23 ديسمبر، 2024 7:11 م

أسئلة عن الديمقراطية والسياسة والوطن

أسئلة عن الديمقراطية والسياسة والوطن

توقع العراقيون؛ أن أبواب ونوافذ الديموقراطية، سيفتحها الساسة بعقولهم، وأيديهم وسعي أرجلهم، وإذا بهم يرونهم في أبراج عالية عاجية؛ يصعب مشاهدتهم منها، يطلّون برؤوسهم، ويلقون منها خطابات مزاجية؛ تفرق المجتمع شياعاً وأتباعاً. قَسّمَ النموذج العراقي في الفعل السياسي، مجتمعنا الى فرق، وألغى أي نقطة إلتقاء تجمع الشعب، توزعهم حسب واجباتهم، وإستحاقاتهم وحقوقهم. صارت الإشاعة والتصريحات والكذب والخديعة، وإثارة الفتنة والتلاعب بالمشاعر، من أهم مقومات بناء الشخصيات المهزوزة سياسياً، وبات الحديث أشبه بخيال يُرنح عقول المجتمع، وبدرجة أكبر من البحث، عن الوئام والإلتقاء والإنسجام. لم نعد نفهم ماذا يُقصد بكثير من أفعال الساسة، ولا يُمكن تفسير إنسحاب نائب من البرلمان، فهل كان الإنسحاب لتطبيق البرنامج الحكومي؟! فالأولى الإنسحاب من المناصب التنفيذية وليس التشريعية؟! أو لأن داعش تسيطر وتذبح وتحرق الإجساد؟! المفروض أن يكون هذا النائب، وغيره من الذين إتخذوا الإنسحاب منهجا، في خط المعركة الأول، وهل يعد هذا التصرف، رداٍ لجميل تضحيات الحشد الشعبي وأبناء العشائر، والأصوات التي كانت تعتقد أنهم ممثلين عنهم؟! وهل أعورت الأعين وداعش لا يفرق بين عراقي وآخر؟! العجب هو إصرار نائب عن أكبر كتلة بسياسية، بأتهامه ازملاءه النواب، بأنهم أستلموا 60 مليون دينار كتحسين معيشة، وبالطبع لا أُتبرأ ساحة معظم السياسين لإنتهازيتهم، وتغليب مصالحهم، لأن التمثيل النيابي قيادة شعب، فكيف يمكن تمرير تزوير الحقائق بلا عقاب؟! ثمة من يرفض مشاركة الحشد الشعبي، بينما يطلب تدخل التحالف الأمريكي، والآخر يتهم هذا التحالف بالتقصير في دعم القوات العراقية، ويطالب مزيدا من الجهود العالمية لمحاربة داعش، في وقت يقول أن الأمريكان يدعمون بالسلاح قوى الإرهاب، وأن دول العالم هي التي تعيق نمو الديمقراطية في العراق، وأن هذا الآخر من المتحمسين لترسيخها ؟! نعيش منذ سنوات سفسطة سياسية بأطر إعلامية، وسجالات تحول العملية السياسية، الى ساحة إتهامات متبادلة، ما يفتح أبواب جهنم، على جمهور جعلوه يَدور في دوامة الأكاذيب، ونشر الفتنة، وفقدان الثقة بالطبقة السياسية المتشضية، بعيداً عن الإصلاح السياسي والإجتماعي. أن النكبات جاءت بفعل أخطاء سياسية داخلية، ومزايدات دوافعها شخصية،ما يعزل العراق عن عالم أستشعر أن خطر الإرهاب لا يقف عند حد. السؤال الذي يسأله المواطن، إذا كان للدول مصالح تدافع عنها، فما الذي يمنع ساسة العراق، من توحيد مواقفهم لمصالح شعبهم؟!