9 أبريل، 2024 12:15 ص
Search
Close this search box.

أزمة العرف العشائري ومفهوم التمدن

Facebook
Twitter
LinkedIn

اعتاد الناس في أرجاء المعمورة السفر لعواصمهم ليروا جمال وروعة البيئة المشيدة بطرازها المعماري الحديث والمباني الكبيرة بأشكالها الهندسية المتطورة وصروحها الضخمة وحركة النشاط الاقتصادي والتجاري ..الخ.

وعلى النقيض من ذلك حصل في بلادنا العزيزة فاغلب الشباب والرجال يتجشمون عناء السفر لبغداد الحبيبة ليس لما ذكر أعلاه كونها لا تتميز كثيرا عن أبنية المحافظات لو قورنت بحداثة التكنولوجيا اوالعمران أو بسرعة الإنتاجية أو نظافة الشوارع و و و، فهم يذهبون ليمتعوا ناظريهم بمولاتها والخدمة النسوية بمطاعمها الحديثة و أكلاتها غالية الثمن اوبالتسابق الحاصل عند بعض البغداديات والذي نسبته تتزايد يوما بعد أخر على الملابس الضيقة والماكياج الصارخ فتراها تتمايل وسط الجموع وترى نظرات الإعجاب والرغبة والفرح يملأ قلبها بهذا النصر .

وقبل أن يقول من يقرأ كلماتي (دع الخلق للخالق) وهذا هو التحضر والتمدن والحرية ويتهمني بالتخلف أود أن أوضح أمنية خفية تستملكني كلما وطأت قدمي أرضها أو ربما تساؤل يخامرني ولعله يراود الكثير منا. لماذا لم تكفل الحرية والتمدن لبنات جلدتي ليكونوا قدوة في العمل المؤسساتي الناجح من حيث الكفاءة والإنتاجية والنزاهة والتسريع بالنمو الرأسمالي في الدولة اوحداثة العمران أو نسب النجاح الأعلى في المدارس أو الاختراعات في الجامعات وتؤدي دورا محوريا في التنمية الشاملة ؟. لماذا لم تكفل لهم الحرية أن يخرجوا جيلا مثقفا متحضرا ليكونوا قدوة في الالتزام والقدرة الإنتاجية المرتفعة في عملهم؟.

وعلى ما يبدو إن مفهوم التحضر والحرية مغلوط عند الكثير لأن المستويات متدنية بهذا الخصوص والكثير من دوائر الدولة تئن من الفساد الإداري! .

فما سبب هذا التسابق!، ولماذا ترجمة الحرية والتمدن بالملابس الضيقة والماكياج الصارخ أليس من الأحرى والأولى والأفضل أن تكون النساء اللواتي تربينّ وعوملنّ بطريقة متحضرة تكون (طوق نجاة ) للبنات اللاتي انحرمنّ من حقهنّ بالدراسة والعمل واختيار الزوج وتربينّ تحت أعراف عشائرية صارمة لتحاجج أهلها وتقول انظروا لتلك الفئة المتحضرة التي قدمت وأصبحت أنموذجا ناجحا في العمل والحياة وساهمت ببناء الوطن.

وللأسف الشباب اليوم يعودوا بعد أن يمتعوا ناظريهم ويملئوا أعينهم بهذه المظاهر يحمدون الله على عقولهم وحرصهم على المحافظة على حشمت زوجاتهم و بناتهم و أخواتهم وتمسكهم بأعرافهم العشائرية وتقاليد أجدادهم ومفاهيم آباءهم وان كان فيه ظلمٌ وإجحافٌ بحق المرأة.

ولا نريد أن نستذكر تعاليم ديننا الحنيف عن فوائد احتشام المرأة فكل أمة أقرأ تعرفها، لكن ما لا يعرفه الكثير أن هناك دراسات في علم الطاقة الحيوي الحديث أكدت أنه كلما زادت نظرات الرجال الشهوانية للمرأة تنطلق ذبذبات سلبية تصاب بها المرأة تثير بداخلها الحزن والكآبة وتجعلها بمزاج متعكر فترجع للبيت بهذه الحالة وتصب جام غضبها على الزوج والأولاد والأهل.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب