18 ديسمبر، 2024 11:27 م

من عجائب السلوك العاصف في ديارنا منذ قديم الزمان , أننا ننزه أنفسنا من أخطائنا , وتفاعلاتنا التناحرية الخسرانية الإمحاقية , ونلقي باللائمة على الآخر البعيد.

فنخادع أنفسنا ونضلل الأجيال بما نطرحه وندوّنه ونتناقله.

خذ أي تحدي ستجد كثيرا من القائلين بأن سبب خسراننا له يعود على الآخر الذي تآمر علينا.

ولا يوجد مَن يتساءل لماذا لا نتآمر من أجل مصالحنا.

فما أسرعنا لإتهام غيرنا وتبرأة أنفسنا.

العوادي تدور والقنوط هصور , وكل واحد فينا يغني على ليلاهالمصابة بالطاعون , ويزدري أخاه , ويتوهم النصر بالعدوان على أبناء جلدته.

وحينما يتكلم يبدو أميرا وسيدا ومنزها والآخر هو المجرم , وإن قتل إبن بلده حسب ذلك سلوكا ضروريا للقوة والإقتدار.

عجائبنا السلوكية يتحقق الإستثمار فيها من قبل الطامعين فينا , ونحن في قيعان غفلتنا نعمه ونتخبط والفاعل هو الملعون الرجيم.

والحقيقة المريرة أن العيب الرهيب فينا , ونحن أسباب فنائنا وعناصر تدميرنا , وما يقوم به الآخر المتهم أنه يحفز تلك العناصر لتؤدي عملها وفقا لتطلعاته ومصالحه , فأبواب وجودنا مشرعة وشبابيك بيتنا بلا ستائر.

وما أكثر الوافدين الذين نجيد التفاعل معهم على أنهم قادة وحكام ونسلمهم زمام البلاد والعباد , ونتسكع في مرابعهم خانعين , ونسب ونشتم الذي وضعهم في سدة الحكم , وما عرفنا يوما مهارة حكم رشيد!!

“وما نيل المطالب بالتمني…ولكن تؤخذ الدنيا غِلابا”!!