23 ديسمبر، 2024 2:48 ص

أستفتاء أقليم مسعود الى أين؟

أستفتاء أقليم مسعود الى أين؟

قبل الدخول للموضوع أود هنا أن أقول للسيد مسعود البرزاني رئيس الأقليم المنتهية رئاسته منذ سنتين! وباقي القيادات الكردية وكل كردي يريد الأنفصال عن العراق وتأسيس الدولة الكردية، ليست نضالاتكم التاريخية وتضحياتكم هي التي أدت الى قيام الأقليم كما تذكرون في كل خطبكم وأحاديثكم؟! بل أن غباء وعنجهية وغرور رئيس النظام السابق وحماقته بحرب الكويت وما ترتب عليها من نتائج وعقوبات وتداعيات لازال العراق يدفع ثمنها لحد الآن هي التي أوصلتكم الى ما أنتم عليه الآن!! بمطالبتكم بالأستفتاء وتريدون الأنفصال عن العراق. فلولا تلك الحماقة التاريخية لرئيس النظام السابق لما كنتم تحصلون على أي شيء حتى لوناضلتم الى يوم تقوم الساعة!؟ وفي عودة للتاريخ نقول لرئيس الأقليم أيضا بأنه لولا دعوة رئيس الجمهورية الأسبق الشهيد البطل عبد الكريم قاسم لوالدك المرحوم الملا مصطفى البرزاني للعودة الى العراق عندما كان لاجئا في الأتحاد السوفيتي السابق عام 1959 من باب الروح الوطنية العالية التي كان يتحلى بها الزعيم الشهيد وحسن النوايا للزعيم لتمتين أواصر العلاقة بين الشعبين العربي والكردي والتي سرعان ما قابلها والدك بالحرب والعصيان المسلح عام 1961 بعد سنتين من عودته!!، نعود بالقول: فلولا تلك الدعوة الوطنية الكريمة من الزعيم الشهيد ولولا حماقة وغباء صدام لما كان لكم وجود أصلا ولبقيتم مشردين بين الجبال! أليست تلك هي الحقيقة؟. نعود الى صلب الموضوع، فمع أقتراب موعد الأستفتاء المزمع أجراءه يوم 25 من شهر أيلول الجاري، تتصاعد حدة التصريحات والتحديات بين حكومة الأقليم برئاسة السيد مسعود البرزاني المنتهية ولايته منذ سنتين! وبين حكومة المركز برئاسة(العبادي)، ولا يستبعد البعض من المتابعين للشأن العراقي من أحتمال المواجهة العسكرية!، لاسيما وأن قيادة قوات البيشمركة الكردية هددت بذلك في حال تقدم القوات العراقية صوب مدينة (الحويجة) لتحريرها من مجرمي داعش، دون التنسيق وموافقة قوات البيشمركة؟!. أذا هناك تصعيد واضح لا يستبعد أن تقرع فيه طبول الحرب؟. فالسيد مسعود البرزاني لازال كعادته منذ بدأ العملية السياسية في العراق بعد سقوط النظام النظام السابق يتخذ من أسلوب لي الأذرع مع حكومة المركز طريقا للتعامل! مستغلا ضعف الحكومة المركزية وغياب أي قرار مركزي لها وفقدانها لأية هيبة! وأستمرارالصراع بين قادتها السياسيين. العجيب والغريب في أمر رئيس الأقليم هوعنجهيته وأصراره على أجراء الأستفتاء رغم نصيحة الأمريكان وبريطانيا وفرنسا وباقي دول الغرب له بتأجيل الأستفتاء في الوقت الحاضر، أي هناك أجماع دولي بعدم الموافقة على أجراء الأستفتاء؟!، ناهيك عن الرفض الأقليمي المتمثل بأيران وتركيا لفكرة أقامة دولة كردية!، حيث هددوا بغلق الحدود مع الأقليم في حال أجراء الأستفتاء والتي لربما ستتبعها أجراءات أخرى أكثر شدة!.
وهنا لا بد من الأشارة وذلك لم يعد خافيا على أحد بأن أسرائيل هي الدولة الوحيدة التي تدعم وتشجع أنفصال الأكراد وأقامة دولة لهم!؟، وهذا يؤكد على عمق العلاقة التاريخية التي تربط الأكراد بأسرائيل! منذ حياة زعيمهم (الملا مصطفى البرزاني) والتي تعود الى عام 1961 من القرن الماضي!!. ولا ندري هل أستقواء رئيس الأقليم بأسرائيل سيضمن له أجراء الأستفتاء ومن ثم حلم أقامة دولة الكرد؟!. هنا لابد من الأشارة أن رئيس الأقليم يريد فرض موضوع الأستفتاء في ظل تعطيل الدستور والبرلمان منذ اكثر من سنتين! وفي ظل عدم رضا الأحزاب الأسلامية وحركة التغيير في الأقليم والذين طالبوا بتأجيل الأستفتاء بالوقت الحاضر لعدم ملائمة الظروف الداخلية ولا الظروف الأقليمية ولا الظروف الدولية التي تتظافر جهودها لمحاربة الأرهابيين من مجرمي داعش وغيرهم من التنظيمات الأرهابية. وهنا لا بد أن نؤكد بأن رئيس الأقليم يعرف تماما بأنه ورغم حالة الضجيج والأصرار والعناد والتهديدات التي يفتعلها ودعم أسرائيل له ألا أن موضوع وجوده كشخص سياسي يقف على رأس سلطة أغتصبها بالقوة؟! وذلك لأنتهاء ولايته منذ سنتين وتعطيله البرلمان والدستور، وكذلك موضوع وجود الأقليم بما هو عليه الان كل ذلك بيد امريكا!؟، لأنها هي من صنعته ومدته بكل وسائل القوة والحماية والدعم منذ عام 1991!. والسؤال هنا: هل تنتصر أرادة اللوبي الصهيوني الداعم للأستفتاء وأنفصال الأكراد وأقامة دولتهم أمام رفض أمريكا وبريطانيا وفرنسا وباقي الأجماع الدولي؟ ونسئل أيضا: ماذا لوأظهرت النتائج وهو شيء متوقع حتى لو أقتضى التزوير! بأن غالبية الشعب الكردي يؤيد الأنفصال وأقامة دولة الأكراد؟ هل سيتم أعلان الأنفصال بعدها بفترة؟ لا سيما وأن الأكراد يبنون دولتهم منذ خروجهم عن السيطرة المركزية للدولة العراقية أبان أحداث عام 1991 ؟! وما هو مصير النواب الأكراد وباقي القيادات الكردية التي تتسنم مناصب مدنية وعسكرية في بغداد؟ ولو أن كل النواب الأكراد وكل وزير كردي عمل في ظل الحكومة المركزية بما فيهم رئيس الجمهورية! ، كانت قلوبهم مع الأقليم وسيوفهم على بغداد وباقي محافظات العراق؟!!. والأهم في صورة المشهد السياسي الكردي،هو ماهو مصير كركوك (التي تعتبر قدس الأقداس بالنسبة للأكراد)! وكذلك المناطق المتنازع عليها؟ والتي سيتم شمولها بالأستفتاء بالقوة في ظل رفض من كل الأقليات الموجودة فيها وأهمها العرب والتركمان؟ وكيف ستكون ردة فعل الحكومة المركزية على ذلك؟ وكيف سيتصرف قادة الحشد الشعبي الذين يعتبرون القوة الرديفة للقوات المسلحة أمام ذلك؟ لا سيما وأن العداء بين الحشد الشعبي والبيشمركة لم يعد خافيا على أحد؟ وكذلك كيف سيكون ردة فعل أيران وتركيا على ذلك؟هل ستتغلب المصالح الأقتصادية على المصالح السياسية؟ وهذا مايراهن عليه رئيس الأقليم! ويقول: بأن لتركيا وأيران مصالح كثيرة في الأقليم؟!، هذه الأسئلة وغيرها الكثير ستجيب عليها الأيام القليلة القادمة والتي بلا شك ستكون مليئة مليئة بالأحداث الكبيرة والخطيرة؟!. ويبقى السؤال الأهم: هل لأمريكا موقف مفاجأ أمام ما يحدث وسيحدث؟ وماذا سيكون ردة فعلها في حال مضي رئيس الأقليم بالأستفتاء رغم رفضها لذلك؟ أم الكلمة الفصل ستكون للوبي الصهيوني القوي والرهيب الذي يحكم العالم من خلف الأبواب؟ يبدو واضحا أن العراق مقبل على أحداث وأحداث جسام لا يمكن توقع الكثير منها، كلها ستزيد من ضبابية المشهد السياسي في العراق والذي أراه يميل الى السواد الحالك!؟. والله المستعان على ما يفعلون.