23 ديسمبر، 2024 5:28 ص

منذ الأزل يبحث الأنسان عن القوة والشجاعة, ويعود هذا الى عوامل نفسية, منها ضعف البنية الجسدية للأنسان, وأضطراره للعيش في بيئة صعبة وقاسية, تختلف عن ظروف العيش في وقتنا الحاضر.
فوجد الأنسان نفسة في تلك العصور الغابرة هو الحلقة الأضعف من بين كل الكائنات الحية, ومن هنا نجد أهتمام الحضارات العريقة في موضوع الشجاعة, ومنها الحضارة الأغريقية, وهي الحضارة الغربية الأعرق في تاريخ الغرب, فتجد أقل  المطلعين على قصص الحضارة الأغريقية, يعرف من هو أخيل (هرقل) تلك الشخصية الأسطورية, وأسمه اخيليس, وكان ابن ملك ميرميدون, وامه تدعى ثيتس, الى نهاية القصة, التي ترجمة الى كل اللغات في العالم. 
وبلغ عدد الكتب التي تتكلم عن شجاعة أخيل مايقارب ال 7300كتاب على اقل تقدير,  أضافة الى عشرات الأعمال الدرامية والمسرحية والأفلام, علما أن عدد الحروب التي خاضها البطل الأسطوري أخيل, لاتتجاوز الحربين, حرب اللاهوت الأعظم, والأخرى الأكثر شهرة وهي حرب طروادة, الأولى تتكلم عن شجاعة أخيل وقتلة قائد جيش اللاهوت المقدس والتي على أثرها أستسلم اللاهوت, والأخرى تتحدث عن حصار لمدة عشر سنوات, قتل أخيل خلالها مجموعة مكونة من ست أشخاص حاولت أغتياله, ثم بعد ذلك قتل أمير طروادة وأحتلالها, الى أن قُتل على يد مجموعة من جيوب المقاومة, داخل حصن طروادة, علماً انه قائد أسطوري لاوجود له, تم نسج قصته أيام طفولة الشعوب, حيث الأساطير والخرافات, ومجموع ماقتله هذا البطل الأسطوري في كل أحداث هذة القصة, لايتجاوز الثمانية أشخاص! 
ثم بعد هذا تطورت الحضارات وأصبحت تخجل من الشجاعة, حيث نجد في الحضارة العربية بطل, دخل عشرات الحروب, وكان يقتل وحده نصف جيش العدو, ويشارك في قتل النصف الأخر!
حتى أنه أضطر في أحد الحروب التي خاضها, أن يقاتل جيش كامل بمفرده لساعات, بعد أن أنهزم جيشه، فكسرهم ونشر فيهم الرعب, الى أن تجمع جيشه من جديد بعد أستراحة وتفكير طويل! ليدخلوا الحرب من جديد لجنانبه.
ومن أهم الأعمال الفنية والمؤلفات في حق هذا البطل الذي لايصف شجاعته لفظ أو معنى, السب على المنابر والتي تمثل الأعلام لعشرات السنين, أما أهم الأعمال الدرامية والمسرحية التي أنتجت في حقه, ظهور مقدم سيفه, لخمسه وعشرين ثانية متواصلة في أحد الأفلام الدينية!
لا عتب على الأعلام الأموي الوهابي الصهيوني, أنما السؤال هل أستطاع أعلام الأسلام المحمدي أن يصدر أبطالة بشكل صحيح؟ وكم من أسطورة حقيقية حرمنا العالم منها بسوء تصديرنا لها, ويحدث أننا أنفسنا لم نستوعبها بعد, بل هو كذلك , وكيف لا ومازلنا منذ 1400سنة لم نستوعب بعد قصة إيثار و وفاء العباس عليه السلام, وربما نحن بحاجة الى 1400سنة أخرى, حتى نستوعب هذا الإيثار والوفاء, لننتقل من قصة القربة والماء, الى قصة حامل اللواء, ذلك القائد العسكري العظيم, الذي أستطاع بسبعين رجل الوقوف بوجه سبعين ألف رجل, لساعات طويلة, ويعلم الله لولا أشتداد العطش, كم ستستمر تلك المواجهه!