22 نوفمبر، 2024 11:32 م
Search
Close this search box.

أسباه الرجال  الى أشباه الرجال

أسباه الرجال  الى أشباه الرجال

تعلمنا في أبجديات قواعد اللغة العربية,الفرق بين الفاعل والمفعول به,فالفاعل مرفوع بالضمة والمفعول به منصوب بالفتحة, وتعلمنا أن الفاعل هو المتقدم دائما على المفعول به.
الفاعل هو المتقدم والمسيطر, والمفعول به هو المتأخر والضعيف ويقع عليه الفعل,هناك نوع من البشر يعتبرون أنفسهم مفعول به, دائماً واخرين هم الفاعل, والنوع الثاني دائما هم الناجحين في مسيرة الحياة.

العراقيون كانوا على مدى التاريخ, مع الظلم والأظطهاد والتهميش الذي تعرضوا له, في كل الأزمنة الا أنهم كانوا يمثلون دور الفاعل دائماً, فأغلب العلماء ورجال الدين والمفكرين, وقادة النضال والتحرير, الذين تأثر العالم بهم هم من العراق, فكانوا صانعين للحدث غير متأثرين به, وكانوا هم رسل السلام, وصناع الحضارات ومعلمي وملهمي الشعوب, والثائرين قولا وفعلا والتاريخ مليئ بلشواهد والأحداث التي تثبت هذا الدور, فثورة العشرين ضد الأحتلال الأنكليزي,والأنتفاضات الأسلامية ضد النظام الصدامي, وقاداتها من بيوت علمائنا من ال الحكيم وال الصدر, والأنتفاضة الشعبانية,وقيادة الجهاد من قبل شهيد المحراب ضد النظام العفلقي,الذي وضع بذرة الأنقسام الطائفي في العراق .

بدءت بوادر الأنقسام في المجتمع العراقي, مع الغزو الأمريكي للعراق,وزرع الفتنة الطائفية فيه,وأنقسم بين فاعل ومفعول به,فظهر أشباه الرجال المأمورين من الخارج,والطائعين لبعض حكام دول الجوار, في مشهد مريب وغريب, كمفعول به من خلال زراعة الغدة السرطانية في قلب المجتمع العراقي وهي داعش ورفاقها,فتبين للعراقيين زيف شعاراتهم.وكذبهم وأستحمارهم لمواطنيهم.

فخانوا العهد وكذبوا, ونافقوا وتأمروا على وحدة العراق وحقوق محافظاتهم, وسقطوا أمام العراقيين سياسيا ودينيا وأخلاقيا,فباعوا العرض والأرض, لشذاذ الأرض من الشيشان والربع الخالي والأفريقي, وفضلوا أن يكونوا أدوات ودمى تتلقى أومراها من خارج الحدود, وسعوا لكسب ود ورضا المخابرات الصهيونية ودمها في المنطقة, ليأخذوا دور المفعول به.

لكن تناسوا اونسوا أن غالبية العراقيين أبو الا أن يكونوا في دورالفاعل كما تعودوا عليه دائماً,وهو دورهم الأبدي كما كان دائماً,ومثلما تعلموا من مرجعيتهم وقادتهم, فبعد تعرض العراق للخطر القادم من الغرب وبغطاء من المفعول به, لبى ملايين العراقيين النداء وتدافعوا يتسابقوان أفواجا لساحات الجهاد,لدفع ثمن دور الفاعل, ورفضهم بأن يكونوا مفعول به,كما أرتضى غيرهم لنفسه هذا الدور,فبعد سيطرة قوى الظلام على بعض أجزاء العراق, وظن هؤلاء المفعول به أنهم أنتصروا وتناسوا أن هناك رجال تأبى على نفسها الا أن تكون هي الفاعل دائماً حسب أبجديات قواعد اللغة العربية.م

أحدث المقالات