19 ديسمبر، 2024 12:27 ص

أراض للصحفيين.. ولكن في المريخ !

أراض للصحفيين.. ولكن في المريخ !

أراضي الصحفيين ( الموعودة ) أصبحت حقا وحقيقة في خبر كان ، وهناك من يقول لاتكتب عن هذا الموضوع على شاكلة ( خليها سكته يلفته ) أي ان ما إنتهت اليه لايبشر بخير، كما يبدو، وقد أصابتها ( سكتة قلبية ) المرض المزمن الذي يطيح بمعظم صحفيينا هذه الايام.

البعض من الأخوة والزملاء أفرحنا كثيرا، وقال ان النقابة ستمنحنا أراض في مكان لا تتوقعونه ، أي على ( كوكب المريخ ) ، إيمانا من وزارة البلديات بالاثر البالغ الذي يبذله الصحفيون في خدمة بلدهم، ولهذا وجدت ان منح الأسرة الصحفية قطع أراض على أحد الكواكب هو ( حق ) ولهذا فأن الأمر يطول وعليهم الانتظار لبضعة قرون، قبل أن يتحقق لهم هذا الحلم الطوباوي الغريب!!

ما أروع انجاز كهذا، فهو إن تحقق في القرون المقبلة، بعد ان تقطع الصحافة مكانة متقدمة في العمل الصحفي، بلا مشقة أو متاعب، لانها في ذلك الزمن ( الغابر ) لم تعد نسميها ( مهنة المتاعب ) بل مهنة ( البطرانين ) وتلفيق الاخبار ، حسبما يريده السياسيون، شرط ان نغطي على فضائح الفساد الاداري والمالي في ديمقراطية الفوضى الاميركية، إذ كانت غوندليزا رايس مولعة في التسعينات بـ ( الفوضى الخلاقة ) وتتغزل بها ، ، وتعدها ( روعة العصر الديموقراطي الخلاب ) ، الى ان انتهت ما انتهت اليه في المنطقة من ( فوضى خلاقة ) ولكن ليس على طريقة غونداليزا رايس، وأحلامها الوردية!!

ولا أدري كيف تم الربط بين أحلام الصحفيين وأحلام غونداليزا رايس ، التي غابت شمسها عن الأضواء، هي الأخرى ، رغم انها صغيرة في العمر، وكانت لها أراء قيمة عن قضايا سياسية كثيرة، لكن موضوع اختيار أراض للصحفيين على كوكب المريخ هو الذي أبعدنا عن موضوعنا الذي نحن بصدده، كما اننا مولعون بنظريات كبار الساسة الاميركان، بإعتبارهم أصبحوا من ( أهل البيت ) فنحن قد أصبحنا الضيوف والاميركيين هم رب المنزل ) ، وهم من سيسهلون علينا استلام أراض على سطح القمر، لأن أراض العراق أصبحت مليئة بالارهاب ، وهي تخشى على الصحفيين ان يطالهم ، الارهاب الاعمى ، ولهذا وجدوا أن افضل مكان يقي صحفيي العراق، من مشاكل الارهاب وبلاويه ، هو ان يجدوا لهم ( ملاذا آمنا ) على أحد الكواكب، وهو عمل يسر الأسرة الصحفية، وستدخل العصر الذهبي من أوسع أبوابه!!!

أما وزارة البلديات فلم تجد مكانا يأوي اليه الصحفيون، سوى ، أطراف بغداد، من تلك المحسوبة على محافظات أخرى، فهم ايضا يخشون على الصحفيين أن يقطنوا في مساكن داخل بغداد، ولهذا فقد وجدوا في النهروان ( أرض الميعاد ) التي يمكن أن يأوي اليها الصحفيون العراقيون، كونها كانت معسكرات للجيش السابق، ويريدون تحويلها الى ( أراض مدنية ) إن سكنها الصحفيون فسيعيدون لها هيبتها، وتدخل التاريخ من اوسع ابوابه، بل ويدخل الصحفيون أنفسهم التاريخ من اوسع ابوابه، بعد ان يقتربوا من قطيع الاغنام والبقر والجاموس، ويتعايشوا معها ، في أمن وأمان، ويسعدوا في أواخر أيامهم، هذا ان بقي عمر لهم ويقطنوها، ولكن تحويلها نحو المريخ هو أكثر جدوى، من ( النهروان ) المعسكر الذي ما زال يحتوي ملايين الذكريات المرة، عن شعب ابتلى بالحروب والنكبات، واذا بديمقراطية اميركا تزيده خرابا ودمارا، وتحوله الى بؤرة للارهاب، يقض مضاجع العراقيين، وقد تحولت أيامهم بفضل ( الفوضى الخلاقة ) الى جحيم لايطاق!!

ولا أدري ماذا يقول الزملاء الصحفيون عن ( مكرمة الاراضي ) في بغداد، فنحن نسمع عنها، وقد إختفت اخبارها، منذ أمد طويل وعلى من يعثر على فتات أي خبر عنها، عليه ان يبلغ الأسرة الصحفية، وله الأجر والثواب!!