22 ديسمبر، 2024 11:16 م

حفل التاريخ وعلى امتداد عمر الارض الطويل بالنسبة لحياة الفرد كانسان والقصير اذ يمثل ومضة عابرة بالنسبة لتاريخ الكون الواسع بكواكبه واقماره ونجومه والثقوب السوداء ومجراته وطبقات سماواته بأحداث وقصص انسانية تتجلى فيها اخلاقيات وتصرفات النفوس باختلاف عناصرها سوآءا الحسن منها أو السيء .
في هذا الزمن الذي اشتدت فيه عواصف الحروب وقواصف المزايدات لإحراز انتصارات القوى على حساب الحياة الانسانية للفرد في مشارق الارض ومغاربها والسعي الحثيث للوقوف بوجه الشر العظيم المتمثل بالحروب ومناهضة الابادة الجماعية للأعراق والجماعات من خلال لائحة حقوق الانسان وانبثاق اللجان والهيئات و السفارات ومجلس الامن وهيئة الامم المتحدة للخروج بحصيلة متكاملة تضمن التنسيق الكامل للخروج باستراتيجية موحدة هدفها الاول حفظ الحياة الانسانية وهو اسمى هدف للإنسان في هذه الحياة.
وللمرأة دورها في هذه الاحداث بما يمكن ان يغير الكثير من الاتجاهات لحياة الافراد او الشعوب احيانا فهي قد تكون عاملا لبناء الحياة وحفظها او سببا من اسباب الحرب او نشر البغضاء.
هنا اود ان اقدم نموذجا للمرأة التي تمكنت ان تساهم في حفظ شعبها وتخليصهم من القتل الجماعي وان كانت الاحداث قديمة عكست قوانين عهود لم تعد قائمة في زمننا الحاضر اذ انتهت بانتهاء تلك الازمنة الغابرة واشير انني استقيت هذه المعلومات من بعض المواقع الالكترونية و فلم استير حيث يذكر ان احداث هذه القصة مبنية على ما وردعنها في الكتاب المقدس مضافا اليها تفاصيل درامية رأى كاتب السيناريو ان يدخلها لحبك القصة في اطار فني ولا علاقة لأحداثها الكتابية بواقعها التاريخي او
السياسي الحاضر سوى الدروس والعبر الروحية وتاريخ القصة يعود الى ستة قرون قبل ميلاد السيد المسيح عليه السلام بعد دمار اورشليم اذ اقتيد اليهود اسرى الى مدينة بابل بما سمي بالسبي البابلي لليهود ولكن بعد عقود من السنوات تعرضت بابل الى هجوم الملك الفارسي الذي قرر السماح لليهود بالعودة الى بلادهم او البقاء في بلاد فارس وهكذا قدرت الاقدار ان تكون العائلة التي تنتمي اليها تلك الفتاة ممن اختاروا البقاء في بلاد فارس رغم اختلاف ديانتهم وتقاليدهم وتعاملوا وفقا للقوانين الفارسية والانظمة السائدة .
عَظَمَةُ المَلكِ أحَشْوِيرُوش
……………………………..
في ايام الملك احشوبروش وهو الملك الذي حكم من الهند الى الحبشة على مئة وسبع وعشرين مقاطعة من عرش ملكه في مدينة شوشن وفي السنة الثالثة من حكمه اقام احتفالا لكل ضباطه ووزرائه وقادة جيش فارس ومادي والنبلاء ورؤساء البلاد استمرت الاحتفالات مئة وثمانين يوما اظهر فيها غنى مملكته وروعة ملكه .
ختم الاحتفال بإعداد وليمة كبيرة في ساحة حديقة المنزل استمرت لمدة سبعة ايام لجميع الساكنين في عاصمة ملكه (شوشن) دعي ها الشعب بجميع طبقاته وزينت ساحة الاحتفال بستائر كتانية بيضاء وزرقاء علقت على اعمدة رخامية بحبال بيضاء من كتان وارجوان وبحلقات فضية وضعت وصفت على ارضية مرصوفة بالمرمر مقاعد من ذهب وفضة والرخام السماقي والقزحي والاسود وقدمت المشروبات في آنية ذهبية وكان شرب الخمر بالأباريق وبلا قيود حيث امر الملك جميع خدام القصر ان يقدموا للضيوف كل ما يطلبون.
.(الملكة وشتي (امرأة لها موقف)
……………………………………………..
مثلما فعل الملك كانت الملكة وشتي (زوجة الملك) قد اقمت وليمة لكل النساء في قصر الملك احشويرش قدمت بها الوانا من الطعام والشراب والعروض المسرحية الت تتحدث عن الالهة عشتار التي تجمع بين المحبين وتغيض الحاقدين على ان تلك العروض لم تلق رضا الحاضرات بسبب
تعارضها وبعض معتقداتهن على ان الملكة لم تأبه بذلك الاعتراض باعتبارها الملكة .
( رفض تنفيذ رغبة الملك وما سببته من تعليمات ملكية باقرار التمييز جنسي)
تنتقل بنا الصورة الى حفلة الملك في يومها السابع واستعراضه لمجوهراته وتحفياته ومباهاته بأفضل واثمن ما يملك هو فرح وقد سلبت الخمر وعيه ويرضخ لطلب مستشاريه المقربين بإحضار زوجته الملكة وشتي وهي ترتدي تاجها الملكي ليعرض جمالها امام الشعوب والمسؤولين من ضباطه باعتبارها اثمن جوهرة يملكها الملك فقد كانت غاية في الجمال لكن الملكة كان لها موقفها الخاص اذ رفضتان تستعرض نفسها وجمالها أما رجال لعبت الخمرة برؤسهم وهي بموقفها اكدت ثقتها بنفسها واحترامها لشخصيتها وتصرفت تصرف امرأة لها كرامتها وشرفها بغض النظر عن كونها ملكة او انها بعصيانها للملك ستخسر تاجها الملكي ومكانتها كملكة حيث يقدم الملك وهو في حالة سكر على حرمانها تلك المنزلة فتعود الى اهلها بعد فقدانها للتاج .نعم ..هذا هو الذي حدث اذ اغتاظ الملك لرفضها تنفيذ امره الملكي واستشار الحكماء العارفين بشؤون القانون – فهذا ما أعتاد الملك ان يفعله مع الخبراء فيما يتعلق بالأوامر والقرارات اليومية وكان الحكماء المقربين سبعة حكماء مسؤولين من فارس ومادي وهم الرجال البارزون في المملكة الذن يسمح لهم بالدخول مباشرة على الملك وهم (مَهُومانَ وَبِزْثا وَحَرْبُونا وَبِغْثا وَأبَغْثا وَزِيَثارَ وَكَرْكَسَ ) ..
قال لهم الملك متسائلا:-ماذا ينبغي ان نفعل بالملكة وشتي بحسب القانون فهي لم تنفذ ما امر به الملك عن طريق خدامه …؟
اجاب مموكان لم تخطئ الملكة بحق الملك وحده بل اخطأت بحق جميع المسؤولين وجميع الناس الذين يعيشون في بلاد الملك احشويروش . معللا ذلك بانه في حال انتشار خبر رفض الملكة تنفيذ اوامر الملك سيكون سببا في تمرد جميع نساء فارس ومادي على ازاو وسيحتقرن ازواجهن جهن وَلَنْ تَهدأَ دَوّامَةُ الاحْتِقارِ وَالغَضَبِ. لذا فأن استحسن الملك فليصدر مرسوما ملكيا يكتب في شرائع مادي وفارس حتى لا يمكن ابطاله بأن لا تدخل الملكة وشتي الى محضر الملك احشويروش ثانية ,وأن يعطي الملك منصبها لامرأة اخرى افضل منها وليعلن قرار الملك في جميع انحاء
مملكته وبكافة ارجائها وبهذا يكرم جميع النساء ازواجهن العظماء منهم وغير العظماء.
فاستحسن الملك والمسؤولون هذه المشورة واخذ الملك باقتراح مموكان فأرسل رسائل الى جميع الاقاليم ,كل اقليم بحسب- اسلوب كتابته- وكل شعب بحسب لغته- بأن كل رجل هو السيد في بيته وأمر ان تبلغ جميع الشعوب بلغاتها……………………………وهكذا كان رفض الملكة امر الملك وعصيانه وان كانت محقة في ذلك سببا في اصدار امر السيادة(سيادة الرجل واستعباد المرأة)واصبح ذلك قانونا وفق الاوامر الملكية التي تطاع دون مناقشة.. وهذا تمييز جنسي صارخ بحسب قوانين حقوق الانسان في عالمنا اليوم..
هكذا قدرت الاقدار لخروج الملكة وشتي ولو تأملنا الحدث وحاولنا تحليله لعرفنا ان الاقدار تهيئ لامرأة اخرى ان تكون ملكة وان يكون لها موقف آخر تثبت فيه جدارة النساء على اخذ مكانتهن في بناء الحياة وحفظ ابناء الحياة من ان يتعرضوا للموت بسبب ا لقومية او الدين وهوما يسمى بلغة العصر وقوانين حقوق الانسان بالتمييز العرقي او الابادة الجماعية . .
سأكتفي بهذا القدر ولي موعد آخر بعون الله تعالى لأتم ما بدأت…