تذكر الروايات إنَّ أسرة آل سعدون هاشمية حسينية يرجع نسبهم إلى الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ، كانوا في المدينة المنورة يعرفون بـ(المهانية) ، ثم هاجروا الى نجد وأقاموا بالقصيم وانشأوا الشبيبية ( القصيم ـ البدائع) وهي قرية معروفة حتى الآن بهذا الإسم ، ثم دخلوا العراق في بداية 900 هج .
جدهم العاشر أبو مالك سعدون الأول عاش مع والده وبظله في المدينة المنورة وبوادي نجد حتى سقوط إمارة أهله في المدينة المنورة عام 850 هج على أيدي أمراء مكة الحسنيين .
جدهم السابع (حسن) القادم من الحجاز الى الباطن غربي الفرات مجاوراً لشيخ بني مالك من المنتفق ـ محافظة ذي قار حالياً ـ ( شيحان بن خصيفة) سنة 905 هج ، وكان الأمير حسن حسن الصورة على جانب كبير من السخاء والكرم ويحفظ الروايات التاريخية وله معرفة واسعة بالأنساب وذا هيبة ووقار .شارك في المعارك الدامية بين بني مالك والأجود وآخى بين القبيلتين فسادهم وآلت إليه إمارة المنتفق ولذريته من بعده منذ سنة 937 هج.
جدهم السادس شبيب الأول بدأت مشيخته على البصرة سنة 967 هج منتزعها من أيدي الفرس ثأراً لقتلهم أخاه .
جدهم الرابع شبيب الثاني تولى المشيخة بعد وفاة أبيه مانع بن شبيب الأول سنة 1058 هج ولم تدم مشيخته طويلا إذ قـُتل في سنة 1060 هج إثر معركة نشبت بين عشائر المنتفق .
جدهم الثالث مانع بن شبيب الثاني إمتدت مشيخته في البصرة بين 1080 – 1115 هج .
جدهم الأول الأمير سعدون بن محمد بن مانع بن شبيب الثاني ، فبعد موت الأمير محمد بن شبيب الثاني تولى ابنه سعدون الثاني مؤسس البيت السعدوني واليه ينسب ال سعدون فبدأت إمارة ال سعدون بن محمد عام 1151 هج، وكان سعدون رجل حرب وفارسا لا يشق لهه غبار ، حارب والي الإستانه في بغداد ونازع الفرس في خوزستان واتخذ من كتيبان عاصمة له عام 1775 هج ـ 1779 هج وتنفذ على مساحة شاسعة من بغداد الى البصرة ومن السماوة الى إيران .
أسرة آل سعدون هي الأسرة الحاكمة في مملكة المنتفق من عام 1530 م والى عام 1918 م، وبالأضافة لكون أسرة السعدون (الأشراف) هي الأسرة الحاكمة في مملكة المنتفق فهي أسرة المشيخة تاريخيا في اتحاد قبائل المنتفق .. وهو الاتحاد القبلي الضخم الممتد من شمال وشمال شرق الجزيرة العربية والى وسط العراق والذي كان يشكل جزءا هاما من مملكة المنتفق، وأسرة السعدون هي أسرة المشيخة في قبائل المنتفق حاليا. ترجع أصول الأسرة (للأشراف) وقد كان أجداد الأسرة المباشرين أمراء للمدينة المنورة لأكثر من خمس قرون من الرابع الهجري وحتى التاسع الهجري، وقد لعبت أسرة السعدون الدور الأبرز في تاريخ العراق ودورا هاما في تاريخ الجزيرة العربية والمنطقة الأقليمية، وقد سقط حكم أسرة السعدون ودولتهم مملكة المنتفق في الحرب العالمية الأولى .
ومن أبناء هذه الأسرة الشريفة عبدالمحسن بيك السعدون : هو عبد المحسن بن فهد السعدون ولد في الناصريه 1889م، وتقلّد أربع وزارات. وهو واحد من رموز الوطنية العراقية، عضو المجلس التأسيسي وثاني رئيس وزراء في العهد الملكي في العراق بعد نقيب أشراف بغداد عبد الرحمن الكيلاني النقيب. ينتمي إلى أسرة آل سعدون، وهي أسرة يرجع نسبها (للأشراف) من سلالة أمراء المدينة المنورة (أعرجية حسينية النسب) وهم حكام إمارة المنتفق تاريخيا والتي كانت تضم معظم مناطق وقبائل وعشائر جنوب ووسط العراق، وفي نفس الوقت فأنَّ أسرته شيوخ قبائل اتحاد المنتفق (أكبر اتحاد للقبائل والعشائر مختلفة الأصول شهده العراق)، يذكر المؤرخ خير الدين الزِّرِكْلي المولود عام 1893م عبدالمحسن السعدون في كتابه الأعلام وهو قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين ويقع في ثمانية مجلدات، ج 4، ص: 151 عبدالمحسن (باشا) ابن فهد بن علي السعدون : وزير عراقي من أسرة يتصل نسبها بالأشراف،استوطن أحد أجدادها البصرة، ثم ذهب إلى المنتفق، فتأمر أحفاده على عشائرها. ولد عبدالمحسن في الناصرية (مركز لواء المنتفق) وكان أبوه حاكما على اللواء وأميرا لعشائره. وتعلم في مدرسة العشائر بالآستانة ثم في المدرسة الحربية ، وتخرّج ضابطا في الجيش العثماني. وجعله السلطان عبد الحميد، مع أخ له اسمه عبد الكريم، مرافقين له، وظل عبدالمحسن في الآستانة بعد خلع السلطان عبد الحميد، فانتخب نائبا عن (المنتفق) في مجلس النواب العثماني. وعاد إلى العراق في خلال الحرب العالمية الأولى.
صار عضواً في مجلس النواب العثماني ممثلا مع شخصيات أخرى للولايات العراقية، وكان ضابطا رفيع المستوى في الجيش العثماني وكان من المناهضين للاحتلال البريطاني للعراق كما ساهم في المعارك ضد قوات الجنرال مود، وبعد ذلك كان من المعارضين لسياسة الانتداب البريطانية على العراق. وانتمى للجمعيات السرية التي تدعو لاستقلال العراق وبعد الاستقلال وأثناء تأسيس الدولة العراقية تم تداول اسمه من قبل المجلس التأسيسي ليخلف عبد الرحمن الكيلاني النقيب حيث ورد اسمه في المراسلات الخاصة بتأسيس العراق والتي حررها وجمعها عبد الوهاب النعيمي ـ وبالمناسبة أنّ هنالك روايات تذكر أن أسرة النعيم ذات جذور هاشمية تنتسب إلى الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ـ الذي رشح اسمه. وفي عام 1922 تولى منصب رئاسة الوزراء أربع مرات في الأعوام 1922 و1925 و1928 و1929. توفي في ظروف غامضة بعد إعلانه مناهضة السياسة البريطانية ورفضه التوقيع على معاهدة عام 1925. وربما انتحر أو قتل حتى يقال أنهم وجدوا طلقتين في رأسه عندما وجدوه ميتاً عام 1929م، والآن أحفاده متواجدين في الكويت والعراق والسعودية ومن المهم أن الدكتور عماد عبدالسلام رؤوف المؤرخ المعروف – يؤكد وفاته مقتولا من قبل البريطانيين. (وبرأينا هذا التوقع صحيح لأن المنتحر يموت بالطلقة الأولى لا يقوى على إطلاق الطلقة الثانية بعد شل الإيعاز العصبي للدماغ من الأولى ).
والحالة هذه ؛ فماذا تعني مضايقة هذه الأسرة الحسينية ـ وإن اختلفت بعد ذلك مذهبياً ـ فهي أسرة عربية عراقية مسلمة لم تؤشر عليها الأحداث التاريخية إلا المواقف العشائرية المشرفة والمواقف الوطنية المشرفة .
وبالمناسبة إنّ الأسرة الهاشمية الحاكمة في المملكة الأردنية الهاشمية ـ وإن اختلفت بعد ذلك مذهبياً ـ فهي أسرة حسنية تنسب إلى الإمام الحسن بن الإمام علي بن أبي طالب عليهما السلام ، لكن الظروف السياسية خلال الحكمين الأموي والعباسي التي مرّت على الأمة الإسلامية أثرت أثراً كبيراً على تغيير الانتماء لنسب الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام .
عليه ؛ ندعو كافة الأقلام المثقفة والمؤرخين العراقيين الكرام إلى(التحقيق)في ذلك تعزيزاً للانتماء الوطني العربي الإسلامي لهذه الأسرة المهذبة التي ما تزال ملتزمة بالعادات والتقاليد العربية الأصيلة قلباً وقالبا ، لا لشئ نرومه من هذا غير تعزيز الوحدة الوطنية واللحمة الاجتماعية اللتان يتطلع إليهما كل عراقي غيور !!!