18 نوفمبر، 2024 12:29 ص
Search
Close this search box.

أرامل المجتمع العراقي.. من يحمي حقوقهن..

أرامل المجتمع العراقي.. من يحمي حقوقهن..

إتشحت ثياب نساءٍ من المجتمع العراقي بالسواد كضريبة يدفعها نصف المجتمع الذي فاقت إحصاءآت أرامله جميع إحصاءآت أرامل العالم، فمنهن من قُتل شريك حياتها و والد أطفالها على أثر الحرب العدوانية و منهن من راح ضحية الإرهاب زوجها و معيلها لا لذنب أقترفه سوى أنه مرَ بقرب قدره المحتوم، و منهن من فقدت شريك حياتها بسبب العنف الطائفي تاركاً ورائه أُسرة ليس لها غير رحمة الله عز و جل الذي لا يقطع سبيل المعروف. و من هنا تبرز مشكلة إجتماعية لها وقعها و أثرها على المجتمع ألا و هي (العبئ الإقتصادي و الإجتماعي على الأرامل) حيث أن عدد غير قليل  من النساء الأرامل يعتمدون بصورة رئيسية على الزوج كمصدر دخل للأسرة و ذلك لأسباب تربية و متابعة الأطفال، القيام بالمسؤليات المنزلية و أسباب إجتماعية أُخرى كعدم الحصول على فرصة عمل تلائم التحصيل العلمي للزوجة او الخوف من التقصير في الواجبات المنزلية. مما أدى إلى إستبعاد فكرة العمل لدى عدد من نساء المجتمع و هذا الأمر ظهرت آثاره الجانبية عندما فُقد المعيل الوحيد للأُسرة و نتجت عنه معاناة غالبية عظمى من أوضاع إقتصادية صعبة و عجز عن توفير جزء من تكاليف المعيشة حيث إرتبط الوضع الإقتصادي للأرملة بإرتباطها بعدد من الأطفال و بأعمار مختلفة.و حيث إن أرتفاع عدد أطفال النساء الأرامل و ضعف الرعاية الإجتماعية يساهم في بروز حالات إجتماعية كالتسول، السرقة و التي قد تدفع في بعض الحالات إلى إرتكاب جريمة أو الجريمة المنظمة، او بيع أجسادهن أو أعضاء من أجسادهن لتأمين لقمة العيش و قد تساهم في سقوطهن او أولادهن تحت وطئة الارهاب او الإختطاف بغرض الإتجار بالرقيق.

إن ظواهر العنف و ما تولد عنها من قتل و تهجير و خطف، كان لها الأثر الاكثر في تفاقم ظاهرة إزدياد أعداد الأرامل في العراق و هذا الأمر من شأنه خلق جيل يتصف بخشونة المشاعر، اللامبالاة و الإنحراف في السلوك الإنساني، و هذا ما يشكل إنحرافاً في القيم و المبادئ السامية للمجتمع و إبتعاده بصورة أو باُخرى عن أبسط السلوكيات الإنسانية في التعامل مع المجتمع و هذا ما تُلاحظ بوادره في مجتمع اليوم من خلال التعامل بين أفراد طبقات معينة في المجتمع. و في محاولة لتقليل الضرر الإجتماعي الحاصل بالمجتمع نتيجة إزدياد أعداد اللأرامل في العراق فمنهم من إقترح الزواج بأرملة كزوجة ثانية و كذلك رصدت الجهات الحكومية مبلغً مالياً لكل من يتزوج بأرملة كمبادرة للحد من الكوارث المجتمعية   .

أحدث المقالات