22 ديسمبر، 2024 10:25 م

أسد على المنطقة و نعامة أمام إسرائيل

أسد على المنطقة و نعامة أمام إسرائيل

بعد المواجهة الاخيرة التي جرت على الاراضي السورية و التي قتل على أثرها 11 إيرانيا على الأقل في القصف والغارات الإسرائيلية، فجر الخميس الماضي حيث هاجمت إسرائيل عشرات الأهداف الإيرانية في سوريا ردا على وابل من الصواريخ استهدف قواعدها العسكرية في مرتفعات الجولان المحتل فجرا. وبعد تخبط واضح جدا في المواقف و التصريحات من جانب القادة و المسٶولين الايرانيين والتي نأوا فيها بطهران بعيدا عن مسٶولية ذلك الهجوم، في الوقت الذي لم يکف القادة و المسٶولون الايرانيون طوال العقود الاربعة الماضية من التأکيد على معاداتهم لإسرائيل و سعيهم من أجل القضاء عليها و إزالتها من الخريطة.
هذه المواجهة التي لفتت الانظار کثيرا و أثبتت حقيقة الدور التمويهي المخادع الذي أداه و يٶديه نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بخصوص معاداته لإسرائيل، والتي تتوضح و تنکشف فصول و جوانب منها بين کل فترة و أخرى و تٶکد بأن هذا النظام يسعى لتوظيف هذه القضية من أجل کسب الشارعين العربي و الاسلامي الى جانبه و ضمان توفير أجواء و ظروف مناسبة من أجل تمرير مخططاته، لکن وعند النظر الى الواقع و مايجري فيه تتوضح حقيقة مغايرة لتلك التي أعلنها و يعلنها هذا النظام، فالعدو الحقيقي لهذا النظام ليست إسرائيل بل بلدان و شعوب المنطقة التي إکتوت و تکتوي بنار التدخلات التي لاتنتهي و التي تبث و تنشر کل عوامل و بواعث الاختلاف و الانقسام و الاختلاف و الاقتتال في هذه البلدان.
لماذا يتهرب نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من هجوم صاروخي على الجولان أشرف عليه الجنرال قاسم سليماني، في حين يصر على مواجهة بلدان المنطقة و مهاجتمها بالصواريخ بمنتهى الصلافة و فرض نفوذه السافر عليها؟ إنه سٶال إجابته أکثر من واضحة ولکنه ليس موجها للنظام الايراني فقد ذهب و ولى ذلك الزمن الذي کنا نوجه فيه الاسئلة له إذ تبين الخيط الابيض من الاسود و صارت النقاط على الحروف، وإن على شعوب و بلدان المنطقة أن تعرف کذب و زيف کافة الشعارات البراقة لهذا النظام، فهو ليس إلا أسدا على شعبه و شعوب المنطقة لکنه مجرد نعامة أمام إسرائيل، وهي حقيقة کشفتها المواجهة الاخيرة، ولذلك فإن على بلدان و شعوب المنطقة أن تتحرك من أجل الوقوف بوجه تدخلات هذا النظام الذي يبدو واضحا من إنه لايفهم سوى لغة الحزم و الصرامة کما أکدت و تٶکد زعيمة المقاومة الايرانية، السيدة مريم رجوي، وإن هذا النظام کما يخون و يسرق و ينهب و يسجن و يعدم و يقتل شعبه، فإنه يعادي بلدان و شعوب المنطقة و يسعى من أجل فرض مشروعه عليها من خلال تنفيذ مخططاته التي کلفت و تکلف المنطقة الکثير من الدماء و الجهد و العبث بالسلام و الامن و الاستقرار، وإن التواني في ذلك يخدم النظام و يمنحه فرصا هو في حاجة ماسة إليها لکونه يواجه مأزقا لاخلاص له منها إلا بالتغيير السياسي الجذري في طهران، حيث سيتم هذه السنة التطرق لهذه القضية خلال التجمع السنوي العام للمقاومة الايرانية و الذي سيعقد في باريس في الثلاثين من حزيران القادم، ٶکد مصادر مقربة من التجمع القادم بأن قضية إسقاط و تغيير النظام ستبقى أهم قضية يتم تسليط الاضواء عليها، خصوصا بعد أن وصل النظام الى طريق مسدود و يواجه أزمات خانقة لايجد لها حلا و الشعب يتربص بالنظام من خلال الاحتجاجات المستمرة و المتواصلة دونما إنقطاع، فقد جاء اليوم الذي سيتم فيه إسدال الستار على کل أکاذيب و المسرحيات التمويهية للنظام.