18 ديسمبر، 2024 7:21 م

أربيل بوابة التطبيع أو الشتات!

أربيل بوابة التطبيع أو الشتات!

ضجيج اثاره مؤتمر تطبيعي في أربيل، ما الجديد؟

ولماذا تتلى بيانات الاستنكار والاستهجان؟ هل ثمة خروج عن المألوف في مسيرة الداعمين للمنهج التطبيعي مع الكيان الصهيوني؟

ما يسير عليه الإقليم، وتحديدا “قوى أربيل” المتمثلة بالحزب الديمقراطي الكردستاني؛ نهج واضح المعالم ولا يخفي نواياه الحسنة تجاه دولة “إسرائيل”. تلك النوايا لم تأتِ نتيجة لتفاهمات سياسية او معاهدات شبيهة بمعاهدات “عصر الكتابة”. بل اتخذت أربيل وكيانها العائلي موقفها المتصالح مع الكيان الصهيوني على وفق تشبيهات اقتنعت بها او اقنعت بها، فما حل بالكورد من مجازر وتهميش، صدرته العائلة الحاكمة في أربيل على أنه ازدراء وشوفينية عربية شاملة تجاه الشعب الكوردي مشابهة لما تعرض له اليهود من احتقار وقمع نازي!

جذور المسألة تعود إلى الراحل ملا مصطفى البرزاني الذي أسّس اساس العلاقات بين الجانبين، وطالما كان حلم الدولة هو المحرك، فلا ضير؛ لأنه لا يحق لعراقي او اي عربي الاعتراض على علاقات جيدة بين دولة والكيان الصهيوني، طالما أعلنت تلك الدولة عن علاقاتها وحددت مصالحها. أما وقد انتهى مشروع “الدولة الحلم” واختار الكورد العيش ضمن دولة العراق الاتحادي، فلا يمكن القبول بالعلاقات التي اسستها أحزابهم القومية في لحظة تاريخية لم تكن بها تلك الاحزاب تؤمن بالدولة او العيش ضمن خريطتها وإطارها الحالي.

وحاليا يعترف الكورد بهذه الدولة، ويشاركون في قيادتها وتوجيه سياستها، بيد أنهم “قوى أربيل العائلية” تشتغل وفق إرادة تتقاطع مع الإرادة الوطنية. ومن مصاديق تلك الإرادة الهدّامة؛ هو إستقطاب جميع المختلفين والمخالفين للعملية السياسية تحت ذريعة حرية الرأي والتعبير. أربيل جزء من الدولة، ولكنها تتصرف كجسد منفصل عن العراق، وما مؤتمر التطبيع الذي انعقد قبل يوم فيها سوى مصداق وشاهد حي على تصرفاتها تلك. بدأت بخلق ضد نوعي (شيعي وسني) ومكنته مالياً وإعلامياً، وهذا الضد النوعي يتحرك وفق توجهات وخطط مرسومة من قبل الإدارة العائلية لإربيل. رب معترض يقول أنّ العرب هم من عقد “مؤتمر التطبيع”، غير أنّ الواقع يقول أنهم أدوات استخدمتها عائلة الحكم ضمن سياق التطبيع الذي تسير عليه، فهناك كل شيء محسوب، فهل للسائل ان يدلنا على مؤتمر لأكراد تركيا عقد في أربيل؟!..

لن تسمح العائلة، ولكنها تصر على زرع بذور التقسيم بين الآخرين. ومن هنا يتضح أن بيانات الرفض لمؤتمر التطبيع لا تعني شيئا طالما بقيت تستهدف الأدوات ولم تتطرق للمحرك والراعي.

المطلوب اليوم من قوى المركز، شيعية او سنية ومعها قوى الاعتدال الكردي، ان تعزل قوى العائلة وتحجم من تغولها، فبعض العلاجات بحاجة لجراحة، وإلا فأن قرار التقسيم سيصدر عن أربيل قريبا!