21 ديسمبر، 2024 6:09 م

أسباب بقاء الإرهاب وآلية القضاء عليه وفشل التحليل الإعلامي

أسباب بقاء الإرهاب وآلية القضاء عليه وفشل التحليل الإعلامي

الحقيقة التي يجب أن يفهما الجميع أن الإرهاب لن يقف أبداً, ولن تستطيع اي قوة أمنية في البلد إيقافه مال توضع دراسة, سأقوم بكتابة الخطوط العريضة منها. فنحن نشاهد أكثر الدول تقدماً في العالم تقع فيها عمليات اراهبية رغم دقة المعلومة الاستخبارية لديها وتقدمها في مجال التقنية المعلوماتية. ذلك لأن أي تطور في هذا المجال يرافقه تطور لدى نفس المنظمات الإرهابية.لذا ينبغي أن نتعرف على العناصر التي تعتمد عليها الحركات الإرهابية أولا. فهم يعتمدون على أمرين الأول الحاضنة والثاني ضعف المعلومة الاستخبارية لدى الدول التي ينشطون على أراضيها.
وهنا ما يؤلم المتتبع للحدث عندما يرى أن تركيز محللي الإعلام المؤدلج يقوم على عنصر واحد أو جزء العنصر في تقيم ودراسة الوضع.وهنا سأوضح للقارئ كيف أن الإعلام السياسي والطائفي لا يعالج المشكلة بل يعقدها تعمداً, موضحاً ذلك بمثال ننطلق بعده لفهم جذور المأساة.
فمثلاً عندما يظهر أناس في الشارع ولقاءات تظهر على وسائل الإعلام يُكفر فيها الشيعة كمثال, ترى رجل الدين الطائفي يحرّض بالمقابل مجتمعه بدعوى عداوة أولئك لآل البيت عليهم السلام ( والعكس أيضا) بينما تجد رجل الدين المعتدل يرى أن التقصير في نفس رجال الدين حيث لم يوصلوا المعلومة والمحاضرة ووجهات النظر الصحيحة لوأد التطرف وعدم جعل المجتمعات البعيدة مثلاً حاضنة للإرهاب ومصدّرة لجماعات القتل, فالفرق بين الأول والثاني أن رجل الدين الطائفي يشعلها حرباً, بينما الآخر المعتدل يقتل العداوة داخل نفوس المجتمع بهزيمة عقائد التكفير وإظهار التسامح فيمنع وجود الحاضنة التي تقتل علي وعمر في نفس الوقت كما حصل في حادثة ساحة الطيران.
وعليه.. قد يقول قائل كيف يكون خطاب رجل الدين لمجتمع متعصب معتدلاً وهم يكفرون الآخرين؟ أقول هذه هي مهمة رجل الدين المجادلة بالحسنى وليس إشعالها حرباً وتكفيراً, إنما مهمة القضاء على الإرهابيين والاقتصاص منهم هي مهمة عسكرية وأمنية بحت, لرجال الجيش والشرطة وهنا الخطأ الكبير أن يتصدى رجل الدين للتصعيد وللحروب وإنشاء المليشيات لأن ذلك يعني تهيئة البيئة للتصعيد الطائفي ومزيد من التطرف عند الآخر وغسيل عقول الطرفين لإنشاء جماعات الإرهاب والقتل.
أما مهمة رجال الأمن فلن تكون ناجحة أبداً, ما لم يكن هنالك عنصر آخر إلى جانبها وهو العنصر السياسي, فساحة تحرك الإرهابيين ساحة دولية واسعة, وما لم تكن هنالك جهود استخبارية دولية إقليمه وعالمية لا يمكن لبلد أن ينتصر بمفرده أمام تحرك الإرهابيين, حيث أن للدول من أبنائها من انظم لتلك الجماعات وفي أراضيها وأراضي الدول المجاورة ولديها معرفة بتحركات الإرهاب بحكم خبراتها وعلاقاتها.. وسياسة هذه الدول أنها لا تعطي معلومات لدولة مثلاً كالعراق تعتبر تهديداً مستقبلياً لها سواء بولاء سياسييها لدول أخرى أو لوجود الخلاف الإثني أو لوجود ماض سيئ.. فلذا السياسية تساهم في إضعاف الجانب الأمني بشكل كبير جداً فالأجهزة الأمنية والإستخبارية ضعيفة جداً أمام تحركات الإرهاب في الخارج ومن هنا لا يوجد قدرة على تحقيق ضربات استباقية خارج الحدود أو عند دخول الحدود فضلاً عن المؤامرات السياسية في تعمد إدخال الارهابيين كما سمعنا من ذلك الضابط الذي أعترف بمؤامرة سحب الجيش من الموصل وغيرها من شهادات ووقائع جلية,
فإذن مادامت السياسة بهذا الشكل والتطرف الديني يساعدها على إنشاء الصراعات فلن تقف الحرب, وأن التنظيمات الإرهابية بين فينة وأخرى ستستغل خرقا أمنياً وغفلة لدى منتسبي الأجهزة الأمنية فلا يوجد عين ساهرة إلا وتغفوا أو تغفل أو تقصّر في لحظة معينة..
فإذن نحن بحاجة إلى إيصال الصوت المعتدل الذي لا يفرق بين شيعي وسني بين أن يقول علي عليه السلام أو أن يقول عمر رضي الله عنه لُنفهم العالم حقيقة التشيع والتسنن في العراق الذين عاشه أبنائهما كأخوة وأرحام وأن دين الإسلام هو دين العراقيين ذلك لمنع تكّون حواضن ارهابية ..وبحاجة إلى سياسيين مهنيين لا علاقة بعملهم بتشيع إيران أو تسنن السعودية مثلاً وإنما مصلحة العراق القائمة على التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية لتطمين دول الجوار وبعث رسائل حقيقة أن العراق بلد بناء في المنطقة لكي نوجد تعاون دولي وإقليمي حقيقي لملاحقة قواعد الإرهاب. وهذا الأمر لا يتم إلا بإعادة نظم العملية السياسية من جديد.