23 ديسمبر، 2024 7:48 ص

ـ وزع عبد الكريم قاسم رئيس وزراء العراق (1958 ـ 1963)..الأراضي للفقراء من سكان الصرائف فقامت مدينتا الثورة والشعلة.. كما وزع الأراضي على الموظفين فقامت إحياء: المعلمين..والأطباء..والمهندسين..والمحامين..والضباط..والشرطة..والبلديات..والمطابع وغيرها.. مثلما وزع قطع أراضي لكبار الضباط فقامت مدينة اليرموك..وزيونة..ودور لنواب الضباط فقام حي الإسكان وغيره.
ـ جارنا مفوض شرطة المرور فخري زنكنة “أبو فريد” جاء الى أبي.. وقال له “لماذا لا تقدم أنت على قطعة ارض.. وأنت وجيه المنطقة.. سكتً والدي وأخفظ رأسه.. ولحضتها جلبتُ أنا لهما الشاي.. رفع أبي رأسه.. وقال له: أبو فريد.. هذه الأراضي أراضي الدولة.. ومن يأخذ منها خارج القانون حرام!.. لم يتفوه أبو فريد بكلمة وترك المكان.. وتربينا نحن أبناء أبو صبيح إن من يأخذ مال الدولة بلا وجه حق ومخالف القانون حرام.. وهكذا تربت أغلبية أجيالنا!
ـ في أحد الأيام زار عبد الكريم قاسم شقيقته.. فرحبت به.. ودار الحديث بينهما.. ومن بين ما قالته له: “كريم أنت توزع أراضي للعالم.. وأختك لا عندها بيت.. ولا قطعة أرض.. يصير؟؟.
أبتسم قاسم.. وعند أراد المغادرة طلب منها أن تصعد معه بالسيارة.. وأخذها الى منطقة السدة والميزرة.. أي حالياً شارع محمد القاسم من جهة باب الشرقي حالياً.. وقال لها انظري هذه الصرائف.. وهؤلاء الفقراء.. وعندما انهي توزيع الأراضي لهم ..ولا تبقى صريفة واحدة.. أنت تستحقين قطعة أرض!!.. وأضاف قائلاً: “إشلون يصير أخت رئيس الوزراء تأخذ قطعة أرض.. وأهل الصرايف بعدهم مماخذين ؟؟”.
ـ ونقلت لنا الأخبار آنذاك.. إن رئيس وأعضاء مجلس السيادة.. أي الذين كانوا يقومون بمهام رئاسة الجمهورية.. وهم: الفريق الركن نجيب الربيعي رئيساً.. والسيدين محمد مهدي كبة وخالد النقشبندي أعضاءً.. قد قدموا طلباً لوزارة المالية لتخصيص قطع ارضي سكن.. لتشييد مساكن عليها لهم.
ارتئ السيد محمد حديد وزير المالية آنذاك.. “إن تلبية هذا الطلب يعتبر نوعاً من المحاباة واستغلالاً للمنصب”.. وسيكون إن نُفذ سبباً للطعن بجهاز الدولة كاملاً.. وبمجلس السيادة.. ذهب هذا الوزير لعبد الكريم قاسم.. وأطلعه على الطلب.. وأبدى تحفظه الشخصي عليه.. واقترح على الزعيم عبد الكريم قاسم أن يطلب من رئيس وأعضاء مجلس السيادة العدول عن طلبهم هذا.. وفعلا تم له ما أراد.. بعد لقاء قاسم برئيس وأعضاء مجلس السيادة.. وأغلق الموضوع.. ولم يحصل من يمثلون رئاسة الجمهورية في زمن عبد الكريم قاسم على قطعة ارض لهم!.
ـ في زمن رئيس الوزراء السابق ورئيس الوزراء الحالي “حفظهما الله ورعاهما” استلم كل المسؤولين..والنواب..والمحافظين..والقادة العسكريون..ورئيس وأعضاء مجالس المحافظات والبلديات..وحاشياتهم.. أراضي متميزة في بغداد.. وفي المحافظات.. واستلموا سلفه 100 راتب.. وجميعهم يشغلون قصور ودور الوزراء والمسؤولين في النظام السابق.. وبعضهم سجلها باسمه.. واشتروا قصوراً وفلل في الأردن ومصر والإمارات وأثينا.. وفي أجمل الجزر الأوربية..عدا البساتين والمزارع.. وبنو قصوراً في بغداد.
المصيبة.. لم يسدد احدهم حتى ألان قسطاً واحداً من قرض ال 100 راتب لصندوق الإسكان!!
ـ واستحوذوا على بساتين وأراضي قادة النظام السابق.. وأراضي وعقارات الدولة.. واستحوذوا أيضاً على أكثر الساحات والحدائق العامة.. بل يهددون البلديات وأمانة بغداد إن تجاسروا وتقدموا الى هذه الحدائق والساحات.. واحتلوا العقارات الحكومية وحولوها مقرات لأحزابهم.. فيما هناك أكثر من 25 ألف منطقة للصرائف وبيوت تنك.. ومدارس من طين.. والطلبة يفترشون الأرض في عز الحر والبرد.
كل هذا حلال.. لعد الحرام وين ؟.. أفتونا يا رؤساؤنا.. ووزاؤنا.. ويا مسؤولينا.. ويا سياسيينا من أصحاب العمائم.. وغير العمائم.. يرحمكم الله.