18 ديسمبر، 2024 11:10 م

أزهار في عطر الكرادة

أزهار في عطر الكرادة

تحت إغماضة الجفن أخبئ وجهك الأخضر مثل طوق ورق الآس في العيد النسطوري الأول
أنت يا رائحة الشعر والطين والياس ودموع الأنبياء
تأتين كما النسمة تحت شفة الليل
تقبلين الكلام بضحكة الورقة
وتمارسين عري بهجتك في صومعة الشعر
وتخلقين لحياة المتألمين من وجع الحلم
سعادة بلون القلب الذي جاء من سفر الرؤى
ليصنع تحت جفنيك ظل الكتابة وحراباً لصلاته الأخيرة
أنت يا شمس صباحات الكتابة
ويا نقاء أمطار الموسيقى
كلما أرادت نبؤتي أن تحقق وجودها
عدت إليك باستشارة المودة
لتقولين : أيها الشاعر أنتظر صباحاً آخراً ..
ولأن الشعراء لا ينتظرون إلا في محنة القلب
ولأنك محنتي .. انتظرت !
 2 –
 في الرؤى تنام أزهار الليالي على كتف الزمن
الأمكنة أنت ..
دمعة الكرادة في سحر رموشك والمكان
وأنت قارعة الطريق التي أقف عندها الآن منتظراً قصيدتي
وعندما ستأتي سأدعوك إلى مائدتها
سنأكل سوية
نتبادل قبلات المعنى
لتولد من بين أحضاننا الكتب
ومنها سنتعلم شغف العبارة
ومن العبارة سنتعلم حديث المسرة ..
وللسيارات المفخخة أنت هنا تميمة تحفظ المكان من البارود
كل أزهار لها حديقة.
وأنت لكل ليل الكرادة وكوكب عطارد
 3 –
 تحت إغماضة الجفن
يولد الظل
وننصب شراكاً لأسر الفراشات
وربما أدعوك إلى هذا الظل لتستمعي بجنون هوايتي
وبعد ذلك سأدعوك إلى ألفة الجسد
إن قبلتي ، فسأسبح بالحبر ولن أكتب أبداً؟؟
وأن لازمك دلال الأنوثة
سأشعل جسدي بحرائق الشعر من أجلكِ ايتها الفاتنة.
 4 –
 بهجتك الرافدينية الموشحة بأزرق كلون نية البريء حين يقرب شفتيه من وردة
صحت على مواددة الجسد وتمددت تحت السدرة الكبيرة
في بستان أعمامنا الصوفيين
تجمع النساطرة وشيوخ الطريقة وقارئ المنبر الحسيني
وقالوا : الله يوحد عاطفة الحلم حين تسير السحب بسماوات ليلنا المتأملة عظمته
من هو ؟
الخالق ، المهيمن الذي يزرع الحب بين شهقة العناق كما تزرع الآية في ذاكرة الصحابي
أما الحواريون فلهم جادة تذهب بهم إلى دير التودد ليقرءوا كلام يسوع : لنا الله الذي نحبه
فيما صابئة الاغتسال الطهري يقرا ون أناشيد كنزهم العظيم ..
وأنت يا إغماضة الجفن إزاء تلك المشاهد الصافية ستنامين
كما وردة تحتضن ربيع الفكرة
تلك التي تقودنا إلى هيمنة الصفاء
وبها نكون أناساً يافعين ..
ولا نخاف من أؤلئك القابعين في ظلمة السكين
ربما لأن ازهارنا أنت
وهي من تورق دائما…!
 5 –إغماضة تنغلق على أمل أن تكون هناك نافذة نرى من خلالها الوجود الجديد
لدلمون سنمضي في نهاية المطاف
ولكل صحيفته ..
مدرك ما فعلت
هو أني نطقت باسمك بعد صلاة العشاء
فكان هذا الذنب هاجسي حين ذهبت إلى الحرب
وحين سألت شيخ لطريقة المودة
أن جاز إشراك أنثى بوعي الصلاة
قال هذا غير جائز ولكنه في الشعر مستحب
ذنبي أنني حين أغمض عيني تكونين أنت الليل بطوله
وحين أتم صلاة تكونين موجودة ..
حيرة ..
أيها الجفن ..
أتمنى أن لا أغمضك أبداً
واخيرا لكل ازهار في قلبنا كرادة ودار………!