10 أبريل، 2024 11:03 ص
Search
Close this search box.

أزيلوا يافطات الاحتلال والفتنة !!

Facebook
Twitter
LinkedIn

يختلف العراقيون على كثير من محطات الزمن في بلادهم، لكنهم يتفقون بنسبة كبيرة على أن الوضع الحالي هو أخطرمنعطف في طريق حياتهم، بعد أن تعمقت على جوانبه كل عناوين الفتنة وعدم الاستقرار على مختلف المستويات، حيث اللاوعي يهيمن على دورة الحياة اليومية في العراق، لتنتعش من خلال ذلك تفاصيل حياة ملغومة بسوء ظن السياسيين، أو عدم معرفتهم بمزاج المواطن العراقي أصلا.
ينشرون يافطات في كل مكان تقول ” لا لطائفية  أو الارهاب، العراق واحد “، وهي مفردات تعطي عكس المطلوب منها، فمن المنطقي الا توجد طائفية في العراق أو رهاب، مثلما أن وحدة البلاد لم تكن يوما في المزاد الساسي، وعليه فان نشر هذه اليافطات بعباراتها البراقة،  يحسس المواطن بانها تلاحقه في ظله، لتعمق جذور الخوف من قادم الأيام، ما ينبغي معه التفكير سريعا برفع هذه اليافطات، اضافة الى كل صورة أو معلم تشم منه رائحة الفتنة.
 لماذا يحولون العراق الى مسرح للمغالطات ، من خلال الترويج لعناوين فتنة بطرق مختلفة، ثم لماذا يفكرون بعقلية مغلقة على سر حياة العراقيين وعشقهم، يضيقون على كل شيء غير الفساد وسوء الخدمات، يريدون قتل العواطف في النفوس لتحقيق احلام مضطربة وكوابيس ،  رغم انهم يعرفون عمق الهوة بين توجهاتهم وما يحلم به كل عراقي، لكن ماذا نقول لمن يركب الموجة بالمقلوب و لا يخشى الغرق في ذات الوقت، مفارقة معقدة بنفس تعكر مزاج السياسيين في كل الأحوال، بحيث تغيب عنهم الابتسامة ، وهي سمة عراقية متميزة ، فيما يطلون على شعبهم بوجوه عابسة وشرار غضب في غير محله.
ولا ندري اذا قرأ السياسيون يوما التقارير المتحدثة عن ضنك عيش العراقيين وسوء طالعهم في ” العراق الجديد”، بعد أن تحول الانتماء الى مشكلة، وبات الخوف الطائفي مصدرالهام يزيد من قدرة السياسي على رسم سيناريوهات الفتنة على رمال متحركة حوله، وكأنهم يريدون تفصيل الحقائق على مايناسبهم، فيما يصحو مئات العراقيين مبكرا للتنافس على  فرز النفايات وجمعها لأسباب عديدة، في مقدمها زيادة عدد العائلات ‏التي فقدت من يعيلها في أعمال العنف المسلحة والإرهاب والتي قهرت الآلاف من أفرادها وجعلتهم يعيشون دون مستوى الفقر،  ما  أدى ‏الى انتشار ظاهرة الفقر، التي تنفرد لوحدها في غياب المحاصصة!!
متى يفهم السياسيون العراقيون أن الطائفية والمذهبية غير موجودة الا في مزاجهم و طرق تفكيرهم، فالمواطن العراقي ليس مهووسا  بهذه التخندقات المريضة، فما يشكو منه عبدالله في بغداد يقض مضاجع علي في البصرة، ويعكر مزاج كاكا حما في أربيل ، ويخنق أحمد في الموصل ويدمي قلب خورشيد في ديالى ، الجميع يتقاسم نفس الهموم ،خوف ، قلق ، وشايات تزكيات، ملاحقات بلا مسوغات،  لذلك ينفر العراقي من طروحات الفتنة السياسية، الغريبة عن أولويات شعب يعشق أخوته ويتباهي بوحدته، فيما ينحت سياسيون في صخر أخر، لافساد المتبقي من أوكسجين الروح العراقية، في مهمة أقرب الى المستحيلة، بعد أن تيقن العراقيون أن المستهدف الكبير هي أخوتهم وعراقيتهم، لذلك لا يستغربون جحود فرقاء العملية السياسية ومؤسساتها التنفيذية والتشريعية، عن مجرد النظر الى طوابير الاهثين عن الأمل بين  فتات الأخرين،  يتقدمهم كبار المسؤولين.
هل من المعقول أن تزحف فلذات القلوب وأمهاتنا واباؤنا الى مناطق الطمر الصحي بحثا عن لقمة عيش كريمة، بين مليارات تطير فوق رؤوسهم، ليتنعم بها غيرهم  دون مقابل ،  يجري هذا في بلد يتربع على خيرات ونعم خصه بها العزيز القدير معرفة منه بحسن  نوايا و طيبة وكرم العراقيين ، الذين يبتليهم الله بنظام سياسي يجدد نفسه عبر مشاريع وخطط وهمية، الأساس فيها التشبث المزمن بكرسي الحكم حتى لو تسبب ذلك بهلاك الملايين، وكأن العراق غنيمة وليس مسؤولية مشتركة، تترفع عن كل التوافقات والمحاصصات ومشاريع الغير مدفوعة الأجر مسبقا.
يتباهون بما يصفونه نهاية الاحتلال الأمريكي للعراق، لكنهم يتجاهلون حجم المفارقة حيث ما زالوا ينفذون، بلا وعي ربما أو سابق اصرار، كل أجندات الأحتلال من زرع الفتنة بين العراقيين، الى تأجيج مشاعر الطائفية، مرورا بتخريب النسيج الاجتماعي وبناء دولة المحاصصات، ما يعني أن مجنزرات الاحتلال قد رحلت، تاركة وراءها سموما يصعب طمرها بلا ارادة سياسية وطنية قادرة على مواجهة الحقيقة،  لا الالتفاف عليها كما يجري، ليضيع الجمل بما حمل، حيث تتعمق جروح الخوف من المجهول، و تنهزم احلام العراقيين بمشروع وطني ينقذهم من عبث الاحتلال وعدم قدرة السياسيين على ايجاد بديل، لأنهم مشغولون بحسابات ثانوية، عندما تقارن بمصلحة الوطن وأهله، أزيحوا عن ظهورالعراقيين وعقولهم شعارات الفتنة فهي الجرح الذي لن يندمل، وهو الخطر الذي بدون ذبحه لن ينهض العراق.
رئيس تحرير ” الفرات اليوم”
[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب