ربع العراقيين يعيشون الآن في مناطق سكنية عشوائية و جميع المحافظات اليوم تعاني من مشكلة ( العشوائيات ) التي تتفاقم خطورتها يوما بعد يوم ، الساكنون في هذه العشوائيات جميعهم من العراقيين الفقراء وتحديدا من محدودي الدخل .. فمنهم الموظف والمعلم والشرطي والعسكري والكاسب والعاطل والمتقاعدرغم أن العديد من المدن تشهد بناء مجمعات سكنية كبيرة، فإن ذلك لم يساعد في علاج الأزمة ، خاصة لذوي الدخل المحدود الذين يعجزون عن دفع الأقساط .. وبيوتها مبنية بتواضع كي تسكنها عائلة ما من فقراء العراقيين ، عموما لم تحرك ادارات المحافظات ساكنا لإحصاء وتقييم هذه المناطق على الأقل ومن ثم يتم إتخاذ القرار المناسب بشأنها بل يتم فقط تهديدهم وطردهم من بيوتهم ووصل الأمر في أحد مناطق بغداد الى هدم هذه البيوت على رؤوس ساكنيها ! الموضوع معقد لكن حله ليس بالمستحيل ، فالحكومة المركزية وضعت صلاحيات هذا الأمر بيد الأدارات المحلية التي كان من الأفضل لها بدلا من استخدام لغة التهديد أن تجد بدائل لمن سكن في هذه المناطق ورفع الأمر ومقترحاته لجهات أعلى كي يتم النظر في ايجابياته وسلبياته وتأثيراته على التخطيط الحضري وتحديث خرائط الإسكان لكل مركز محافظة أو قضاء أو ناحية بعد أن بدأت مخاطره تظهر واضحة للعيان في كل يوم إثر قيام مكاتب ومافيات ومجموعات منظمة تشرف عليها وتدعمها تكتلات سياسية وحزبية بالسيطرة على هذه العشوائيات وتوزيعها لكسب الأصوات الانتخابية أو بيعها للاستفادة من وارداتها المالية , ومن طريف ما يذكر أن البيوت الموزعة والمبنية بتواضع في بعض العشوائيات نظمت بشكل مدروس وجيد بصورة أفضل من مناطق داخل المدن العراقية .. تجاوزات وعشوائيات ستكون عما قريب جدا هي الحل المنتظر لكثير من أزمات السكن في البلاد إذا ما تم التعامل معها بمنطق علمي وطني مدروس .. ولله .. الآمر