23 ديسمبر، 2024 5:35 م

أرموا الكرة في ساحة الشعب

أرموا الكرة في ساحة الشعب

عندما خرج الشعب العراق وتحدى الموت وأنتخبكم لكي تمثلوه في البرلمان وتحافظوا على مصلحته وفي مقدمة هذه المصلحة هي العملية السياسية والنظام الديمقراطي الذي ضحى هذا الشعب من أجل تحقيقه الألأف من خيرة أبناءه ، ولكن عدم القيام بهذه المهمة بشكل إيجابي لأي ظرف كان يجب أن يتم إعلام الشعب بالأمر وأخذ رأيه بكل ما يدور حوله حتى يعطي قراره الأخير وينهي القلق التي تعيشه الكتل السياسية وكذلك الشعب نفسه ، فمقترح المتظاهرين في المنطقة الغربية في إلغاء قانونيّ المسألة والعدالة و مكافحة الإرهاب وكذلك العفو العام قد أربك الساحة السياسية في العراق وجعلها متوترة بشكل مقلق ووضعها على فوّهة بركان ، ولكن من أدوات الديمقراطية في مثل هذه القضايا الشائكة يجب أن يأخذ الشعب رأيه لأنه أول المعنيين بهكذا قوانيين خطيرة قد تعيده الى الأنظمة الدكتاتورية التي عانا منها لمئات السنين ، ويبتعد السياسيون من أي وسيلة قد تضغط عليهم في إتخاذ أي قرار في هذا الشأن قد يرفضها الشعب ، وأفضل وسيلة للخروج من هذه الإزمة هو طرح مسألة هذه القوانيين أو مطالب المتظاهرين المختلف عليها من قبل الكتل السياسية الى الإستفتاء العام ، والإستجابة الكاملة لنتائج هذا الإستفتاء لأنه يمثل رأي الشعب وقناعته في تحديد مستقبله إن كان تصويته بالإيجاب أو السلب فقواعد اللعبة الديمقراطية تقول يجب أن يكون رأي الشعب محترم لأنه المصدر الوحيد لقرارات العملية السياسية ، وبذلك سيضع قيادات العملية السياسية النقاط على الحروف ويبتعدوا عن المساجلات والتصريحات التي قد تربك الساحة السياسية أكثر من أن تجعلها مستقرة ، ويسحبوا البساط من تحت أقدام الذين يتربصون بالعراق الشر ، الذين قذفوا هذه المطالب في جموع المتظاهرين لكي يشعلوا نار الفتنة ومن ثم تدمير العملية السياسية ، لأن نتائج التصويت تكون ملزمة على الجميع ولا يمكن لأي سياسي أن يقف أمامها لأنها رغبة الشعب إلا إذا كان رافضاً للعملية الديمقراطية التي تحترم قرار الشعب في الحكم ، وبذلك سوف يخلص السياسيون من كل الإحراجات والضغوطات وعدم صيانة الأمانة ودفع العراق بإتجاه الديمقراطية أكثر وأكثر من خلال ممارستهم لأحد أدواتها المهمة وهي الإستفتاء على القضايا الخطيرة والحرجة التي قد تدخل البلد في المتاهات والإزمات ، وتفعيل حماية الشعب لحقوقه ومكتسباته وأحلامه وكذلك حكومته التي أنتخبها والعملية السياسية برمتها ، فإجراء هكذا أستفتاء سوف يقطع الطريق أمام المتطفلين من دول المنطقة التي تتدخل بالشأن العراقي دائماً ، لأن صاحب القرار الفعلي هو الشعب وهو الذي يقف خلف الحكومة ويدعمها بكل ما أوتية من قوة ، فأي تدخل من هذه الدول الجرثومية سوف يواجه من الشعب نفسه لأنه المعني الأول بأي تدخل أو تهديد ، وبذلك سوف يقطع الإستفتاء الطريق أمام كل من يريد التربص بالعملية السياسية وسيدعم كل من يؤمن بالحياة الديمقراطية ومبادئها في العراق ، فألمخرج الأفضل من هذه الإزمة هو قذف الكرة في ساحة الشعب لكي يعطي رأيه وينهي كل التحديات والسجالات والنقاشات التي قد تهدد مستقبل العراق وشعبه .