23 ديسمبر، 2024 5:42 ص

أسامة النجيفي الشخصية الأكثر قوة والأكثر حضورا في المشهد السياسي العراقي

أسامة النجيفي الشخصية الأكثر قوة والأكثر حضورا في المشهد السياسي العراقي

يرى باحثون ومهتمون بالشأن العراقي أن السياسي العراقي أسامة النجيفي نائب رئيس الجمهورية رئيس ائتلاف متحدون للاصلاح يعد من أبرز وأهم ساسة العراق ممن يتمتعون بجاذبية لدى جمهور المكون العربي،الذين يتمتعون بقوة شخصية ومؤهلات شعبية أكسبت الرجل هالة من الاحترام الشعبي من مكونه العربي الذي دافع عنه وعن مصالحه بحماس منقطع النظير ، بل نال احترام العراقيين والعرب جميعا ، وكاد مستقبله السياسي أن يتعرض الى مخاطر جمة من جهات سياسية عليا في السلطة والقرار،بعضها كان حتى من نفس قادة مكونه،حاولت ثني النجيفي عن إتخاذ قرارات شجاعة أو سعت للوقوف بوجهه لكي لايبلغ مراده في تقوية شأن المكون العربي وإعلاء شأنه.

وتعد الفترة التي تولاها أسامة النجيفي في انتخابات عام 2010، عندما تم انتخابه لرئاسة مجلس النواب في فترة تولي المالكي رئاسة الوزراء من أكثر الفترات التي شهدت حالات تصادم وصراع مرير مع المالكي، خاض فيها الاخير سجالات ومحاولات للتأثير على قرارات مجلس النواب والعمل على الإستحواذ على مقدراته واخضاعه لرغبات السلطة التنفيذية، لكن أسامة النجيفي وهو الذي يرأس أعلى سلطة تشريعية من حيث المكانة ، وهو المتمرس بخطاباته المثيرة والتي خاض فيها مواجهات كثيرة مع خصوم كثيرين، بقي مع كل هذا ، الشخصية الاكثر قوة والأكثر حضورا في المشهد السياسي العراقي ، تصدى بشكل أثار إعجاب الكثيرين ممن تستهويهم سمات الشخصية القوية التي لاتخشى في الحق لومة لائم، وبخاصة ابان فترة تظاهرات المكون العربي وما واجهه هذا المكون من تهميش وتضييق على دوره وجماهيره، وكان المدافع الامين الذي يواجه ليس المالكي بل شخصيات فاعلة في دولة القانون وفي ائتلافات سياسية أخرى،سعت للتعرض لشخصية النجيفي وحياكة ونسج حالات هدفت الى الاضرار بسمعته الشخصية وعملت على التقليل من دوره البرلماني ، ومنها محاولات المالكي لسحب البساط من تحت سلطة قبة البرلمان والعمل على إخضاعه لرغباته في الاستحواذ على مقدراته، لكن الرجل بما يمتلكه من قدرات الشخصية القوية ولغة الخطاب الثاقبة المتزنة الواثقة من نفسها ، هي من وضعت حدا لكل تلك المحاولات التي وقفت بوجه تطلعات هذا الرجل في الدفاع عن مصالح مكونه،وتحمل بسبب هذه المواقف الكثير من الحملات الظالمة، وكاد مستقبل السياسي ان يتعرض لمخاطر كثيرة، لكنه فضل مصلحة مكونه وعدها أفضل من

مواقع في السلطة لاتحترم ارادته ولا يتم وضع الاعتبار له، حتى حفظ للمكون العربي هيبته، ولم تستطع كل المحاولات الخبيثة للايقاع به أن تثنيه عن أن يواصل الدفاع بكل قوة واقتدار ليدافع بشجاعته المعهودة عن اهداف ومطالب المكون العربي، حتى نال رصيدا شعبيا ربما لم يمتلكه أي سياسي آخر محسوب على مكونه، وهو مايشهد له العدو قبل الصديق،انه بسبب مواقفه الصلبة هذه بقيت مواقفه متماسكة ولم تهتز تلك المواقف او تصاب بالضعف والوهن ،كما هو حال ساسة آخرين رضخوا اكثر من مرة تحت ضغط سياسات وقوى وتحالفات، وكادت مواقفهم تتذبذب صعودا وتزولا، بحسب ما يرون فيه مصلحتهم الشخصية الضيقة أحيانا، او ما يتعرضون له من ضغوط،او تحت مطامع شخصية أنانية لاتمت بصلة الى مصلحة جمهورهم ومكونهم الذين يدعون الدفاع عنه واذا بهم يتآمرون ضده في الخفاء، بل واحيانا حتى في العلن.

والأدهى من ذلك ان أسامة النجيفي منذ ان كان قياديا في القائمة العراقية وبعدها عندما تولى رئاسة ائتلاف متحدون وحصد أصواتا كثيرة ، تعرض الى مؤامرات من نفس شخصيات مكونه ، وعقد البعض من سياسي المكون العربي صفقات في اكثر من مناسبة مع جهات سياسية اخرى من خارج مكونهم او عملوا تحالفات من خلف الستار بهدف اضعاف النجيفي او محاولة الضغط عليه عله يكون بمقدورهم إجراء تغييرات ولو طفيفة في مواقفه ازاء مصالح المكون العربي الاساسية لكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل وانفضح أمر أغلب هذه المحاولات، وسعت تلك الشخصيات التي تبحث عن منصب هنا او وجاهة هناك ان تحيك المؤامرات وتعمل في الخفاء سواء مع المالكي او في قيادات من التحالف الوطني تناصب النجيفي العداء، وقبض الكثيرون أموالا وصفقات طائلة من وراء هذه المحاولات، وحصل البعض منهم على مناصب وامتيازات،لكنهم خسروا سمعة انفسهم وجمهورهم ، وبقي أسامة النجيفي الوحيد الذي لم تستطع أية شخصية سياسية عليا او تحالفات قوى أن تثنيه عن مواقفه الصلبة المساندة لمصالح مكونه، ما اكسبته هذه المواقف قوة وسمعة جماهيرية أضافت لرصيد الرجل ما يسر كل متطلع الى الخير والفضيلة أن تبقى الرجال صامدة حتى في اصعب الظروف واكثرها حلكة وظلاما، وبان معدن هؤلاء الرجال الاصلاء الذين يفتخر النجيفي انه سليل عائلة عريقة لها جذور ضاربة في أعماق التاريخ السياسي العراقي، وهي ما أكسبت الرجل كل هذا البريق وبقيت شخصيته محط إحترام الملايين من العراقيين والعرب وفي اوساط العالم ودوله ومنها دول كبرى، تنظر باعجاب واحترام لمكانة هذا الرجل ومحافظته على الوعود والمواثيق وصدق الكلمة، حتى وصل بسبب هذه السمات الايجابية في شخصيته على كل هذا الاحترام والتقدير للمكانة التي تقلدها في أكثر من موقع عن جدارة.

ومما يذكر للرجل من فضائل طوال مسيرته في قيادة الدولة طوال أكثر من عقدين من الزمان وآخرها توليه منصب نائب رئيس الجمهورية ، انه بقي السياسي النظيف الذي لم تتلطخ يداه بأي فساد من أي نوع ، وكانت حملات الفساد منذ انطلاق العملية السياسية في عام 2003 وما بعده تزكم الانوف ، وكانت فترة تولي المالكي رئاسة الوزراء لدورتين من أكثر عهود العراق فسادا ماليا واداريا لم يشهد له تاريخ العراق ولا حتى دول العالم القريبة منا مثيلا، لكن الرجل المبدئي الذي كان سليل عائلة ثرية امتلكت مئات الدونمات من الاراضي منذ عهود خلت، وجده كان برلمانيا معروفا في العهد الملكي، وعائلته تمتهن تربية الخيول الاصيلة والمزارع وبعض الشركات التجارية ما ابعدته عن كل ما يمكن ان تمتد يده الى مال او يضاعف ثروته، من اموال الدولة او من سلطتها، ولم تستطع اية جهة رقابية او من دوائر النزاهة ان تجد أي مبلغ ولو بسيطا ، قد صرف في غير الأوجه المخصصة لها، ولم يستغل مناصبه الكثيرة لحسابه الشخصي في يوم ما، ما يعد السياسي العراقي الاكثر نظافة، والاكثر تأثيرا ، كسبها بسبب هذه السمات الشخصية المحببة، ما يشكل رصيدا كبيرا لدى ملايين العراقيين، الذين يرون في الرجل انه أمينا صادق الوعد ، لايخشى في احقاق الحق والعدل لومة لائم.

يتطلع أسامة النجيفي الى تحرير محافظته نينوى وبقية المحافظات الاخرى من رجس داعش ، وعمل كل جهده على اعداد المقاتلين وتهيئة الظروف للمعركة المقبلة، مع طواغيت العصر من داعش واذنابهم، وكل من يريد ان يغمط حق المكون العربي، ووقف بصلابة ضد الميليشيات ودعا الى انضواء كل الجماعات المسلحة تحت اطار الدولة وعلمها،وعد وجود جماعات مسلحة غير منضبطة داخل سلطة الدولة وتحت اطارها عملا ينبغي وضع حد له، بسبب ماقامت به تلك العصابات من اعمال وانتهاكات سافرة تعرضت فيها محافظات كثيرة الى الابادة وممارسة حملات تهجير واعتقالات بالجملة، وبقي يطالب بانهاء حقب الدكتاتورية والظلم على اية جهة والمكون العربي بخاصة الذي كان هو أول من تعرض لظلم منقطع النظير لم يشهد له تاريخ العراق مثيلا، ولم تغمض للنجيفي عين او يرف له جفن وبقي مطالبا عنيدا يضع حدا لكل من يتطاول على مكونه او يسعى للنيل من قادة المكون العربي ومن جمهور هذا المكون الذي عاني من التهجير والحرمان والاذلال الكثير، وطالب بإعادة ملايين المهجرين الى ديارهم ومدهم بالمساعدات وسبل العيش ودعا لاعادتهم فورا الى محافظاتهم ومناطقهم عندما يتم تحريرها وبخاصة في محافظتي بابل وديالى التي مازال الالاف من اهاليها خارج محافظاتهم بالرغم من انه تم تحريرها قبل أشهر.

وللنجيفي علاقات وطيدة مع أغلب قادة الدول العربية ودول المنطقة ، ومع دول كبرى ، وتربطه بهم علاقات مودة واحترام، سعى دوما للوقوف مع العرب وساند كل قرارات الجامعة العربية الداعمة لتضامن العربي ، ودعا القادة العرب اكثر من مرة الى الوقوف مع العراق في حربه ضد الارهاب وداعش، وكان موقفه الداعم لقرارات قمة شرم الشيخ العربية في القاهرة وتأييده لفكرة اعداد قوة عربية مشتركة لمواجهة التحديات اشارة ايجابية بامكانها ان تواجه المخاطر المستبقلية على ارض العرب ، كما رفض التدخل الخارجي في شؤون اليمن ، ودعا الى نصرة الشعب السوري ضد ما يتعرض له من ابادة، وعبر عن مساندته لخطوة المملكة العربية السعودية في قرار المواجهة الذي اتخذته ازاء اخطار تتهددها من دول في المنطقة، رافضا التدخل الايراني في شؤون العراق والمنطقة ، مؤكدا اهمية المحافظة على الشرعية وسيادة الدول ، وعدم استخدام الميليشيات والجماعات المسلحة لخلق الفوضى والفلتان وحالات الاضطراب ، داعيا الى ضرورة ان يعي العراقيون جميعا انهم امام هجمة تستهدف وجودهم وهم ان لم ينتبهوا الى هذه المخاطر فلن تقوم للعراق وللعرب قائمة بعد اليوم.

رصيد النجيفي السياسي هذا هو ما يكفيه شرفا وفخرا أن الرجل كان أمينا وصادقا ومغوارا، لم تغريه المناصب ولا الثروة ولم تزده الا قوة ومناعة وصدق المنبت والماضي العريق الذي يتفاخر بين بني جيله انه من تلك العائلة الوطنية التي لها مكانة مرموقة في تاريخ العراق، وهو يرى انه من يكون وريث كل هذا التاريخ، لابد وان يرتقي الى تلك المكانة المرموقة علوا وكبرياء، وهو مايشفع للرجل انه صاحب مواقف معروفة في المبدئية ، عراقي الهوى عروبي التوجه والانتماء، انساني المشاعر، متدفق الاحاسيس ، لكن عندما يتعرض مصالح مكونه او مصلحة العراق الى الاخطار يقف شامخا غير هياب، وتراه حتى في الظروف العصيبة مبتسما ترتسم علامات التفاؤل على محياه، وكل هذه السمات المحببة في نظر العراقيين هي التي أكسبته كل هذا البريق واللمعان، في أوساط مجتمعه وبلده ، ونال بسبب تلك السمات وفضائل الخلق الرفيع مايرفع رأس كل عراقي الى السماء.