أريد مواطنتي العراقية الصافية الطاهرة النقية المباركة الرحيمة , المعطرة بالألفة والمحبة والأخوة والتراحم والضيافة , والعمل بالمعروف وتأكيد معالم الفضيلة ودورها في الحياة.
أريد مواطنتي التي تجعلني أساهم بالبناء والتقدم والرفاه وتوفير أسباب السعادة الوطنية , وتحقيق الآمال والتطلعات اللازمة لصيرورة الوطن الحضاري الجديد.
أريد مواطنتي لكي أتمتع بحريتي الإنسانية وكرامتي وأشارك في مسيرة الديمقراطية الحقيقية , الواعية التي أختار فيها مَن يمثلني وفقا لثقافتي ومعرفتي وتوفر المعلومات الكافية لقراري , بعيدا عن التبعية والإذعان والخضوع لهذا أو ذاك , فلا أريد أن أكون فردا في قطيع الراكضين وراء القائلين بما يؤمّن مصالحهم ونواياهم الخفية.
أريد مواطنتي لكي أعبر عن قدراتي وأفكاري وإبداعي وطاقاتي التي يتم خنقها , وفقا لمنهاج تدمير الإنسان وتخريب البلاد والعباد , وتهجير العقول ورعاية الجهلة والفاسدين , وتوفير أسباب الإستثمار في الرذيلة والبهتان.
أريد مواطنتي لأني إنسان أعيش في هذا العصر , الذي يسعى البشر فيه إلى نيل الحقوق المشروعة العادلة , والتحرر من الظلم والإضطهاد والقهر والحرمان والفقر والجوع , والتردي في وديان الويلات والتداعيات المريرة.
أريد مواطنتي لكي أحصل على حصتي من النفط وأتمع بثروات بلادي وأصنع مجد الحاضر والمستقبل , وأقدم ما يدعو إلى القوة والفخر لأبنائي وأحفادي والأجيال المتعاقبة , التي ستتعلم حب الحياة والسعي الجاد لتحقيق الإرادة الوطنية والمستقبل الزاهر.
أريد مواطنتي فإن لم أحصل عليها لن تحصل عليها الأجيال القادمة , وستنادي بها بقوة وإصرار وستهدر طاقات وجهود , ولكي أكفيها الضياع والخسران , فأنا أنادي وأتظاهر وأثور من أجل مواطنتي المفقودة.
أريد مواطنتي لأن الإنسان لا يكون عضوا نافعا في المجتمع إذا فقد حق المواطنة , فلا تنفع الهوية أو القبيلة أو العشيرة والفئة والحزب وغيرها لأنها كالهباء المنثور , فالمواطنة هي التوافق والتآلف والعمل من أجل المصلحة العامة التي تنفع المجتمع , وهي الأساس الذي بدونه لا تتقدم الأوطان وتندثر المجتمعات.
أريد مواطنتي ولا يمكن لأية قوة أن تمنعني من هذا الحق الإنساني العادل , الذي أستطيع من خلاله أن أعبر عن دوري وقدراتي ومساهماتي في بناء الوجود الإجتماعي والوطني اللائق بالإنسان المعاصر.
أريد مواطنتي فهي العطاء والألفة والمحبة والنزاهة والصدق والإيمان والعمل الصالح , والتفاعل الإيجابي الناجح وهي البناء والتقدم والتطور , وهي الأمل والبهجة والطموح والإخلاص والرحمة والسعي الحثيث لبناء الحياة الحرة الكريمة.
أريد مواطنتي لأن المواطنة الصالحة مصدر القوة والحرية والديمقراطية والسيادة والتفاعل المعاصر مع الحياة.
فهل سنتعلم معاني المواطنة الصالحة , وننأى بوجودنا عن مستنقعات الفئات والأحزاب والكراسي وغيرها من الآفات والعاهات؟!