23 ديسمبر، 2024 9:01 ص

أزمة الكهرباء لعبة كل عام!؟

أزمة الكهرباء لعبة كل عام!؟

قال الله عز وعلا في محكم كتابه الكريم ( وخلقنا من الماء كل شيء حي)، والمعنى واضح فلا حياة بدون ماء. ولأن الماء يشكل أحد مصادر توليد الطاقة الكهربائية، فيمكننا أن نقول بأنه ( لا حياة بدون كهرباء). ولأهمية الكهرباء في عملية النهوض والتطور والبناء والأعمار في أية بلد ، نذكر هنا ما قاله الزعيم الشيوعي الكبير (لينين) عندما نجح في قيادة ثورة أكتوبر الأشتراكية في الأتحاد السوفيتي السابق عام 1917 بأن (الأشتراكية = السوفيتات + الكهرباء)، والسوفيتات تعني المنظمات الجماهيرية واللجان المحلية. فالزعيم الشيوعي الكبير ربط نجاح الأشتراكية بمفهومها الثوري والفكري والأيديولوجي بوجود الطاقة الكهربائية!؟، وبالتالي هو يقصد بأن لا أشتراكية بدون كهرباء!. وأذا نجح (لينين) في أقامة وأدامة وصناعة المنظومات والمحطات الكهربائية التي أنارت طريق الأشتراكية وأقامة جمهوريات الأتحاد السوفيتي فيما بعد وبعيدا عن المقارنة في ذلك، فأننا فشلنا ومنذ 17 سنة ولا زلنا وسنبقى نجتر فشلنا عام بعد عام في أعادة المنظومة الكهربائية وسنبقى نعيش في وسط الظلام وأزمة الكهرباء وشلل الحياة وتوقفها، ننتظر من يأخذ بيد هذا الشعب المغلوب على أمره التائه وسط الصراعات السياسية لينير له طريق الحياة والعيش الكريم بعد أن قهرته ظروف الزمن المر الذي يعيشه!، وذلك لبقاء الأسباب نفسها وعلى رأسها الفساد والفاسدين. أقول من السذاجة أن يتوقع أحد أو يعتقد أو يخيل أليه حتى، بأن هناك أمل بعودة الكهرباء بطاقة كاملة وبشكل طبيعي أسوة ببقية دول العالم لتكفي العراق كله، وننتهي من هذه الأزمة التي أثرت على وضعنا النفسي والفكري مثلما أثرت على بقية مفردات حياتنا التي أصابتها بالتوقف، فهذه الأزمة وتداعياتها أعادتنا عشرات بل مئات السنيين الى الوراء!. ولا بد هنا من التوضيح بأن (موضوع توليد الطاقة الكهربائية في أي بلد كان لم يعد أمرا صعبا ومعظلة, ففي ظل التقدم العلمي والتكنلوجي يعد موضوع توفير الطاقة الكهربائية من أبسط أعمال التكنلوجيا وأسهلها في الوقت الحاضر!). أن جذور مشكلة الكهرباء في العراق هي في رقبة أمريكا!، فهي من جعلت من موضوع تعطيل الكهرباء أحد أهم أولويات سياستها التدميرية للعراق!، ولعل غالبية العراقيين يتذكرون ما فعله الأمريكان بالعراق في تسعينات القرن الماضي بعد حرب الكويت وبعد قصفهم له وضرب كل منشأته الحيوية وعلى رأسها الكهرباء وقالوا حينها (بأنهم سيرجعون العراق الى العصور الحجرية!، ولكنهم لم ينجحوا في ذلك فقد استطاع العراق من أعادة بناء وأعمار كل مادمروه وبظرف قياسي وأستثنائي!، ولكنهم ومع الأسف نجحوا بعد أحتلالهم له فأكملوا ما توعدوا به وخططوا له من تدمير وتخريب !). وقد تمت عملية تدمير العراق تارة بالتوجيه من قبلهم وتارة بالتعاون مع أعداء العراق في الداخل ومن الخارج ، لا سيما أن للكثير من دول العالم أطماع في هذا البلد!. وقد يتفق معي الكثيرين بأن السنوات التي مضت على العراق منذ أحتلاله من قبل أمريكا عام 2003 ولحد الآن كشفت وبوضوح ما تضمره أمريكا من شر ومن نوايا سيئة للعراق!. فمشهد التظاهرات ومعاناة الناس وشكواهم وصراخهم بسبب أنقطاع الكهرباء، بات منظرا مألوف ومكررا في كل صيف من كل عام!، فلا جديد في التظاهرات ولم تحرك وتغير من الأمر شيئا؟!، لأن أرادة بقاء الكهرباء بهذا الحال المتردية البائسة وأرادة تخريبه وتدميره لازالت أقوى من أرادة أصلاح الكهرباء بل ومن أرادة أصلاح العراق بشكل كامل!. أن أمريكا التي أحتلت العراق لو كانت تريد له الخير والبناء لعملت على ذلك منذ اليوم الأول لأحتلاله ، ولكنها أستقدمت أحد رؤوس الفساد والمعروف بتاريخه وسجله غير المشرف والمدعو (أيهم السامرائي)، المحسوب على الحزب الجمهوري الأمريكي! ليكون وزيرا للكهرباء ، هذا الفاسد هو من قص شريط الفساد في وزارة الكهرباء وعبد طريق الصفقات الفاسدة والسحت الحرام لكل من جاء بعده من الوزراء!. وأعتقد أن الكثيرمن العراقيين يتذكرون كيف تم أعتقاله في أحد مراكز الشرطة في بغداد بعد أن وجه أليه القضاء العراقي العديد من تهم الفساد!، ولكن شركة ( الأمن والدفاع الأمريكية العاملة في العراق/ داين كروب) أستطاعت تهريبه للاردن!!. نعود بالكلام عن أزمة الكهرباء بالقول أن الشيء الذي تغير هذا العام عن العام الذي سبقه بخصوص أزمة الكهرباء، هو الأرتفاع غير المسبوق بدرجات الحرارة التي تجاوزت ال50 درجة ووصلت الى 54 و56 درجة في بعض محافظات العراق!، رافق ذلك جائحة كورونا وما خلفته من تداعيات كبيرة على مجمل الحياة العراقية، من صور الموت والخوف وأزدياد أعداد المصابين التي تجاوزت في اليوم الواحد ال 3000 أصابة!. ولا بد من التذكير هنا بصورة المواطن ( زهير النجار)، الذي يعد أحد ضحايا أزمة الكهرباء وأنقطاع التيار الكهربائي والذي ملئت صوره مواقع التواصل الأجتماعي حيث ظهر بالصورة (لازم مهفة ديهفي بيها ومات من الحر)!. الصورة أثارت المشاعر الأنسانية لدى كل من شاهدها ألا مشاعر المسؤولين العراقيين القساة، كما وأعتقد وبنفس الوقت بأنها لم تحرك ضمير العالم القاسي!، حيث أن تفرد أمريكا وسيطرتها وفرض سطوتها على العالم بعد أنهيار الأتحاد السفيتي السابق مطلع تسعينات القرن الماضي قد غير الكثير من معالم المنظومة الأخلاقية والقيمية والأنسانية لدول العالم!. أخيرا نقول: لا أمل في حل أزمة الكهرباء، لأنها أدخلت ضمن اللعبة السياسية المعقدة والكبيرة لأحتلال وتدمير العراق منذ عام 2003 ، هذه اللعبة لم تنتهي بعد فلا زالت هناك فصول كثيرة لها!، وبالتالي ستبقى أزمة الكهرباء لعبة كل صيف من كل عام!. ولا حول ولا قوة ألا بالله العلي العظيم.