أرابكوا من الإرباك
أربكَ: أوقع في الحيرة والإضطراب
شركة أرامكو أكبر شركة نفظ على وجه الأرض , إستهدفتها الطائرات المسيرة والصواريخ , وتسببت بإنقاص إنتاج النفط بما يقرب من ستة ملايين برميل يوميا , وبإرتفاع سعر البرميل إلى أكثر من سبعين دولار , وأطلقت أمريكا مخزونها الإحتياطي.
فماذا يحصل؟
وأين الحماية؟
أين الأقمار الإصطناعية؟
أين الصواريخ المضادة؟
وأين وأين…؟
أسئلة عديدة يمكن طرحها , لكن المأساة متواصلة , وجميع الأطراف تدفع ثمنا باهضا , والمتهم يلعب ألاعيبه بتصورات مسبقة ومتفق عليها.
فالدول التي تورطت بحرب اليمن في حيرة وإضطراب وفي مأزق خانق , والذين تحسبهم أعوانا يفترسونها ويؤكدون مصالحهم , ويستثمرون بهذه الحرب التي دفعوها إليها بإنزلاقية طائشة , وخطط محسوبة لحلبها وتجفيف أضرعها.
وهي مرتبكة فالضربات ضدها تزداد إيلاما وتأثيرا , وما تغير كثيرا واقع الحال في اليمن , بل يتمدد إلى ما هو أسوأ وأعقد , فكل مشكلة إذا أزمنت تعقدت وتطورت.
فتأملوا ما يجري في العالم , إنه حديث النفط وحسب , أما اليمن والخراب والدمار فلا معنى له ولا قيمة , المهم النفط وكأن النفط سلطان.
وهذه الضربة تثير شكوكا وأسئلة صعبة , لأنها عملية معقدة ومدبرة ولابد أن تكون أطراف عديدة وقوية ومتطورة قد ساهمت فيها لغايات مرسومة وتطورات معلومة.
وإن صح هذا الإقتراب فأن ما سيحصل في المنطقة سيكون متأججا ومنتشرا كالنار في الهشيم , إذ يبدو أن المنطقة ربما يُراد لها التحول إلى أرض محروقة خالية من قدرات الحياة الصالحة للبقاء.
وربما سيصبح أحد البلدان ولاية تابعة للقوة الإقليمية المتظاهرة بالنزاع مع الآخرين , وبصورة رسمية ومعترف بها دوليا وفقا للخطة المرسومة , والتي تؤدي فصولها بإتقان ومهارة كما إتفقت عليه في الخفاء , ووظفت الإعلام وسخّرت الدين ليكونا وسيلتها الأقوى , لتحويل أبناء المنطقة إلى فضائل مسلحة ذات تبعية وإيمان خالص لها وبها.
فهؤلاء يتعبّدون في خيمة عمامة قدّسوها ويدينون برؤاها وينفذون أوامرها بإندفاعية غير مسبوقة في تأريخ المنطقة.
وستكشف الأيام ما خفي , وهو أعظم مما جرى في الخفاء قبل أكثر من قرن!!