ألحق لا يقر.. وألقانون لا يفعل.. دون سلطان قوي .
نعماء أرض ألرافدين وسبوغ خيراتها بلغ مداها بمسمى أرض ألسواد ، فكانت تعني ألحياة وألعافية ومصدر رزق وعيش الكثير من قبائل الجزيرة ألعربية ألمتنقلة ، ومحط رحالها لكثرة ألنعم ، ودوحة الشعر وألقلم ، وما لم تدركه ألأبصار من ألعطاء .. لمن يرغب في ألجزاء.
إرث أرض خصب من ألتراث وألتاريخ ، هوائها نقي ، مياهها عذبة ، وأشجارها ونخيلها وارفة ألظلال ، تبدو للناظر من بعيد قطعة سوداء متراصة ومترامية ألاطراف، ومن هنا جاءت التسمية بأرض السواد.
الواقع المعاش أليوم إبن ضال ناكر الجميل لهذه البقعة المعطاء ، لا يقترب من ماضيه بقليل ولا يعرف من حاضره شيء ، اذ سخر البعض تقاليد واعراف جديدة اتسمت بالفساد في اجتهاد استغفال الناس في ما يسمى ألتمثيل النيابي ، لنشاهد قفزة في مهاترات ألمحاصصة ومناكفات ألجانب ألسياسي ، رغم وجود ألموارد ألبشرية وألمالية ألتي تؤهل البلد أن يكون في مصاف ألدول ألمتحضرة .
قد يعزي ألبعض ألقصور في مشوارنا ألحالي وما نعانيه من تصدعات وصراعات الى قلة ألوعي في منظومتنا ألقيمية، وبصراحة ألقيم وألمعارف لم تكن تعرف .. ألعشوائيات تنتشر كالسرطان ، و( التكتك وعربات الحمل(الربل) وألدراجات أنارية ) تتنزه في شوارع ألعاصمة ، ونعيش آنية قيم عشائرية في ممارسات لم تكن معروفة ، كفر بها الوطن وتبرئة منها ألأرض ، ولا ربقة حبال من فساد سلق ظهورنا وجعل البلد غرضا وعرضة لمراميه ، فحلت المسكنة والكربات وأُلبسنا ألأحزان من تمادي الاساءة في ارتكاب المزيد من النهب ، ولا يسال عما يفعل اللصوص في التطاول على المال العام والتطاول على حرمات الناس والبلد.
ألكل يقر بشدة ألفساد وألإسراف وحجر ألاشياء ألجميلة وأصبحنا أسراء هذا ألبلاء، وألكل يغرف دون رحمة من العوائد وألفوائد ! فأوقفت كل صور ألحياة ألمستعان بها تنشيط دورة ألإعمار وألبناء والإصلاح والخلاص مما نحن فيه .
سؤال من أشتدت عليه ألإجابة.. متى يطهر ألبلد من رجس الفاسدين كما طهرت الارض من رجس الدواعش وإعادة ألاموال ألمنهوبة وألاراضي ألمسلوبة ؟ يبدو إدراك هكذا منال لا يوافق رضا من على قلوبهم أغشية ألسوء ومن لا يؤمن بزوال الحال وعقاب اسماء .
بعد عجزنا نحن ألفقراء وألمساكين من في ألارض بالقدرة على تغير الحال والنصرة على اعداء البلد من الفاسدين وسراق المال ، وأضحت ألفتن تدور وسادت خزنة ألمحاصصة ، ما لنا غيرك يا إلاهي مرتجيا لكشف ألغمة عنا ، وكسر لا يجبره ألا أنت.
وما لنا في ألنهاية أيضا نحن ألعجزة سوى كلام ألآلم وألحسرة على ما آلت ألحالة ألمزرية ، أن نطلق على بلادنا تسمية أرض ألفساد، مراعاة للتباعد الزمني بيننا وتلك الحقبة ألزاهية ألتي تنتمي إلى إرث لا نستحقه، لنبرأ أمام أحفادنا من أصناف لصوص سعت في البلاد خرابا وتفريطا وفسادا .