23 ديسمبر، 2024 1:10 ص

أراد ان يكحلها فاعماها

أراد ان يكحلها فاعماها

برفيسور في الترجمة الإعلامية
كم من الوقت يقضيه بعض مرضانا في التطبب على ايدي المختصين من الأطباء وتوابعهم
وكم من المال ينفقه هؤلاء على الشفاء من بعض الامراض المستعصية التي ما برحت تجري مدامعهم
وكم من السنين يقضي المرضى في العلاج والسفر الى الخارج لاستشارة خبراء ومراجع
وليخبرني احدكم كم من سليم جسد وصحيح عافية قتلته أخطاء الطبيب والصيدلي
ويا ليته يقل لي احدكم كم من طبيب ماهر وصيدلي خبير اخطأوا في التشخيص… كم ليقل لي
وليحدثني عن كم من خطأ مرعب ومريع وغالبا مميت او معوق
ارتكبه نفر من الأطباء او توابعهم وسلب من المريض وأهله كل مروق
لو حسبنا كل هذا افتراضا لتبين لنا ان تصاعد الإهمال وقلة الخبرة والتأهيل الاردء
تستحوذ على الكثير من اهتمامات رجال الرعاية الصحية وتقود الى الاسوء
كثيرة هي الأخطاء الطبية التي تجلب النهاية لحياة المرء الذي كان يأمل
في التغلب على مرارة الألم وقسوة الحالة وتهاطل البلاء بطرق اسهل
وما من شيء أسوأ من خطورة هذه الاخطاء وما اصعب قوة درجتها وصعوبة الشفاء
فتراها تختلف من موقف الى موقف ومن حالة الى حالة وتزداد حداتها ويصبح الامر غير محمود
وفيها ومن خلالها يصوب طاقم العلاج سهم الخلاص الى الهدف السليم وغير المقصود
او يزيد السوء سوءا او يخطا في توصياته وارشادته ويرهق مرضاه الى حد الهلاك
فترى سهم الإصابة هذا يعرقل العلاج ويصعبه ويجعل الطبيب اسوء ملاك
ويحول الامل الى الم والتفائل الى تشاؤوم وحيرة والنور الى عتمة وظلام دامس
ويزيد من شحنات المشاعر غير الإيجابية ويفقد الثقة ويكثر التهامس
والخطا خطائك” يا حكيم” خطا فرديا او قد يكون خطا جماعيا
اوبدرجة اقل من طرفك انت يا طريح السرير “يا مريض”
او من طرف اسرتك او اقاربك او اصدقاءك واسقطك في الحضيض
كثيرة ووفيرة هي أسباب الفشل او الخطا ان كنت لاتعرف أ وغير دارك
منها فشل في عملية التواصل بين المريض ويين الطبيب او المعالج المشارك
او فشل او اهمال المريض وأهله اثناء المراقبة وإعطاء العلاجات
وفشلهم في دقة وتوقيتات ومقادير الادوية او عدم الالتزام بالارشادات
او خلل في عملية الاتصال والتواصل بين الطبيب او توابعه في عملية التشخيص
وما اكثر منابع الفشل اعزتي منها عدم اختيار الطريق المالوف في التمحيص
وعوضا عن ذلك سلوك طريق اخرالى نهاية عكس المقصودة والوقوع بالمتاهات
او هو ارباك في توابع الفحوصات الطبية والإرشاد الصيدلاني او قلة المعلومات
او في كيفية استحصال الدواء من الصيادلة وعدم الدقة في التقيد بالارشادات
ويحدث ما لايحمد عقباه لكل الأطراف المشاركة في ذروة الصراع والعمل الدائب
وتسوء سمعة الطبيب الذي سار في الطريق غير الصائب
الذي خرب هدفا سليما غير مقصود وترك الداء يعبث كما يشاء بصاحبه اويقتله الهلع
وما اكثر هذا النوع من البلاء في زمن ساده الفساد وانعدمت فيه الرحمة وكثر الطمع
وغالبا ما تسير سفينة النجاة في بحر متلاطم الأمواج وموحش الطرق
يقودها ملاحون دون خبرة او دون تأهيل ومنهم سر العلم قد سرق
مرة يحاولون ومرات يجتهدون وقد لايصيبون وقد يهلك الراكبون
وترى اهل الطب والمتخصصين تراهم مرعوبين و عن أسباب الرحيل يتحججون
وينجو دون عقاب الذين يدعون الخبرة والمهارة والذين هم عن الطب بعيدون
وترى اهل الراحل غضبى ولاتقنعهم ادعاءات هؤلاء المزيفون والذين هم عن الحق زائغون
وصدق من قال أراد ان يكحلها فاعمها