قبل قرن وربع القرن تقريبا من الزمان حاولت الحركات الماسونية العالمية ، بأغراء السلطان عبد الحميد الثاني بالأموال والاطيان في سبيل اقناعه باعطائهم فلسطين ، لما فيها من موقع جغرافي وديني وتاريخي ولكن دون جدوى و ناهيك عن الأطماع التوسعية الأستعمارية التي كانت تنتهج سياستها تلك المنظمات ، بالاستيلاء على كل الدول التي رسمها لهم أحبار السوء من مخيلة مريضة ، كمنطقة نورانية يعيش فيها شعب الله المختار !؟ وخاصة هلال الخصيب التي كانت تضم الكثير من المناطق و اليهود ينادون بها تحت شعار : ” حدودك ياسرائيل من الفرات الى النيل ” ولكن لم تفلح مساعيهم وبائت بالفشل ، في اقناع السلطان عبد الحميد بذلك ..ورغم اعطاء السلطان ايضا دول ومناطق بديله عن فلسطين مثل وادي عربة في شبة جزيرة سيناء والأرجنتين واثيوبيا عوضا عنها ولكن لم تلق رضا من السلطان و دون جدوى و قابلهم بالرفض دون اي مساومه او تفاوض وأتاهم الرد سريعا من عنده و قال لهم : ” لن أسلمكم شبرا من الأرض المقدسة مادمت حيا وفي آخر قطره من دمي لن اسلمكم اياها ” وبدأ اليهود بالأستعانه بالحركات الماسونية السرية في تركيا كمنظمة ” تركيا الفتاة ” التي كانت لها الدور في أسقاط الخلافة العثمانية ، وكان ذلك بالتنسيق مع الضابط ” مصطفى كمال اتاتورك ” الذي كان زعيما وضابطا فيها ، بحياكة مؤامرات ودسائس لتنهي وجود الخلافة انتقاما لعدم قبول ورضوخ السلطان لمطالبهم الأستعمارية …وكما يقول المثل المعروف : ” التاريخ يعيد نفسه ” وعلى هذا الاساس ، البارحة قامت فئه ضالة من الضباط الأتراك في الجيش بالتمرد على نظام الحكم في تركيا من خلال انقلاب عسكري مفاجئ !؟كادت تزج البلاد الى فوضى ودمار بسبب الانقلاب على الشرعية التي كان يمثلها رئيس الحكومة اردوغان وبالاجماع رسميا وتحت مضلة ديمقراطية ، ورغم تفاوت المجتمع التركي وتضاربه من حيث النسيج الأجتماعي ، وبمجرد أن وجه اردوغان خطاب من جواله الى الشعب التركي بعدم القبول بهذه المهزله والخروج الى الشارع للتنديد بهذا الانقلاب ،وسرعان ماقامت الجماهير من الشعب بالخروج الى الشارع افواجا افواجا والمضي قدما يدا بيدا بكافة الاطياف والالوان مع عناصر الجيش الوطني التركي ، بصد وردع اي عدوان او هجوم ، يمس سيادة اردوغان ، و أمن و استقرار البلاد من مغبة الانقلاب ، وحتى الأحزاب العلمانية المناهضة لحزب العدالة والتنمية رفضو الانقلاب بالوقوف مع الشرعية الدستورية ، و شائت الاقدار أن يقع المتمردون في شر اعمالهم ، وبائت محاولة الانقلاب بالفشل الذريع وهنا قال الشعب كلمته واثبت وجوده بوجه المؤامره الخارجية بالتصدي لها والوقوف الى جانب زعيمهم المنتخب اردوغان الذي حافظ على الأرث العثماني ، والذي نتمناه من الجميع ان يحذي حذو الشعب التركي بموقفه النبيل والشجاع بعكس الكثير من الشعوب النائمة المغيبة ….