17 نوفمبر، 2024 7:18 م
Search
Close this search box.

أزمة ثقة

كانت الانتخابات الأخيرة ونسبة المشاركة المتدنية فيها كلمة الفصل بين الإيمان بهذا النظام وأحزابه وبين الذهاب إلى خيار المقاطعة كتعبير ديمقراطي واضح ورسالة معبرة إلى جميع الأحزاب والقوائم المتنافسة في الانتخابات إننا لن ننتخبكم مرة أخرى .
لماذا ننتخبكم وانتم كل مره تذهبون الى خيار المحاصصة لتشكيل الحكومة وتقاسم المناصب والمكاسب ونبقى كمواطنين نبحث بلا جدوى عن الأمان والسلام والخدمات والعمل والتعايش السلمي ، شعاراتكم اغلبها تدعو للفرقة وبعضها الى الطائفية ثم تنتهي حفلة الانتخابات وينتهي كل شيء ، تشكلون حكومتكم بطريقة توافقية بعيدا عن طموح الشعب والجماهير المنتخبة لكم ، فتسقط ورقة الاقتراع الى بحر اللا قيمة أو أي تأثير يضمن تغييرا للخارطة السياسية التي تدير البلاد ويفترض أن تخدم العباد .
المعارضة البرلمانية والسياسية للنظام الحاكم غير موجودة في نظامكم الديمقراطي الجديد ، الجميع يشترك بتقاسم الكعكة كما يسميها بعضكم والجميع يشترك بإدارة الدولة حسب ما حصل عليه من مكاسب ومغانم انتخابية ، أصواتنا كناخبين مجرد عملة تشترون بها كرسيا تنفيذيا في السلطة ، إما معارضة السلطة التي يجب أن تكون موجودة لضمان تعديل وتهذيب وتحسين عمل السلطة التنفيذية لا تفكرون بها أبدا لأنها خالية من الامتيازات المادية والصفقات والكومشنات المضغوطة بملايين الدولارات
انتم ببساطة من خلق أزمة ثقة بينكم وبين المواطن فقرر أن يجلس في بيته ويرفض نظامكم المحاصصاتي وانتخاباتكم الشكلية ، أزمة ثقة عززتها طريقتكم بإدارة الأمور وتغليب مصالحكم الشخصية على المصلحة العامة ، فكيف يذهب الناخب مرات عديدة لانتخابكم وهو أصبح يؤمن إيمانا كاملا وراسخا ان الانتخابات لن تأتي بجديد ، وأصبح حديث الشارع كل شيء سيبقى كما هو ، لأنهم سيتفقون جميعا على تقاسم كل شيء ويخرج المواطن منها كما يقول أخواننا المصريين طلع من المولد بلا حمص .
ان من يريد استعادة ثقة المواطن بالعملية الانتخابية والديمقراطية في العراق ، عليه ان يحدث تغييرا حقيقيا ملموسا بتشكيل الحكومة وفق خاسر وفائز ، وفق سلطة ومعارضة ، والابتعاد عن المحاصصة وتقاسم الكعكة أو السلطة ، حتى تعود الثقة للمواطن بالعملية الديمقراطية والانتخابية ويعود إيمانه وتطلعه لمستقبل أفضل ومحبة وسلام وآمان مرهونا بالتغيير عبر صناديق الاقتراع فقط ،بعيدا عن فوضى الانقلابات والتغيير المصحوب بالدم والخراب .

أحدث المقالات