هناك العديد من الأسئلة تطرح نفسها تلقائيا عند ذكر زيارة البابا فرانسيس للعراق في هذا الوقت. مر العراق منذ عام ١٩٨٨ بعد توقف الحرب العراقية الإيرانية بحروب وازمات كانت كلها من افتعال المعسكر الغربي المحسوب على المسيحية رغم بعده التام عن منهج المسيح بل واقتراب حكوماته ومحركيه من الشيطان اكثر. وعلى سبيل المثال القتل والدمار الممنهج الذي فعله الغرب في الشعب العراقي بمختلف طوائفه في حرب عام ١٩٩١ من قبل المقبور جورج بوش الاب الذي تلاحقه الان أرواح الأطفال والابرياء الذين ازهقها في حرب ١٩٩١ والتي دفع اليها صدام حسين بمكر وخداع وذلك بتأييد بل ودفع صدام لاحتلال الكويت من اجل ما اسماه ذلك المقبور بالنظام العالمي الجديد وتدخله في المنطقة بشكلها الحالي.
وهنا يأتي السؤال الأول اين كان دور الفاتيكان والبابا ذلك الزمان بالعمل علـى دفع تلك الحرب واتخاذ طرق سلمية لحل الازمة؟ ونود ان نشير هنا بالذات الى جريمة ارتكبها جورج بوش الاب التي تلاحقه أرواح الأبرياء الان في قبره الا وهي جريمة ملجأ العامرية الذي تم قصفه من قبل الطائرات الامريكية في فبرارير عام ١٩٩١ وقتل في الحال ٤٠٠ شهيد اغلبهم من الأطفال والنساء بحيث شويت أجسادهم وذابت شحوم ابدانهم مع جدران الملجأ في بغداد. كان هؤلاء الشهداء من كافة الأديان والمذاهب فاين الفاتيكان من ذكرهم وأين البابا فرانسيس من ذلك أيضا؟ واليك تقرير مختصر ادناه عن ملجأ العامرية:
جريمة استهداف ملجأ العامرية في بغداد عام 1991 // تقرير تلفزيوني ومشاهد نادره من داخل الملجأ
جريمة استهداف ملجأ العامرية في بغداد عام 1991 // تقرير تلفزيوني ومشاهد ن…
ثم بعد ذلك جاء الحصار البربري الا انساني من قبل مجلس (اللا امن) والذي استمر يحصد بملايين الأطفال العراقيين لمدة اكثر من ١٣ سنة بينما الفاتيكان وبابا الفاتيكان يتفرج ولا يحرك ساكن من اجل تلك المعاناة الإنسانية التي افتعلتها وادامتها أدوات الشيطان الغربية وتلطخت ايدي حكومات الغرب خاصة أمريكا وبريطانيا وفرنسا باعتبارها أعضاء مجلس (الا امن) التي ادامت الحصار. ناهيك عن فرق التجسس المستهترة التي عاثت استهتارا وفسادا وكذبا ونفاقا في ارض وادي الرافدين التي حج اليها بابا الفاتيكان كونها ارض إبراهيم. فهل عندما كانت فرق التفتيش المستهترة والجواسيس يعيثون بها فسادا لم تكن ارض إبراهيم؟ وعندما تم قتل هذا العدد الهائل من الأطفال الذي بلغ مليون طفل بسبب الحصار ومنع وصول الدواء بالخصوص علاج السرطان هل كان هذا مبررا بنظر الفاتيكان والبابا ولماذا لم يشير اليه؟ ليس ذلك فحسب بل ان البصرة الذي استضاف منها هذا البابا صديقين احدهما مسلم والأخر مسيحي قد تم ضربها من قبل جورج بوش المقبور بقنابل اليورانيوم المنضب مما جعل امراض السرطان تنتشر لحد هذه اللحظة بل وذي قار التي فيها اور. فاين البابا والذي سبقه من ذلك؟
تعرض الشعب العراقي الى القهر والاذلال والظلم والتكبر خلال سني الحصار (الشيطاني) فاين البابا من ان ينسى ذلك؟ وهل نسي ملجأ العامرية كذلك؟ ثم هل نسي حرب المجرمين الذين تلطخت ايديهما بالدماء جورج بوش الصغير وتوني بلير الحقير عام ٢٠٠٣ عندما كذبوا على العالم وادعوا حسب تصريحاتهم وبالذات المجرم الحقير كولن بأول بان صدام يمتلك أسلحة دمار شامل فشنوا حرب عام ٢٠٠٣ التي تم فيها اسقاط العراق كدولة وليس صدام كفرد؟ اين هو البابا فرانسيس من ذلك؟ وبعد ان اعترف المجرم توني بلير بان ذلك كان كذبا لم تتم محاسبته ولا بوش الصغير ولا كولن باول الاحقر.
هنا يأتي السؤال الأكبر بإلحاح فمنذ عام ٢٠٠٣ ولحد الان تم تأسيس نظام سياسي يعتمد المحاصصة الطائفية ودخل عملاء لدول إقليمية واجنبية في هذا النظام وبمساعدة وتدبير سيء الصيت بول بريمر الأمريكي المحتل، فاين البابا من ذلك؟ العديد من الذين التقاهم البابا هم من الفاسدين والسراق والفاشلين والمرتزقة والخونة والساكتين عن الحق على اقل تقدير فهل هو يعلم ام لايعلم بذلك؟ وان كان لايعلم فهذا هو الكذب بل والشناعة. كان المفروض بالبابا ان لايقبل الزيارة الا اذا تضمنت اللقاء ببعض أهالي ضحايا ذي قار التي زارها كمدينة إبراهيم التي طردته أي طردت إبراهيم حينها. وكان عليه ان يلتقي بالمهجرين من ديارهم في مخيمات النكبة من المحافظات الغربية. وكان عليه ان يزور سجن أبو غريب لكي يستذكر بل ويستنكر همجية جنود الاحتلال الأمريكي ووسائلهم التي استخدموها ضد أبناء إبراهيم؟!
هناك سؤال اخر حول النجف هذا السؤال يطرح نفسه لطرفي اللقاء البابا فرانسيس وعلي السيستاني وهو لماذا لم يكن اللقاء مسموعا اذا هو كان يهم الناس عامة واذا كان الطرفين يدعون انهم خدام العالم؟ يبدو انه بطلب من علي السيستاني لان البابا يخرج ويتكلم ويصرح. والغريب هو لماذا علي السيستاني معتكف بشكل يكاد يشكك حتى بوجوده حيا. هو يقول انه يتبع علي بن ابي طالب فهل كان علي معتكف ام انه كان مع الناس وبين الناس ومن اجل الناس؟ المهم هو ان ليس في دين محمد ولا غيره مرجع ديني يغيب عن العيون والانظار ولايسمع له كلام ولا قول ولا شيء. كان محمد مع الجميع من الأطفال الى الكبار ومع كافة الأديان فقصصه مع اليهود والنصارى والكفار معروفة ويومية فكيف يفسر علي السيستاني اعتكافه الرهيب وصمته المريب خاصة فيما يتعلق بسقوط قتلى وجرحى من الشباب العراقي المطالب بحقوقه.
أخيرا كان من المفروض بالبابا ان يزور مرقد علي بن ابي طالب فهو ابن إبراهيم ولم يكن يبعد عن دار علي السيستاني سوى امتار قليلة؟ فهل يجيبنا لماذا لم يزره وهو الذي كتب فيه المسيحي جورج جرداق كتاب (علي نبراس ومتراس) الم يكن من الاجدر قراءة هذا الكتاب قبل ذلك؟ فلو كان المسيح يبعث حيا لاكتفى بزيارة علي بن ابي طالب.
اما هفوات الترتيب للزيارة فهي لاتعد ولاتحصى ونخص بالذكر استقبال البابا بالسيوف والرقص والدفوف وهذا شيء غريب لايصلح الا في الحروب والمعارك وليس للسلام الذي كان اجدر ان يكون بالزهور وحمام السلام. المهم نتمنى لهذا البابا العودة الى وطنه بسلام وان لايصاب بكورونا وهو في هذا العمر وهذا الحال.