أن أزمة الكهرباء بالعراق هي ليست بالأزمة الجديدة والغريبة ولكنها الأزمة الأبرز بين كل الأزمات التي عاشها ويعيشها العراق منذ 2003 ولحد الآن ، لكون الكهرباء هي عصب الحياة وقلبها النابض ، فأزمة الكهرباء هي حكاية ورواية كل صيف ، فنحن وفي كل صيف نجتر نفس آلامنا وصيحاتنا وغضبنا ونجتر حتى نفس هنافاتنا يالسنوات السابقة! وانتقاداتنا هي هي نفسها ضد الطبقة السياسية والشخصيات البرلمانية بنفس وجوهها الكريهة التي سأمنا حتى النظر أليها 0 كما وأن أعلامنا يجتر هو الآخر نفسه أيضا في أزمة الكهرباء! ، فهو يكرر نفس خطابه الأعلامي للأعوام السابقة، وبأن سبب الأزمة هو الفساد والفاسدين وكأننا لا نعرف ذلك! ، ويصر الأعلام على أجترار نفسه فيلتقي بنفس الوجوه البرلمانية ونفس وجوه المسؤولين الفاسدين ، التي لا تعرف العيب ولا تعرف الحياء وهم يتحدثون ويكررون كذبهم علينا ويعيدون نفس أحاديثم السابقة التي مللنا وسئمنا سماعها ، وبالتالي لا أحد يسمع ولا أحد يجيب 0 وفي الحقيقة ليس هناك حلول جذرية جادة للأزمة ، سوى حل ترقيعي بائس هنا وحل ترقيعي هناك وهكذا حتى ينتهي فصل الصيف ومع أنتهائه تهدأ ثورتنا الموسمية وتبرد أعصابنا وينتهي كل شيء!!0 الشيء المؤلم في صورة مشهدنا البائس أنه وفي ذروة وقمة معاناتنا وهياجنا الموسمي الصيفي من الحر! ، وأذا بمواقع التواصل الأجتماعي تنقل صورا لوزراء الكهرباء السابقين في لقطات تحس وكأنها مقصودة! ، وهم يضحكون ويعيشون في سعادة غامرة وفي هناء مع عوائلهم وأبنائهم وأحفادهم في أوربا متنعمين بمليارات الدولارات التي سرقوها بكل خسة ودناءة وبلا ضمير أثناء فترة عملهم ، مليارات الدولارات تلك التي حولوها الى أوربا وبنوكها ، لينكشف زيف وخداع أوربا للعالم حيث أستقبلتهم وأستقبلت كل سرقاتهم بكل حب وود وأحترام وتقدير!! ، وبلا أية سؤال من أين جئتم بكل هذه الأموال ؟ ، رغم أنها تعرفهم بأنهم لصوص وأن الأموال التي حولوها هي أموال مسروقة مائة بالمائة!؟، فأي كذب ودجل وقذارة يعيشها هذا العالم التي تتحكم به امريكا ومعها كل دول أوربا التي طالما تتكلم بالشرف والنزاهة والقيم ومحاسبة اللصوص والسراق ناهيك عن موضوع غسل الأموال وتحذيراتهم من ذلك!!؟ 0 حقيقة نحن ندور مع كل أزماتنا وآلامنا وتحديدا أزمة الكهرباء بنفس الساقية! منذ 2003 ولحد الان معصوبي العين ، تغطي عقولنا وقلوبنا غشاوة التخلف والجهل والتمسك بالخرافات! 0 فلم يعد سرا أذا قلت انا أو غيري بأن أستمرار أزمة الكهرباء هو بسبب الفساد والفاسدين فهذا شيء يعرفه حتى الطفل المولود في أقصى قرية من قرى الصين! ، ولكن الذي يتناساه الجميع او يحاولوا تناسيه! ، بأن راعي الفساد الأكبر والأول هي أمريكا فهي من أعطت الضوء الأخضر لوزراء الكهرباء أن يفسدوا ويسرقوا ويهربون بأموالهم خارج العراق بلا حساب ولا كتاب وبحماية منها! ، نعم أنها سفالة أمريكا وخبثها وحقدها على العراق وأصرارها على قتل وتدمير كل شيء بالعراق بشر وشجر وحجر 0 فلطالما سمعنا وعلى لسان أكثر من مسؤول امريكي ومنذ حرب الكويت تحديدا (الخليج الثانية) أثناء تهديدهم للعراق أنه في حال عدم خروجه من الكويت بأنهم سيعيدوننا الى العصور الوسطى! ، فهل كانت هناك كهرباء بالعصور الوسطى؟؟؟0 أن أمريكا تعرف تماما بأن اعادة الكهرباء معناها أعادة الحياة للعراق والبدء بنهوضه وهذا يتعارض تماما مع سياستها الرامية الى قتل العراق وتدميره وتحطيمه ونهب ثرواته وأذلال شعبه وسرقة كل شيء فيه منذ أحتلالها له ، لذا فهي تمنع وتهدد كل رئيس حكومة أو وزير أو برلماني يطالب بشيء من الجدية!! ، بأعادة وتصليح وأنشاء المنظومة الكهربائية! 0 نعم فأمريكا هي من أفشلت ومنعت وعرقلت وشجعت على أفشال كل عقود الأعمار التي كان ينوي العراق توقيعها مع الصين ومن ضمنها الكهرباء!! ، وأمريكا هي من منعت التعاقد مع شركة (سيمنز) الألمانية ، التي تعهدت بأعادة الكهرباء الى العراق في ظرف سنة واحدة مع بناء مدارس ورياض اطفال ومستوصفات طبية مجانا ضمن العقد وبأمر وتوجيه من المستشارة ميركل ! 0 وهنا لا بد من الأشارة بأن الجنرال الأمريكي ( كيسي) عندما كان قائد للقوات الأمريكية في العراق أبلغ الدكتور (أحمد الجلبي) حينها وكان ذلك بداية ترأس المالكي لرئاسة الحكومة بدورته الأولى ، حيث كان (الكهرباء والأمن) هما الملفات الأبرز التي طالب العراق الأمريكان بتنفيذها ، (لينسى رئيس الحكومة الكهرباء ويركز على الأمن !) ، نعم هذا ما قاله (الجنرال كيسي) 0 وفي هذا الصدد لا بد ان نذكر ما نقلته وسائل الأعلام عن ( العبادي) رئيس الوزراء الأسبق ، قوله وفي أجتماعات مجلس الوزراء بأن (ينسوا موضوع الكهرباء)!! 0 أن حقد أمريكا وأصرارها على بقاء العراق بلا كهرباء هو من أجل تدميره وشل الحياة بشكل كامل وخلق حالة من الفوضى والأضطراب المستمرة فهي منعت حتى شركة ( جنرال ألكتريك وشركة بكتل) الأمريكيتين وهما من كبرى الشركات العالمية من أقامة المنشأءات الكهربائية في العراق؟؟!! ، فهل هناك سفالة وخسة وقذارة وحقد أكثر من ذلك؟ 0 أن أمريكا تريد محو العراق أصلا! ، وهي سائرة بهذا التخطيط وبالتعاون مع كل الدول التي ساهمت بنهب وقتل وتدمير العراق ، ولم لا تمحوه ، فهل هناك من مانع ومن يستطيع أن يتصدى لها؟؟ ألم تمحوا الأتحاد السوفيتي السابق؟ ألم تمحوا يوغسلافيا وجيكسلوفاكيا؟، المصيبة لا أحد يعرف ماذا ستنشأ بعد محو العراق وما هو البديل ؟؟ 0 أن أزمة الكهرباء ستبقى مشكلة كل صيف! وبلا أي حل حتى على المنظور البعيد في ظل هذا الوضع الشائك والمعقد بالعراق ، وما دمنا واقعين تحت أكثر من أحتلال أمريكي وغيره! ، وبوجود طبقة سياسية وأحزاب أرتضت لأمريكا وغير أمريكا أن تفعل بالعراق ما تشاء!! 0 وأخيرا أختم المقال بهذه القصة الطريفة والحقيقية عن كيفية قيام (الرئيس السنغالي) ، بحل أزمة الكهرباء في بلاده! فقد رفع هذا الرئيس شعار ( لا حياة بدون كهرباء ولن نموت بدون نواب!) ، فقام بحل مجلس النواب من أجل أنشاء (مركز لأنتاج الطاقة الشمسية) ، قائلا ومعلنا ذلك أمام العالم بأن بلاده تحتاج الى الطاقة الشمسية أكثر من أحتياجها لنواب يأخذون الرواتب ولا يفعلون أي شيء فالكهرباء أفضل بكثير من النواب!! 0