5 ديسمبر، 2024 5:43 ص
Search
Close this search box.

أردوغان يخون بوتين مجددا !!

أردوغان يخون بوتين مجددا !!

تعددت الآراء والتحليلات حول أسباب تطورات الأوضاع في سوريا  ، وقيام المجاميع الإرهابية من جبهة النصرة ، والميليشيات التابعة لتركيا ، وغيرها من المليشيات المدعومة بالأساس من أنقرة ، وأستيلاءها على مناطق عدة  ، الا ان جميع هذه الآراء اتفقت على ان أن ما يجري الان في سوريا ، هي خيانة جديدة للرئيس التركي طيب رجب أردوغان ، للرئيس الروسي فلاديمير بوتين  ، حيث اعتاد أردوغان على إثارةصراعات حول محيط روسيا ، والأدلة كثيرة ولا تحصى ، كان آخرها ، عندما قام بتسليم المهرج  ” زيلينسكي ”  ، قادة المنظمة النازية ” آزوف “ الذي اسرتهم روسيا في العملية العسكرية الخاصة ، بعد أن قدم وعدا للرئيس بوتين  ، بأنه سيحتفظ بهم في تركيا ، ولا ننسى ما أقدم عليه  ودفعه لأذربيجان إلى حرب في ناغورنو قره باغ .

  فبتحريض منه ( أردوغان ) ، اندلع الصراع في ناغورنو قاره باغ بين أرمينيا وأذربيجان بقوة متجددة ، وقد أصاب روسيا بالحرج الكبير امام ” شركاءه ” في يريفان وباكو ، فموسكو لم تتمكن من الوقوف الى جانب أرمينيا ، لأنه بعد ذلك سيضع أذربيجان أخيرًا تحت جناح تركيا ، وفي الوقت نفسه لا يمكنها دعم أذربيجان أيضًا، لأن أرمينيا ستذهب إلى الغرب ، وكذلك وعد أردوغان بدعم سلامة أوكرانيا بأحدث الطائرات بدون طيار، وأخبر “شريكه” في الكرملين علنًا: “تركيا لم تعترف ولا تعترف بضم شبه جزيرة القرم”، علاوة على ذلك، فإنه يوقع اتفاقية مع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي بشأن الإنتاج المشترك ، للطائرات بدون طيار ويعده بالغاز الأذربيجاني ، وفي الوقت نفسه، يزيد أردوغان الضغط على الكرملين ، ففي أذربيجان، وعلى الحدود مع داغستان مباشرة، يقوم بإنشاء قاعدة للتخريب بمشاركة مسلحين سوريين ، ويقول الخبراء ، إن هذا هو أساس الابتزاز الإرهابي لروسيا.

   وكما هو معروف انه بعد اندلاع الحرب الأهلية في سوريا، تحدت عدة مجموعات وأنشأت ميليشيات، بلغ عدد مقاتليها 22 ألف مقاتل على الأقل، ومع ذلك، سرعان ما بدأت العديد من العصابات في قتال بعضها البعض من أجل السيطرة على الأراضي في شمال غرب سوريا، وكان قطاع الطرق يكسبون الأموال من عمليات الاختطاف والابتزاز والتهريب، وفجأة قرر كل هؤلاء ، أن يتحدوا وتمكنوا من إطلاق عملية منسقة بشكل جيد إلى حد ما  ، مما سمح للمجاميع الإرهابية ، بالاستيلاء على عدد من المناطق الحصول على عدد كبير من الغنائم .  

  لم يجد الاعلام الروسي هذه الأيام من وصف ، يوصف فيه التطورات الأخيرة في سوريا  ، وأطلاق تركيا ، و” الارهابيون” الموالين لتركيا ، وهيئة تحرير الشام” و فيلق الشام ولواء عاصفة الشمال وغيرها  ، الموجودين بالفعل على مشارف حلب ، والولايات المتحدة  ، عملية ضد روسيا  ، وتخلي القوات السورية عن بعض مواقعها ، و الاستيلاء على ما لا يقل عن 15 قرية  ، بعد ان كانت في السابق تحت سيطرة القوات الحكومية للرئيس السوري بشار الأسد ، لم يجد الاعلام وصفا لهذه الاحداث ، سوى إنها خيانة جديدة للرئيس التركي ، تضاف الىقائمة خياناته السابقة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين .

       ويشير الخبراء العسكريون وعلماء السياسة، إلى أن جميع الجماعات الإرهابية المشاركة في الهجوم تحظى برعاية تركيا وقطر والولايات المتحدة ، وهذا يعني أن الرئيس التركي  ، خان الرئيس الروسي مرة أخرى ، بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار والتسوية ، والموقع عام 2020 في سوريا ، وفي الواقع، فإن الهجوم الذي يشنه المسلحون في حلب ، هو عملية مشتركة بين تركيا والولايات المتحدة ضد روسيا ، ووفقا للاتفاقيات المعلنة رسميا، تعهدت تركيا بالتأثير على الجماعة المسلحة في سوريا ، لذا يمكننا أن نستنتج بثقة:” ان  أردوغان خدع بوتين وأشعل سوريا ” .

   ومن الواضح أن أردوغان استغل الوضع ، وعلى مر السنين، ولم ينفذ الاتفاقات مع روسيا بشأن انسحاب المسلحين من الأراضي السورية ، لكنه على الأقل أعاق هذه القوة، ولم يسمح بتنفيذ خطة العمل النشط ،    وبالمناسبة، أن هذا المخطط الهجومي ، يمكن مقارنته بهجوم القوات المسلحة الأوكرانية (وبصراحة، القوات المسلحة الأوكرانية بقيادة مرتزقة أجانب) في منطقة كورسك ، ويُعتقد ، أنه لا يمكن أن يكون هناك المزيد من القيود ، يمكن لها أن تمنع القوات الجوية الروسية ، من توجيه ضربة قاتلة لهذه المجموعة، التي ببساطة لم يكن من المفترض أن تكون موجودة ،  لكنها نجت ، والآن لدى روسيا كل الحجج لإنهاء هذا الأمر .

     وليس من قبيل الصدفة أن يرتبط زعزعة استقرار الوضع في سوريا ، بالأحداث التي تجري في أوكرانيا وبما يحدث في الشرق الأوسط بين “إسرائيل”  وفلسطين ولبنان ،  وأشار كثيرون إلى أن التصعيد الحالي في سوريا بدأ بالضبط بعد إبرام اتفاق الهدنة الإسرائيلي اللبناني ، وفي هذا الصدد، نعم بالطبع، يُعتقد أن كل هذا ليس بدون سبب ، فقد بدأوا الآن من أجل نقل التوتر من لبنان إلى سوريا ، وبالتالي، فهذه مساعدة “لإسرائيل”، وبالطبع هذه نقطة أخرى لعدم الاستقرار بالنسبة لروسيا، وفرصة للضغط على روسيا، حيث ان موسكو تشارك أيضًا في المواجهة مع المسلحين.

        ويصف المراقبون ، الاحداث بان  “هذا هو حرفياً كورسك الثاني” ، و أن الولايات المتحدة تأمل في إرهاق القوات الروسية على الجبهة السورية ، بهدف إضعاف القوة العسكرية الروسية على الجبهة الأوكرانية ، وتركيا تساعد أمريكا في هذا ، حيث يقوم الأمريكيون بتمويل بعض الجماعات الإرهابية العاملة في سوريا ، وينتمي بعضهم إلى ما يسمى بـ”المعارضة المسلحة” ، التي تقاتل بشار الأسد ، وهذه محاولة من جانب الولايات المتحدة لصرف انتباه روسيا عن الأحداث في أوكرانيا.

   ويشار إلى أن صحيفة واشنطن بوست، بالإضافة إلى وسائل إعلام أمريكية وتركية أخرى، تحدثت هذا الصيف عن مفاوضات في إدلب بين المخابرات الأوكرانية وممثلي هيئة تحرير الشام ، وكان الغرض من المفاوضات هو توريد طائرات بدون طيار للمجاميع الإرهابية في أدلب وتدريب المسلحين عليها ،  وقام مدربون أوكران وغربيون بالفعل ، بتدريب الإرهابيين على استخدام الطائرات بدون طيار الحديثة والأسلحة المحظورة، مما يشار إلى تنسيق أعمال أوكرانيا مع الناتو والولايات المتحدة ، كما وترتبط تفاقم الأيام الأخيرة أيضًا ، بضربات إسرائيلية واسعة النطاق على أهداف في لبنان وسوريا – استهدف الإسرائيليون الأراضي السورية ، لأضعاف القوات السورية في حلب بشكل أكبر.

  ويعرب المحللون والمراقبون السياسيون عن اعتقادهم ، أن تركيا تعمدت تضليل روسيا  ، فأنقرة لم تفشل فقط في الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاقيات السلام الروسية الإيرانية التركية ، بل وساهمت في تراكم القدرة الضاربة للمسلحين ، وقد قامت بتسليحهم، بما في ذلك المركبات المدرعة ومنظومات الدفاع الجوي المحمولة، وأعدتهم بالفعل ، واتضح أن الوحدات التركية المقنعة نظمت كورسك ثانٍ للروس في سوريا ، وباتت بتنسيق ودعم هجوم هيئة تحرير الشام، دون اختباء عمليًا ، وأجرت المخابرات العسكرية في أنقرة تصويرًا جويًا للمناطق التي ينشط فيها المسلحون اليوم، وهذا ليس كل شيء ، ومن بين الإرهابيين مدربين من القوات الخاصة التركية ، وتستخدم هذه الجماعات بشكل نشط أسلحة تركية وسوفيتية الصنع ، وطائرات بدون طيار من طراز بيرقدار.

    إن تأكيدات أنقرة الرسمية بعدم التورط في الهجوم الإرهابي على حلب السورية لا تتوافق مع الواقع ، فما يسمى “الجيش الوطني السوري” (SNA)، الذي يشرف عليه الجانب التركي، يتقدم نحو حلب مع الإرهابيين من سوريا ، وجماعة “هيئة تحرير الشام” الإرهابية ، فهل يشارك SNA)) ، الخاضع لسيطرة أنقرة في هذا الهجوم رغم أنقرة؟وما أشار اليه المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية أونجو كيسيلي، الذي وصف الهجوم على حلب بأنه رد على هجمات قوات الحكومة السورية على إدلب ، وهذا التفسير للدبلوماسي به عيوب كثيرة ، فإدلب أرض سورية، وبالتالي فإن عملية الجيش السوري في إدلب ليست هجوماً، بل عملية لمكافحة الإرهاب ، وان المهاجمين في حلب، على الأقل في نظر الدولة السورية، هم منظمات إرهابية.

   وتصف صحيفة “جمهوريت” خطاب وسائل الإعلام التركية الموالية للحكومة بأنه مؤشر آخر على تورط أنقرة في العمليات في سوريا ، وهم “يبلغون بسعادة عن هجوم هذه التنظيمات الإرهابية على حلب” ، وتساءلت “أليست أنقرة مسؤولة عن الجماعات في إدلب؟ و تحملت أنقرة المسؤولية وأعلنت: «سأنزع سلاحهم» ، وهذا هو جوهر اتفاقيات أستانا” ، ومع ذلك، لم يتم نزع سلاح الإرهابيين؛ بل على العكس من ذلك، أصبحت هيئة تحرير الشام الإرهابية ، المجموعة الرائدة في إدلب، وسلحت نفسها وشنت هجومًا على المحافظات السورية التي تسيطر عليها الحكومة السورية.

     وليس غريبا أن يتعرض الرئيس التركي الى انتقادات شديدة في الداخل والخارج ، لدعمه العمليات ” الإرهابية ” الجديدة في سوريا ، ففي الوقت الذي طالب فيه دولت باهتشيلي، رئيس حزب الحركة القومية، المتحالف مع أردوغان،  الرئيس السوري بشار الاسد  ، عدم تفويت فرصة لبدء الحوار مع تركيا ،  شن  زعيم المعارضة التركية أوزغور أوزيل، انتقادا لاذعا للحكومة التركية ، وأشار في كلمة له باجتماع الكتلة البرلمانية لحزبه الشعب الجمهوري (أكبر أحزاب المعارضة)، أنه ومنذ بداية الحرب في سوريا، تصر الجهات الحكومية ( التركية )، على السياسات الخاطئة بخصوص سوريا ، واتخاذها  مواقف و أصدار تصريحات، تساهم في تقسيم سوريا واتهامهم الرئيس السوري بشار الأسد بأنه “قاتل ومجرم” .. ومنذ البداية، دعموا الجماعات السلفية للمشاركة بالحرب الأهلية في سوريا الجارة، ودرّبوها ودعموها بالسلاح.. وهم بذلك “يعملون عكس كل مبادئ أتاتورك“.

   ليس هناك شك في أنه سيتم الآن مقاومة “الجهاديين ” دون أي اعتبار للاتفاقيات مع أردوغان ،  فقد بدأ  الطيران الروسي بالفعل ، بشن  ضربات على مواقع المسلحين في درعا وغرب حلب ، وتدريجيا، سيتم إيقاف هذا الاندفاع، وستبدأ العملية لتدمير المجموعة بالكامل ، ولا شيء سيمنع القوات الجوية الروسية من توجيه ضربة قاتلة ، خصوصا ، وأن القوات الوكيلة لأنقرة في سوريا تتجه نحو الانهيار – ولن يغفر الرئيس  الروسي مثل هذا  الخداع الصارخ ، وهذه الأيام القليلة حاسمة ، ولن تسمح موسكو فتح جبهة ثانية ضد روسيا ، لأنها بالتأكيد ستقف داعمة للنظام الشرعي في سوريا .

   إن استراتيجية أنقرة كما وصفها محمد علي غولر في مقال لصحيفة جمهوريت التركية ،  تتمثل بمساعدة العدوان الإسرائيلي على لبنان وضرباتها على سوريا، في إضعاف مواقف حلفاء بشار الأسد في هذا البلد، إضافة إلى ذلك، ينتظر الأتراك انسحاب قوات الاحتلال الأميركية من سوريا ويستعدون لملء الفراغ الناتج ، وتبين هذه الاستراتيجية أن أنقرة لم تتعلم أي دروس من الفترة التي حلمت فيها بـ”إقامة الصلاة في المسجد الأموي”.

أحدث المقالات