عندما تذهب اليوم إلى السوق أو السوبرماركت لتشتري مثلاً حاجات منزلية أو ماشابه ذلك.. ستجد أن الأسعار مازالت مرتفعة، فمنذ فترة والمواطن العراقي يشكو من معاناته جراء الغلاء في السوق العراقي وارتفاع أسعار المواد الغذائية التي باتت تثقل عليه وتزيد من حجم صرفه المالي وتؤثر سلباً على وضعه الأقتصادي، لكن كما هو الحال دائماً لابد للمواطن أن يتلائم أويرضخ للأزمات من أجل تأمين المعيشة لأسرته .
قد يكون هذا الكلام معروف ومألوف، فمن السهل أن نتحدث ونصف المشاكل التي تحدث لنا وكذلك نبحث في ايجاد الحلول، لكن الأهم كيف نحول تلك الحلول من الكلام إلى الفعل ومن الأفكار إلى الواقع .
المشكلات الإقتصادية كثيرة ودون حلول .. فأصحاب القرار والشأن الإقتصادي لم يضعوا حلاً أو حداً لأرتفاع أسعار صرف الدولار “مثلاً”، فتلك مشكلة أثرت بصورة كبيرة على مستوى معيشة الناس، رغم ذلك لم تُحل.. بل كالعادة المواطن وحياته الكريمة طرف الإهتمامات، بالتالي يرتفع سقف مشاكله مع زيادة مصروفاته على البيض والخضروات والفاكهة والبقوليات ومساحيق التنظيف…. الخ .
الأزمات متعددة.. لكن أي أزمة نعانيها هناك ماهو أسوأ منها، فعندما يجد المواطن العراقي من يفتعل له الأزمة بعكس أن يجد من يُقَّدم له الحلول للأزمات هنا تكون مشكلته الكبيرة وأزمته الحقيقية.. لذلك أزمة غلاء البضائع تضع رأس المواطن تحت مطرقة المسؤول ومطرقة أصحاب المنفعة .
إرتفاع أسعار المواد الغذائية والبضائع التي لاتتناسب مع دخل المواطن مشكلة لها مفتعليها، لكن ليس بسبب سوء التخطيط وفساد إدارة الموارد فقط بل للتاجر العراقي حصة وجزء من هذه المشكلة فهو المستفيد أيضاً من غلاء البضائع، إن الجشع لدى التجار هو مشكلة المواطن الحقيقية، وهؤلاء هم ذاتهم تجار الحرب الذين يستفيدون من الظرف القهري على الناس “فيُحرِّكون النار لكرصتهم” مثل مايقول المثل العراقي .
لذلك علينا معرفة حقيقة واضحة وهي أن المسؤول ليس هو الغول الوحيد في حياتنا بل الجشع والطمع والأنانية وغياب الوطنية لدينا كشعب هي الغول الأخطر علينا .