23 ديسمبر، 2024 6:37 ص

أستيراد الاحتفالات من الغرب … حفل ولادة النبي انموذجا

أستيراد الاحتفالات من الغرب … حفل ولادة النبي انموذجا

أعتاد المسلمون في كافة أنحاء العالم على إحياء الشعائر الدينية والاحتفال بالمناسبات الدينية وولادة النبي وأهل بيته (عليهم السلام) ، وللإحتفالات صور وأشكال مختلفة بأرجاء العالم فكل بلد او ديانة او مجموعة تحتفل حسب تقاليدها المعتادة عليها. ولعل الاحتفال بمولد النبي (ص) هو شكل من أشكال التعبير عن الحب لخاتم الرسل محمد (صلى الله عليه وآله) ، وهو كذلك يعتبر أصل من أصول دين الإسلام فتعظيمَ النبي صلى الله عليه وآله ومحبتَه. تعتبر من ضمن الامور المبدأية التي لابد من كل مسلم الاعتراف بها. واقع الامر ان مجتمعاتنا الشرقية ولاسيما الاسلامية أبتليت بالتقليد الاعمى للحضارة الاوربية وللتصرفات التي تبدر من دول الغرب ومنها الاحتفالات. وهذا التخبط والاتباع الاعمى جاء نتيجة الفراغ الفكري والاتباع العاطفي الخطير الذي تشهده أمتنا. وقد إنتشر التقليد للغرب في مجتمعنا بشكل واسع النطاق وأخذ يدخل الى مناحي الحياة كافة وأخذ صوراً شتى وإتباعاً لا حدود له من قبل مجتمعاتنا كحرية المرأة التي يصدح بها البعض وممارسة الجنس خارج العلاقات الزوجية وإبدال الحجاب الاسلامي المطابق للشريعة بحجاب فاضح لايمت للاسلام بصلة ، وانتشرت الملابس القصيرة والالوان الشفافة والمبهرجة وملئت النساء وجوههن بالوان زاهية ويشع وجه المرأة كأنه (ترفك لايت) إشارة المرور الضوئية ، وملابس الشباب الفاضحة والبارزة لتفاصيل اجسامهم التي تثير الريبة وسراويلهم ذات (الحجل المطاط) وبناطيلهم منخفضة الخصر والوانهم الزاهية التي يضعونها على وجوههم. والادهى من ذلك ان يعتبر هذا التقليد هو شكل من اشكال التحضر والتقدم ، وتعتبر من بوادر الثقافة ، وأصبح المثقف الشاب من خلال ملابسه لا من خلال ثقافته وعلميته وإطلاعه. مجتمعنا لم يقتصر على تقليد الموضى والملابس بل حتى إستورد أشكال الاحتفالات من الغرب ، فالاحتفال بالمولد النبوي أخذ أطر مختلفة وأشكال غريبة عن مجتمعنا كالرقص في حفل مولد النبي والتسكع وممارسة المحرمات وكأنه أحتفال بفنان او مطرب. وعادة مايجري الاحتفال بالمولد النبوي في الـ 12 من ربيع الاول حسب رواية اهل السنة والجماعة إذ يجري الاحتفال في منطقة الاعظمية ببغداد وفي مقام أبي حنيفة بالتحديد. لكن ماعلاقة ابي حنيفة بالرسول (ص) فالاجدر ان يحتفل بالمولد النبوي عند أحد أحفاده كالاحتفال بالكاظمية عند “موسى والجواد(ع)” لانهم حفيدي رسول الله فعندما تريد ان تقديم العزاء او تبادل الفرحة مع أي شخص فأنك تقدم التهنئة او التعزئة لاقرباءه لا لشخص لايرجع حتى في النسب اليه. لكن هذين الامامين الهمامين في الكاظمية لايستقبلون ولايرضون بهذه الاحتفالات الصاخبة والمتسمة بالفجور وعصيان الله ، فتحولت بالقرب من مرقد أبي حنيفة لانه حسب الظاهر كان يرضى بهذه الحفلات الماجنة. حسب بعض فتاواه التي يتيح بها الوضوء بالخمر وغيرها من الفقهيات المخالفة لسنة رسول الله(ص). وهنا لانريد ان نخوض بخرافات ابي حنيفة الفارسي الا اننا نريد ان نبين الحقائق ولانريد ان نغوص في مدى التحريف والتضليل الذي مارسه علماء الفتنة ووعاظ السلاطين بابعاد المسلمين عن طريق ولاية واتباع اهل بيت النبي. وهذا الاتباع لفقهاء السلطة هو الذي ولد تراجعا في ثقافة الامة الاسلامية وجعلهم يستوردون الثقافة الغربية.ويتراجعون قرونا نحو الخلف بعدما كانت الامة الاسلامية شهدت تطورا وتقدما ملحوظا في كافة العلوم.