20 فبراير، 2025 11:41 م

أربيل جنة الأرض على مر الزمان وإيقونة التعايش السلمي

أربيل جنة الأرض على مر الزمان وإيقونة التعايش السلمي

تتوالى الاحداث في العراق بعد عام 2003، أي منذ أكثر من عشرون عاما على الاحتلال الأمريكي وتغيير النظام السابق، لتكشف تلك الأحداث عن انهيار التعايش السلمي في كثير من المحافظات العراقية سواء في الجنوب أو الوسط وكذلك المحافظات الغربية، وحتى محافظة نينوى التي تعتبر المحافظة الثانية في العراق بعد العاصمة بغداد. فقد شهدت تلك المحافظات على مر الأعوام الماضية في ظل الاحتلال الامريكي، تطور المظاهر الإرهابية، مع الخطاب الطائفي التحريضي الذي ولد حالة من الانقسام والعنف السياسي الطائفي في أغلب المحافظات العراقية، إلا محافظة أربيل عاصمة كردستان العراق، كانت وماتزال الحاضنة لكل العراقيين من مختلف الأديان والطوائف والأقليات. حيث قامت سياسة أربيل في فترة العنف السياسي والطائفي التي شهدتها أغلب المحافظات العراقية، بالحفاظ على المعايير الدينية والاجتماعية والفكرية في أربيل، و إحاطتها بسياج من الضبط الاجتماعي والسياسي والأمني، تلك المعايير التي تقوم على قيم المجتمع العراقي و أعرافه وتقاليده. من أبرزها عندما أعلنت القيادة السياسية في أربيل عفوا عاما عن كل أبناء المحافظات الشمالية من القومية الكردية الذين كانوا يعملون مع نظام بغداد قبل التغيير.

ثم فتحت أربيل أبوبها لكل العراقيين بمختلف انتمائهم عندما تعرضت كل المحافظات الغربية للاحتلال الداعشي الإرهابي، وقدمت لهم يد العون. في الوقت نفسه، لم تكتف القيادة السياسية في أربيل بحفظ حقوق كل العراقيين المتواجدين في أربيل كافة دون استثناء، كحق توفير الحياة الكريمة، وتقديم الرعاية الصحية والخدمات الأساسية، والتعليم، وحق تحقيق القيم الانسانية، كالعدل والمساواة، وحق الحماية والأمن، وحقهم في التعبير عن آرائهم والمشاركة في أمور مجتمعهم وغيرها من الحقوق، كحق حرية الاعتقاد والتفكير وحرية الاختيار. من هذا المنطلق فإن استراتيجية القيادة السياسية في أربيل خلقت حالة من التوازن الاجتماعي في المحافظة.

في السياق ذاته، لقد انخرطت حكومة كردستان بُعيد عام 2003، في عملية كبيرة وواسعة لتحديث كافة مظاهر الحياة الاجتماعية والاقتصادية والتجارية، والعمل المستمر في الحفاظ على أمن الإقليم، وقد نجحت بامتياز، وذلك نتيجة اختيار نخبة قادرة على إدارة أجهزة الإقليم، وكما ذكرنا آنفا التأكيد على قضية استقرار الأمن واستقلالية القضاء. مما خلق حالة من الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، إضافة إلى الحركة الجبارة في البناء والعمران، التي جعلت أربيل أحد أهم مدن العالم الجاذبة للاستثمار على كافة الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية.

وفقا لما تقدم، كان ومازال العنوان الرئيسي للخطاب السياسي في أربيل يتلخص في شعار (المواطنة والتعايش السلمي) ومن هذا الخطاب اتسعت دائرة التأييد والحب لأربيل، وتزايد إلى جانب ذلك حضور الكثير من أشكال التعبير المميز من كافة اطياف الشعب العراقي. عليه فقد استطاعت أربيل أن تكتسح الأعداء في جميع الظروف، وجميع الأوقات.

إن هذه الانجازات للشعب الكردي المناضل على مر العقود، تؤكد أنه مهما بلغت قوة المتربصون باستقرار وتطور أربيل، فإن حكمة القيادة السياسية في أربيل، وإرادة الشعب الكردي المناضل هي أقوى، وهي التي انتصرت وستنتصر في نهاية المطاف. وتؤكد أنه آن الأوان للتجربة الكردية أن تكون أيقونة ورمز للإنسانية، تلك التجربة التي ينبغي أن تحتذي بها كل المحافظات والمدن العراقية. لاسيما أن القيادة السياسية في أربيل كانت في طليعة القيادات والزعامات العراقية التي دعت بعد تغيير النظام السابق إلى طي صفحة الماضي والعفو عن جميع العراقيين، باستثناء الملطخة أياديهم بالدم، والعمل سوية على بناء عراق جديد قائم على المواطنة والتعايش السلمي وسيادة القانون.

الخلاصة ..

أن الاستقرار الامني والاقتصادي والاجتماعي في اربيل والاستقطاب المستمر للشركات العالمية والتخطيط العمراني الصحيح والسياسة الاقتصادية المرسومة سيجعل منها مدينة تضاهي المدن المتقدمة وستكون اربيل بعد خمس سنوات منافس رئيسي لمدن كثيرة مثل باريس و دبي.
ويستحقون ذلك في ظل الانفتاح على العالم ووضع مصلحة أربيل والإقليم فوق جميع المصالح الحزبية والسياسية بالرغم من القيود التي تستخدمها حكومة المركز معهم الا انهم مستمرين على تحقيق أهدافهم المنشودة في تطور وازدهار مدينة أربيل والإقليم بالكامل .

مدير وكالة الحدث الاخبارية
وصحيفة الحدث الاسبوعي
المملكة المتحدة

أحدث المقالات

أحدث المقالات