأى كل العالم بطولة وشجاعة اسود الرافدين وكيف ان زئير أصواتهم الهادر مزق هيبة وغرور أبناء الطلقاء وأطاح بغرورهم وجبروتهم ومرغ أنوفهم تحت أقدام أبطال القوات الأمنية وبواسل الحشد الشعبي وأبناء العشائر.
أمريكا نفخت كثيرا في الدواعش وأظهرتهم قوت لا تجارى وزادت من بلادتها ان العالم لو اجتمع على قتال داعش الإرهابية فانه لن يتمكن من القضاء عليهم الا بعد ثلاثين عام ولان حساب الزمن عند العراقيين يختلف مما هو في التقويم الأمريكي فقد تم اختصاره من قبل أتباع مرجعية الإمام السيستاني بأشهر واجزم واثقا ان عام 2015 لن ينتهي الا وقد تم سحق كل أسطورة داعش وأزالها من الوجود والى الأبد.
ان القضاء على داعش مع ما يمثله من رغبة وطموح وواقع متحقق سيترك جرحا غائرا في قلوبنا وغصة لا يمكن ان تزول بسهولة لان من مكن داعش وفتح لهم الأبواب وسهل لهم قتل وذبح العراقيين وسبي الحرائر وتهديم المقدسات وطمس التاريخ والحضارة إنما هم إخوتنا في الدين والوطن حسدا وحقدا وغباءا ولان الانتصار مغمسا برائحة الألم فانه سيكون انتصارا مؤلما نتمنى ان لا تكون له تداعيات في جسد الأمة العراقية.
ان هيبة داعش لم تسقط في تكريت إنما سقطت في امرلي المدينة الصغيرة الصابرة المجاهدة وفي جرف النصر وفي سامراء وفي صلاح الدين ولن يكون لوجودهم في الموصل وبعض مناطق الانبار إي قيمة او أهمية فالجبناء الذي تشبهوا بالنساء في تكريت هم أنفسهم في ام الربيعين وفي معاقل الرمادي.