23 ديسمبر، 2024 10:22 ص

أردوغان ومعركتا الرقة والموصل وما بعدهما …!      

أردوغان ومعركتا الرقة والموصل وما بعدهما …!      

شكل دخول الجيش التركي للاراضي السورية،منعطفا استراتيجيا عسكريا وسياسيا لتغيير وجهة المعارك الى حافة الحسم العسكري ، لصالح أطراف المعارضة والنظام معا ،بعد عزل تنظيم الدولة الاسلامية داعش ،وحصرها في معقلها مدينة الرقة، وطردها من الشريط الحدودي التركي-السوري،وانهاء حلم نزوع الوحدات الخاصة للحزب الديمقرطي السوري بقيادة صالح مسلم وتحالفه ،في اقامة الحكم الذاتي الكردي هناك ، أي ضرب أردوغان عصفوران بحجر واحد ،بتوافق جميع الاطراف ووضعها امام الامر الواقع ،وكان للجيش الحر الدور الاكبر في انجاز هذا التطور التركي المفاجيء،الذي وصفناه سابقا ،ببدء عصر جديد وتحولات كبرى المنطقة ،واليوم يتجه اردوغان الى المشاركة في تحرير مدينة الرقة من براثن تنظيم داعش،مع التحالف الدولي الامريكي،وروسيا ،وكذلك المشاركة في معركة الموصل الاخيرة والحاسمة مع داعش ،فما هي تداعيات مشاركة الجيش التركي في معركتي الرقة والموصل،وماهو شكل التحالفات مابعد داعش في المنطقة ،امام انحسار الدور الايراني وتحجيمه في كل من العراق وسورية ،هنا لانريد ان نظهر اردوغان بطلا ومحررا ،رغم انه يتسحق ،لحكمته وجرأته في افشال اكبر انقلاب عسكري في التاريخ ، وتقويضه ،واستثمار نتائجه لصالحه ،في مواجهة خصومه في الداخل والخارج، وهكذا نجح اردوغان في قيادة تحولات مصيرية ،بانفتاحه على (اصدقائه اللدودين) في روسيا وايران ،هذه التحولات ستضع المنطقة على طريقها الصحيح،وسحب البساط من تحت ايران التوسعية ،التي بات خطرها وهي راعية الارهاب العالمي،يمثل تحديا دوليا ،خاصة بعد تهديداتها لودل الخليج والمملكة العربية السعودية ، ودعمها للارهاب بتأسيس الجيش الشيعي الايراني ،المكنون من ميليشيات عراقية ولبنانية ويمنية وسورية ، هنا لابد من القاء الضوء على تصريحات الرئيس اردوغان ،حول مشاركة الجيش التركي ،في معركتي الرقة والموصل،وتاثير هذا على العلاقات التركية-السورية،والعلاقات التركية –العراقية ، ابتداء،دخول الجيش التركي للاراضي السورية ،كان بموافقة النظام السوري ،والتنسيق والتفاهم الامريكي والروسي مع اردوغان ،بعد زيارة اردوغان لروسيا ،وزيارة جوزيف بايدن لتركيا ، وكان شرط هؤلاء هوادخال تركيا في مواجهة تنظيم داعش والتنظيمات الاسلامية المتطرفة في سوريا،ومنع تسللها الى العراق وسوريا من الاراضي التركية ،مع السماح لتركيا بسيطرة كاملة على شريطها الحدودي،ومنع قيام دولة كردية يهدد امنها القومي المسقبلي، وابعاد خطرالتقسيم والاحتراب الداخلي ،كما يحصل الان في سوريا والعراق، اذن اولى نتائج التدخل العسكري التركي(يراها البعض تورط)،هو منع اقامة حكم ذاتي أو دولة كردية على حدودها مع سوريا ،وتحقق هذا فور دخول الجيش الى مدن جرابلس واعزاز وكلس ووتل ابيض وعفرين وغيرها ،مع انسحاب الوحدات الخاصة الكردية من مدينتي الحسكة ومنبج السورية، والسماح للجيش الحر بأخذ مواقعه هناك برعاية ودعم الجيش التركي، وهذا ايضا كان تنسيقا وتواطؤا وسكوتا من نظام الاسد ،الذي رأى في نزوع وخروج الوحدات الخاصة الكردية نحو الانفصال والتقسيم واعلان الدولة الكردية ،خطرا مشتركا مع تركيا ،لذلك جاء دخول الجيش التركي لصالح النظام في سوريا ، وكذلك حقق التدخل التركي ،ادخال التنظيمات الاسلاموية كالجيش الحر وفتح الشام واحرار الشام وغيرها في مشروع الحل السياسي ،بعد فشل وحسم الحل العسكرية وتخاذل التحالف الدولي عنها ،لذلك نعتقد ان دخول اردوغان اراضي سوريا ،قد حقق ما عجزت عنه كل اطراف الصراع هناك من تحقيقه،ونقصد به ،تحييد وتجيير المعارضة لصالح النظام لمحاربة تنظيم داعش ،باعتبارها خطر على (الجميع)، 
وهكذا اصبح القضاء على داعش مهمة الجميع، اليوم يتجه اردوغان الى معركة فاصلة في تاريخ المنطقة،هي معركتا الرقة والموصل ، وهذا لم يكن تصريحا عابرا لاردوغان في مؤتمر قمة العشرين المنعق في الصين، وشاهدنا نشاطات اردوغان وتهافت الرئيس اوباما وبوتين على اللقاء به ،والتنسيق معه ن لانه اصبح المعادل الموضوعي لمصالحهم ومشاريعهم في المنطقة ، ان مشاركة تركيا في معركة الموصل ، يرسل رسالة هامة جدا لايران وحكومة العبادي والميليشيات التي تصر على مشاركتها في المعركة، وترفض حكومة العبادي مشاركة تركيا في هذه المعركة ،والذي احدث تواجد مستشاريها في بعشيقة، لتدريب الحشد الوطني التابع لمحافظ نينوى السابق اثيل النجيفي ،ازمة وقطيعة بين بغداد وانقرة ومازالت حكومة العبادي تطالب تركيا بسحب قواتها من معسكر زيلكان في بعشيقة ،ولكن التحالفات الدولية والضغط الامريكي ،سيدخل الجيش التركي الى الموصل ويشارك بقوة في تحريرها ،ليس لسواد عيون امريكا ،ولا سواد عيون العبادي، ولكن لمصالح عليا لتركيا ،تعتبرها استراتيجية ،وهي منع هيمنة وسيطرة ايران على الموصل ،والانتقام من اهلها ،ومد جسورها الى سوريا عبر الموصل ، اضافة الى وجود مصالح تركية تاريخية في الموصل ،وهذه المصالح تؤكد حقائق التاريخ ،تراها تركيا حقا مكتسبا لها (حسب وجهة نظرها )، اضافة و(هذا المهم ) الى افشال مؤامرة تقسيم نينوى الى محافظات أو اقليم من قبل جهات اقليمية ومحلية نلها مصالح قومية وطائفية فيها ، لذلك اصبح التدخل التركي في معركة الموصل واجبا عليها ، وهكذا سيكون للجيش التركي دور اساسي في معركة الموصل ، ومعركة الرقة ، لانهما يجتمعان في تهديد واضح لخطر التقسيم والهيمنة الاجنبية ،نحن نرى ان القضاء على تنظيم الدولة داعش،هو مفتاح الطريق للتخلص والقضاء على حلم ايران باقامة امبراطوريتها التوسعية في المنطقة ،وخاصة بعد ظهور واعلان ايران تشكيل الجيش الشيعي الايراني لتشيع المنطقة ،والمكون من الميليشيات العراقية واللبنانية واليمنية ،وما ارسال ميليشيات (عراقية ) هي ميليشيا النجباء الى كل من سوريا واليمن للقتال هناك ،الا ايذانا بمهمة هذا الجيش الطائفي،الذي لايخدم سوى ايران ومشروعها الفارسي التوسعي الكوني ،
 وهي تستخدم اذرعها وميليشياتها (العربية ) لتحقيق اهدافها ومشاريعها الدينية ،كبنادق للايجار ،وهكذا يموت ابناء العراق ولبنان واليمن دفاعا عن ولي الفقيه ومشروع ايران الفارسي الصفوي ، لذا نرى اهمية الدور التركي اصبحت ضرورية لايجاد توازن استراتيجي في المنطقة ،بعد انحسار وغياب الدور العربي والحكومات العربية ،وهم يرون الخطر الايراني يهدد عروشهم ،وكراسيهم ،بعد ان تركوا العراق فريسة لايران ، اليوم يدفعون ثمن تدميرهم للعراق ونظامه الوطني ،بنظرة حاقدة قصيرة ، ومؤامرة لم يحسبوا نتائجها المستقبيلة، بعد ان ورطتهم ادارة المجرم بوش بغزو العراق وتدميره،وتخلت عنهم الآن ،بعد ان حققت اهدافها في تدميره وقتل وتهجير شعبه،وتسليمه لايران ، فهل معركة الموصل والرقة ،تقضي على داعش، وتعيد الامن للعراقيين والسوريين ،لااعتقد هذا ،ولكن على اقل تقدير تفشل مهمة ايران في المنطقة، وتحقق اهدافا لروسيا وامريكا وتركيا، تواجدا عسكريا بعيد المدى ، وتحيق مصالحهم الاقتصادية ونفوذهم الغير منظور في المنطقة، بعيدا عن المشروع الايراني الذي يريد ان يبتلع المنطقة بأسرها ،نعم المصالح الاستراتيجية العسكرية والاقتصادية هي من يقف وراء تحالف دولي لمواجهة خطر داعش وخطر ايران التوسعي، هكذا تشكلت تحالفات دولية ،غير متجانسة الاهداف ولكن تجمعهم المصالح ، وخطر الارهاب الايراني ،الذي اثبتت كل الدلائل دعمه ورعايته لتنظيم الدولة الاسلامية داعش في عموم المنطقة والعالم ، وهكذا تتوضح المشاريع واهدافها في المنطقة ومن يقف وراءها ، وماهي نتائجها ،وخطرها على مستقبل المنطقة كلها ،بعد ان ايقن العالم ان ازاحة نظام بشار الاسد ليس ضرورة الان ، 
وانما ايقاف زحف ايران وخطر داعش هو الاهم ،لهذا اشتركت تركيا وامريكا وروسيا في توافق سياسي لابقاء نظام الاسد وتركه يحسم امره الشعب السوري في فترة انتقالية سياسية ، وهذا يتعبر انجازا تاريخيا لبشار الاسد ونظامه ،وهو ابعاد خطر ازاحة النظام الذي كانت تصرتركيا امريكا وحلفاؤها على تغييره ،ولو بالقوة العسكرية وهكذا افشل نظام بشار المهمة بموافقته وتخليه ،عن السيادة السورية ،ودخول الجيش التركي والروسي وغيره بحجة القضاء على داعش والتنظيمات المتطرفة الاخرى والجيش الحر ، فجاء قرار اردوغان صاعقا ومفاجأ للجميع ،وفي وقته المناسب، ليغير المعادلة باكملها في المنطقة ،لصالحه وصالح سوريا ،ان قرار اردوغان في مشاركة تركيا في معركتي الرقة والموصل ،سيلقي بظلاله الايجابية على مستقبل المنطقة ،ويقلب الطاولة على رؤوس الكثير ،ممن يريدون تحقيق مصالهم الاستراتيجية في العراق وسوريا والمنطقة عموما ،معركة الرقة والموصل بداية عصر آخر في المنطقة ليس لايران وعملائها مكانا فيه …..