8 سبتمبر، 2024 2:27 ص
Search
Close this search box.

أردوغان والفخ الروسي لتركيا

أردوغان والفخ الروسي لتركيا

تثير الاستفزازات الروسية لتركيا الكثير من الاسئلة ،من تصريحات روسية وقحة ( بمحو تركيا من الخارطة )،او التحرش بمجالها الجوي المتكرر،او غيرها ،والغرض من هذه الاستفزازات والتصريحات والتلميحات هو جر تركيا الى ساحة الحرب في سوريا، واجبارها على ان تكون جزءا فاعلا من حملتها العسكرية ضد امريكا ،(المانيا وعلى لسان انجيلا ميركل تقول ان تركيا لا يمكنها ان تنضم الى الاتحاد الاوروبي إلا بتعاونها في محاربة الارهاب وداعش)، وهذا يتناغم مع تصريحات روسيا للضغط على اردوغان وتركيا ،وما التفجيرات التي ضربت انقرة العاصمة اليوم ،إلا حلقة من حلقات تفجير الاوضاع الامنية في تركيا بأية صورة لكي تخضع تركيا لمشيئة بوتين وحملته العسكرية على الارهاب ،فهل يستطيع بوتين وتحالفه الرباعي والخماسي ،من تركيع اردوغان وتركيا في حرب عالمية اخرى تدخل المنطقة كلها في دائرة الدمار والخراب وانهار الدماء ،وصولا الى تغيير الخارطة الجغرافية لعموم الشرق الاوسط ، وهذا احد اهداف القوى الكبرى من هذه ألحرب وما هو موقف ادارة اوباما من تعرض احد اهم حلفائها (اردوغان) الى الابتزاز العسكري والسياسي من بوتين وغيره ،وهل الناتو جاد في حماية تركيا من تعرضها الى هجوم روسي مفترض ،كما صرح وهدد احد القادة العسكريين الروس قائلا(سنمحو تركيا من الوجود)، وهي نغمة قبيحة رددها قادة ايران ضد السعودية ورددها قادة كوريا الشمالية ضد تركيا ايضا وهكذا صرنا نسمع هذه النغمة الوقحة التي تنم عن روح الانتقام الجماعي للشعوب والتلذذ بالقتل والإبادة ،وكيف سترد تركيا على هكذا تهديدات هدفها اشعال الحرب التي لن تبقي ولا تذر ، بسبب نزوع هذه الدول النووية من استخدام سلاحها النووي في هذه الحرب ،اعتقد ان المشهد السياسي في تركيا الان هو مشهد مرتبك بسبب فشل حزب اردوغان في الانتخابات الماضية ،وعدم استطاعته الحصول على مقاعد تؤهله للنظام الرئاسي وتشكيل حكومة على مقاس حزب العدالة والتنمية الحاكم ، مما اضطر الى اعادة الانتخابات في تشرين الثاني القادم ،وبقاء حكومة تصريف الاعمال تواصل عملها، اذن الاجواء في الداخل التركي الان ، مرتبكة بعد اعلان اردوغان الحرب على حزب العمال الكردستاني وداعش في نفس الوقت ، وتزامن هذا التصعيد بحملة روسيا ألعسكرية وإعلانها الحرب على الفصائل الاسلامية والجيش الحر، وكل من يعارض نظام الاسد في سوريا، وقيام تحالف رباعي تقوده روسيا تركيا ليس من ضمنه ،وهذا ما جعل روسيا تقوم باستفزازات لتركيا ،متهمة تركيا بدعمها لداعش

والجيش الحر وغيره من الفصائل السورية المسلحة ، لذلك اتخذ اردوغان سياسة السيطرة على الاعصاب ، وعدم الرد الفوري على خرق الاجواء التركية من قبل الطائرات الروسية ، تركيا تستخدم ضبط النفس في مرحلة معقدة ومتفجرة ،تحتاج الى الروية والهدوء والحكمة في مواجهة الدب الروسي الهائج،اردوغان الان يقاتل على عدة جبهات في ان واحد ، ويتطلب منه التوازن والاتزان في معالجة الاوضاع ومسك العصا من ألوسط فالأوضاع الداخلية مقلقة ومتفجرة مع حزب العمال ألكردستاني والانتخابات التركية على الابواب وهي مشكلة بالنسبة لاردوغان،عليه انجاحها بأية صورة ، والحصول على مقاعد كافية لتشكيل الحكومة الاردوغانية ،وعليه ايضا ان يثبت للآخرين رد تهمة دعم تركيا لداعش والفصائل المتطرفة الاسلامية كالنصرة وفتح الشام وأحرار الشام والجبهة الاسلامية وغيرها ، في حين لم نسمح اي تصريح لإدارة اوباما حول استفزازات روسيا لتركيا ، وهي حليفتها الاستيراتيجية في المنطقة ، فهل تتركها للمجهول والدب الروسي يتربص بها ،ارى ان ادارة اوباما غير مكترثة لدور تركيا في المنطقة على اهميته لها ، وقد فتحت لها قواعدها العسكرية في جنوب تركيا ،ودربت مسلحي المعارضة السورية ، ودعمتهم وتعرضت لأقسى التهم من دول ألمنطقة وهي تعمل في السيناريو الامريكي في سوريا وجزء من حملتها العسكرية ضد نظام الاسد وتعمل على تغييره بأية وسيلة مع أمريكا إلا ان دخول روسيا على الخط لدعم الاسد ونظامه، وفشل الاستيراتيجية الامريكية في سوريا،جعل اردوغان يغير رأيه ويوافق على بقاء الاسد ،بعد ان كان مصرا على رحيله بكل الطرق،تناغما مع الموقف الاوروبي والأمريكي ،اذا دخول روسيا القوي في سوريا وإقامة تحالفا رباعيا قد اربك ألعالم وافشل استراتيجياته في المنطقة ،فهل يقع اردوغان في الفخ الروسي،الذي نصبه بوتين له ،في الالتحاق بالحرب على الارهاب في سوريا ،ام سيبقى ضمن تحالفاته مع امريكا رغم فشل ادارة اوباما في محاربة الارهاب ودعمها لحزب العمال الكردستاني العدو التاريخي لاردوغان وحزبه ، في الرؤية تتطابق رؤية اردوغان مع امريكا تماما في التغير ومحاربة الارهاب في سوريا ،كيف ،امريكا تدرب وتسلح الجيش الحر ومن تحالف معه من الفصائل الاخرى وتعترف بالمعارضة والائتلاف السوري ضد بشار الأسد واردوغان مشارك في هذا الدعم وبقوة ،والعدو المفترض لها هو تنظيم الدولة داعش، في حين روسيا تدعو لقتال جميع معارضي الاسد ومعهم داعش ،وتصر على ابقاء الاسد على رأس ألنظام وهو ما يرفضه اردوغان ولا يقبل به، هنا يمارس بوتين الضغط على تركيا بالترهيب والترغيب ،لغض الطرف عن ما تقوم به روسيا من قصف بالطائرات ومرورها عبر الاجواء التركية محملة بالأسلحة وغيرها، وكذلك مرور الصواريخ المنطلقة عبر سمائها من بحر قزوين، ،اردوغان يدرك خطورة تهديدات روسيا وجديتها ، لذلك اعلنت قيادة

الناتو وبشكل واضح وصريح عبر قائدها ان اي اعتداء وتهديد لتركيا هو تهديد للناتو ودوله، وان الناتو مستعد ان يقوم بالرد فورا على اي اعتداء على تركيا هذا التصريح استقبلته تركيا بارتياح ،رغم ان ردها على التصريحات الروسية كانت هادئة وفيها شيء من الحكمة وعدم استفزاز الدب الروسي كما يريد وينتظر منها ، الفخ الروسي الذي نصبه بوتين لاردوغان اصبح واهنا ومكشوفا للرأي ألعام الغرض منه توريط تركيا في مستنقع سوريا التي وضعت نفسها روسيا فيه،اللعبة الروسية اصبحت على المكشوف ، من ليس معي فهو ضدي،تماما كما كان سلفه المجرم بوش يردد هذا الشعار ايام غزو ألعراق والمستنقع الذي اغرق امريكا فيه،فهل ستغرق روسيا في نفس المستنقع في سوريا ، ويتكرر نفس السيناريو الامريكي ،اعتقد ان بوتين يأخذ روسيا الى ذات المستنقع ،في حين افلت اردوغان منه ، واجتاز الفخ الروسي بحكمته وحنكته وتجربته الطويلة …

أحدث المقالات